ـ[حازم]ــــــــ[01 - 09 - 2004, 09:56 م]ـ
يا لَيْلُ: الصَّبُّ متَى غَدُهُ؟ & أقِيَامُ السَّاعةِ مَوْعِدُهُ
رَقَدَ " الجِنِّيُّ " فَأَرَّقَهُ & شَغَفٌ " لِلْحالِ " يُرَدِّدُهُ
فَبَكَاهُ النَّجْمُ ورَقَّ لَهُ & مِمَّا يَرْعَاهُ ويَرْصُدُهُ
يَهْوَى أنْ يُدْرِكَ " لا تَبْعُدْ " & حُجَجُ " الجِنِّيِّ " تُبَعِّدُهُ
نَصَبَتْ عَيْنايَ لهُ شَرَكًا & في النَّوْمِ فَعَزَّ تَصَيُّدُهُ
وكَفَى عَجَبًا أني قَنِصٌ & " للدِّيكِ " فَفاقُ تَشَدُّدُهُ
" عَلَمٌ " مُزْدَهِرٌ في الأَدَبِ & أهْوَاهُ ولا أَتَعَبَّدُهُ
أستاذي الشامخ بحَرْفه، المتألِّق بروعة عَزْفه / " ديك الجنّ "
لا زال إعجابي ببراعتك في الحوار الهادئ متواصلا، ولا زال سروري بإبداعك في تصوير المعاني متكاملا.
أيها الرحَّال الحزين: من أيِّ بحرٍ تنتقي حروفك؟ وبأيِّ لَحْنٍ تعزفُ كلماتك؟
وما تَغَرَّبتُ عنْ أهْلي وعن سَكَني & لكن يُنازِعُني إحْساسُ مُغْتَرِبِ
زادك اللهُ من فضله.
قولك: (وسؤالي للإخوان الذي يعربونها حالا، هل هي حال ضرورية وعمدة وأساسية، أم أنها حال غير ضرورية يمكن الاستغناء عنها، ويتم معنى الجملة الأساسية بدونها؟)
أقول: ما الفائدة المرجوَّة من إجابة هذا السؤال، إذا كنتَ لا ترى أنها حال أصلاً.
وهل يُغني الفرعُ عن الأصل؟؟
وقولك: (الثالثة: إنكار وتعجب واستغراب " وأين مكان البعد إلا مكانيا ")
أقول: كيف جاز لك أن تجمعَ بين الإنكار والتعجب في أسلوب واحد؟؟
وهل جملة " وأين مكان البعد إلا مكانيا " تحتوي المعنيين؟؟
لا أرى هذا، فابتداءً، أنتَ قلتَ: إنها للاستغراب والتعجب.
ورددتُ عليك في تعقيبي بعد ذلك قائلاً: هو سؤال إنكاريٌّ أو إنشاءٌ بمعنى الخبر والتقرير.
والآن أراك قد بدأت تمزج المعنيين في إناء صغير يكاد يضيق بهما، أو قد ضاق.
فهلاَّ أفصحتَ عن رأيٍ واحدٍ نجعله إطارًا في طريقنا نمشي بمحاذاته فلا نحيد عنه.
وقولك (وهل لا بد لأي جملة توسطت بين جملتين أن تكون حالا؟)
هذا سؤال استنكاري، كسؤال صاحبنا في البيت محلِّ الخلاف، ومع ذلك سأوضِّح رأيي فيه.
ليس كلُّ جملة متوسِّطة بين جملتين، تُعرب حالاً.
وقولك: (هل كل فعلين يقعان معا يجب أن يكون ثانيهما حالا لصاحب الأول؟)
هذا السؤال لم يأتِ مطابقًا لِما نحنُ بصدده، ولعلَّ الاستعجال وراء ذلك.
فالذي لدينا جملة فعلية، ابتدأت بالفعل " يقولون "، تلتها جملة اسمية، وجاء الضمير " هم " صدرًا لها مسبوقًا بواو.
فليس الأمر فعلين وقعا معًا، إنما الواقع هو جملة فعلية تفيد حَدَثًا مقرونًا بزمن، ثم بعد ذلك جملة اسمية.
وهذه الجملة الاسمية هي محلِّ الاختلاف، وتباين وجهات النظر بيننا.
فما بالك تريد أن تقلِّلَ من شأنها؟
والجملة الاسمية، إذا لم تقع موقع الاسم المفرد، فلا محلَّ لها من الإعراب، كالجملة الاستئنافية.
وإن وقعت موقعه، كان لها محلٌّ من الإعراب، كأن تُعرب حالاً مثلاً.
ولا بدَّ أن أعترف بذكائك لإثبات ما تصبو إليه، وها أنتَ تزرع الإيهام بين السطور، وتثير الشبهات حول الآراء، في تصوير رائع للمعاني، وانسياب رقراق للكلمات.
أما إن كان السؤال عن أي فعلين يقعان معًا، ما حكم الثاني منهما؟
فالجواب: تُقدَّر الأمور بقدرها.
فإن كنتَ تعني بذلك نحو: " قامَ زيدٌ وجلسَ عمرٌو "، يعني حدث الفعلان في الوقت نفسه، فالجملة الثانية معطوفة على الأولى.
وقول المتنبي:
دَمْعٌ جَرَى فَقَضَى في الرَّبْعِ ما وَجَبَا & لأهْلِهِ وشَفَى أنَّى ولا كَرَبَا
فهذه ثلاثةُ أفعال: جرى، قضى، شفى، والجملتان التاليتان معطوفتان على الأولى.
وقد تكون جملة الثاني حالاً من فاعل الأولى، أو من مفعوله.
أقبل زيدٌ يبتسمُ.
وقد تكون نعتًا: أقبل طالبٌ يبتسمُ.
وقولك: (وأما الجملة التي أوردتها أنا لأوضح بها فكرتي فهي لا تعدو كونها مثال توضيح لا استنساخ لجملة مالك)
الجملة التي تعنيها بدهاءٍ ماكر هي: (تقول لي لا تتألم، وأنت تضربني، كيف لا أتألم)
قلتُ سابقًا: بين مثالك وبيت مالك فرقٌ من وجهين:
¥