تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وهل جملة " وأين مكان البعد إلا مكانيا " تحتوي المعنيين؟؟ "

وأقول: وما الذي يمنع أن يجتمع كل ذلك وأكثر منه في جملة واحدة ألا ترى أن أنة واحدة من مريض تحمل معنى التوجع والحسرة وإظهر الضعف، وإظهار الألم وأكثر؟

إن قول مالك (وأين مكان البعد إلا مكانيا) يحمل استغرابا من تناقضهم وتعجبا مما يقولون ويفعلون واستنكارا على ما يمارسون، ولك أن تضيف أن فيه حسرة وعجزا وألما وضعفا!! ولا أجد حرجا في إضافة معان أخر في إناء ضيق صغير، فالجملة بماهي مفردات ليست إناء يضيق فيشكو ولكنها إشارات ودلالات إلى ما هو أوسع وأبعد.

أما قولك بارك الله فيك: " وقولك: (هل كل فعلين يقعان معا يجب أن يكون ثانيهما حالا لصاحب الأول؟)

هذا السؤال لم يأتِ مطابقًا لِما نحنُ بصدده، ولعلَّ الاستعجال وراء ذلك.

فالذي لدينا جملة فعلية، ابتدأت بالفعل " يقولون "، تلتها جملة اسمية، وجاء الضمير " هم " صدرًا لها مسبوقًا بواو ".

أقول: لا أدري ياحازم أينا كان في عجلة؟! فأنا أعرف أن الجملة الأولى فعلية والثانية إسمية، ولكني قصدت بالفعلين الحدثين (الدعاء والدفن) وهل الفعل على التحقيق إلا حدث؟.

تتهمني أنني أقلل من أهمية جملة (وهم يدفنونني)؟

أأنا أقلل من أهميتها؟؟ أنا يا نديمي؟

أنا الذي أقول عنها أنها جملة جديدة وأنها تساوي في الأهمية الجملة الأولى وأنه لا يمكن الاستغناء عنها؟

حاشاي أن أقلل منها وحاشاك أن لا ترى تأكيدي على أهميتها وحرصي على استقلاليتها. لقد فتحت من أجلها الموضوع كله ثم تقول لي: لم تقلل من أهميتها؟. لو كنت أقلل من أهميتها لأعربتها حالا وانتهى الأمر!!!!

أما حديثك عن جملتي التي قاربتُ بها لمعناي واعتراضك عليها فسأؤجل الكلام على قولك فيها حتى أرى الحاجة غدت ملحة.!

أما سؤالك: " فلو فرضنا أنهم قالوا له: " لا تقنط من رحمة الله "، وهم يدفنونه. أترى أنها حال؟ ". فلكل مقام مقال ياصاحبي والأمور تقدر بقدرها، والعبرة بسياق الكلام ومرمى الأغراض ومقتضى الأحوال.

وأنتهي بقولك " هل يمكن الاستغناء عن جملة " وهم يدفنونني "، أم لا؟ "

كيف تسألني هذا السؤال وأنا أؤكد من أول الليل أنها ضرورية ولا يمكن الاستغناء عنها، وانظر مداخلاتي كلها تضج بهذا التأكيد.

ليس شديدا علي أن يقال لي أن أقوالي تضاربت وأني أتناقض، لكن الشديد أن لا يدلني أحد على أين تضاربت أقوالي وأين تناقضت؟

ما زالت أسئلتي كلها قائمة للذين (يراودونها) حالا!، كيف نجري عليهم صفة حال الدفن وقت قولهم: لا تبعد؟ وهل (وهم يدفنونني) ضرورية في قول مالك؟ ومن أي نوعي الحال هي عمدة أم فضلة؟

أحي حازم: أصدقك القول إنني أقرأ حديثك أكثر من مرة مستمتعا ببيانه مأخوذا بجماله مبتسما عند كل فخ تنصبه وكل شرك تحكمه، ولا تأمن مني مثلها!.

كأن الرفاق تساقوا كأس الكرى يا حازم، مالي لا أسمع منهم غناء؟

ـ[حازم]ــــــــ[04 - 09 - 2004, 10:38 ص]ـ

لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْ دَهْرِهِ ما تَعَوَّدا & وعاداتُ دِيكِ الجِنِّ أنْ لا يَرَى الهُدَى

وأنْ يُلْبِسَ الأبْياتَ معنًى بِضِدِّها & ولوْ شاءَ كانَ الرأْيُ منهُ مُسَدَّدا

فإنَّي وَجَدتُّ الفَهْمَ فيهِ سَجِيَّةً & يَرَى قَلْبُهُ في يَومِهِ ما يُرَى غَدا

وَوَضْعُ النَّدَى في مَوْضِعِ السَّيْفِ بِالعُلا & مُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ في مَوْضِعِ النَّدَى

ومَنْ يَجْعَلِ الضِّرْغامَ بازًا لِصَيْدِهِ & تَصَيَّدَهُ الضِّرْغامُ في ما تَصَيَّدا

أستاذي العزيز، المتألِّق بذكائه، المتملِّص بدهائه / ديك الجنّ

نظرتُ في أمرنا، فرأيتُ أننا لم نقطع المسافات التي نأمل أن نصل بها قبل نفاد الزاد.

وأخشى أن نكون قد ضللنا طريقنا في فَلاةٍ من الأرض.

أخشى أن نسير بلا هدف، فلا بدَّ من تحديد هدف نجعله الغاية، إذ أنَّ السيرَ بدونه ضياع بلا نهاية.

كما أخشى أن يضلَّ كل واحدٍ منا عن صاحبه، في مفازة موحشة، فتتقطَّع بنا السُّبُل، وينتهي بنا الأجل، وينقطع دوننا الأمل.

قلت: (ليس شديدا علي أن يقال لي: إن أقوالي تضاربت وأني أتناقض، لكن الشديد أن لا يدلني أحد على أين تضاربت أقوالي وأين تناقضت؟)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير