تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[أبو الحسين]ــــــــ[04 - 10 - 2004, 02:49 م]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تشكرون على هذا التفاعل البناء المثمر.

أخي فهد الحربي ـ أجارنا الله وإياكم ويلات الحروب ـ (دعابة أرجو تقبلها أخي العزيز)

على فكرة: أيتعدى الفعل (أجار) إلى المفعول الثاني بنفسه أم بحرف الجر؟

أخي، قلت: إن الفعل (قال) سد مسد فاعله. لأول مرة أعرف أن هناك فعلا يسد مسد الفاعل، فأرجو تفصيل هذه المسألة وتوثيقها إن أمكن للفائدة.

كما قلت: إن (تعالى) صفة بمعنى العلي، كيف يكون هذا الفعل صفة في هذه الصورة؟ أي ما الأساس الذي اعتمدناه لتحويل الفعل (تعالى) إلى الصفة المشبة (العلي)؟

أخي أبا أيمن ـ سلمت يمينك المبدعة بهذه الدرر المتلألئةـ: لم أفهم قصدك من استخدام كلمة (تناوم) هنا؟ أتقصد أنها مصدر، ويظهر على آ خرها تنوين الضم، أم أنها فعل ماض مبني على الفتح؟

في الحقيقة لم أفهم تلك الجملة أبدا؛ لذا أرجو التوضيح، واسمحوا لي سوء فهمي.

ثم ألا يجوز أن نعتبر جملة تعالى مع فاعلها جملة اعتراضية لا محل لها من الإعراب أفادت التنزيه والتعظيم؟

وفقكم الله جميعا

ـ[أبوأيمن]ــــــــ[05 - 10 - 2004, 02:50 م]ـ

أساتذتي الكرام هذا ما توصلت إليه بعد تفكير و بحث فمن وجد خيرا فهو بتوفيق من الله و من وجد غير ذلك فليردَّ بالتي هي أحسن،

و أبدأ مستشهدا بقول أستاذنا العلامة / الحجة حيث قال: [من حيث إن المبتدأ ينبغي له أن يكون ذاتاً يصدق عليها الوصف، لا وصفاً، ولستُ أريد بالجامد ما فهمتَ من أنه الذي هو ضدّ المشتق، إنما أريد به الذات الثابتة]

أظن و الله أعلم أن كلا من المبتدإ و الخبر يلزم أن يكونا "ذاتا ثابتة" حتى يجوز الإخبار عن المبتدإ و إسناد الفعل إلى الفاعل، و قد يغني عن الذات الثابتة وصف ملازم لها بحيث إذا ذكر الوصف استحضر السامع الذات

كقولنا "قام المتناومُ" ف "المتناومُ" وصف ملازم للذات لا ينفك عنها إلا بلفظٍ / خبرٍ جديدٍ غير اللفظ / الخبر الأول

أما قول القائل "قامَ تناومَ" "تناومَ" هو أيضا وصفٌ للذات لكن اللفظ غير دالٍّ على ملازمته لها حيث ارتبط الوصف بزمان – الزمن الماضي في مثالنا – لذلك كان الأنسب له أن يكون حالا حيث قال ابن مالك فيما نقله أستاذنا الحبيب / حازم: وكَونُهُ مُنتَقِلاً مُشْتَقّا & يَغْلِبُ

هذا و قد قرر علماء النحو البصريين أن الفعل لا يكون إلا اسماٌ صريحا أو مؤولاٌ، وقدا أجاز البعض أن يأتي جملة فعلية

جاء في شرح الأشموني: [الفاعل في عرف النحاة هو الاسم الذي أسند إليه فعل تام أصلي الصيغة أو مؤول به مثل " ألم يكفهم أنا أنزلنا "]

و في حاشية الصبان: [و ظاهر كلام الشارح أن الفاعل لا يكون جملة وهو كذلك على مذهب البصريين المختار. و قيل تقع فاعلا مطلقا نحو: "يعجبني يقومُ زيدٌ" و "ظهر لي أَقامَ زيد" بدليل " ثم بدا لهم من بعد ما رأوا الآ يات ليسجننه" و "و تبين لكم كيف فغلنا بهم " و لا حجة فيهما، أما الأول فلاحتمال أن يكون فاعل "بدا" ضميرا مستترا فيه راجعا إلى المصدر المفهوم منه و التقديرُ ثم "بدا " لهم "بداءٌ" و جملة ليسجننه جواب قسم محذوف و صرح بعضهم بأن إسناد الفعل للجملة]

و في شرح ابن عقيل

فأما الفاعل فهو الاسْمُ المسند إليه فعل، على طريقة فعلَ، أو شبهه، و حكمه الرفع

و المراد بلاسم: ما يشمل الصريح،

نحو "قام زيدٌ" و المؤول به، نحو "يعجبني أن تقوم" أي قيامك] انتهى

أقوال علماء التفسير في قول الله عز و جل: " ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ ?لآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى? حِينٍ"

التبيان في إعراب القرآن:

قوله تعالى: (بَدَا لَهُم)

في فاعل «بدا» ثلاثة أوجه:

أحدها: هو محذوف، و (لَيَسْجُنُنَه) قائمٌ مقامه؛ أي بَدَا لهم السجنُ، فحُذف وأُقيمت الجملةُ مقامه، وليست الجملةُ فاعلاً؛ لأنَّ الجُمَلَ لا تكون كذلك.

والثاني: أنَّ الفاعل مضمَر، وهو مصدر بَدَا؛ أي بدا لهم بداءٌ، فأُضْمِر.

والثالث: أنَّ الفاعل ما دلَّ عليه الكلام؛ أي بَدَا لهم رَأْيٌ؛ أي فأُضمر أيضاً.

القر طبي:

"ثُمَّ بَدَا لَهُمْ مِّن بَعْدِ مَا رَأَوُاْ الآيَاتِ لَيَسْجُنُنَّهُ حَتَّى? حِينٍ "

قوله تعالى: "لَيَسْجُنُنَّهُ" في موضع الفاعل؛ أي ظهر لهم أن يسجنوه؛ هذا قول سيبويه. قال المبرّد: وهذا غلط؛ لا يكون الفاعل جملة، ولكن الفاعل ما دلّ عليه "بَدَا" وهو مصدر؛ أي بدا لهم بَدَاءٌ؛ فحذف لأن الفعل يدلّ عليه؛ كما قال الشاعر:

وحقَّ لمن أبو موسى أبوهُ&&يُوَفِّقه الذي نَصَب الجبالاَ

أي وحقّ الحقُّ، فحذف.

وقيل: المعنى ثم بدا لهم رأيٌ لم يكونوا يعرفونه؛ وحذف هذا لأن في الكلام دليلاً عليه، وحذف أيضاً القول؛ أي قالوا: ليسجننه، واللام جواب ليمين مضمر؛ قاله الفرّاء،

و في البحر المحيط:

و الفاعل ل "بدا" ضمير يفسره ما يدل عليه المعنى أي: بدا لهم هو أي رأيٌ أو بداءٌ – كما قال: بدا لهم من تلك القلوص بداء –

هكذا قاله النحاة و المفسرون، إلا من أجاز أن تكون الجملة فاعلة، فإنه زعم أن قوله: "ليسجننه" في موضع الفاعل لبدا أي: سجنه حتى حين، و الرد على هذا المذهب مذكور في علم النحو.

أخي المتميز أبا الحسين، لا تواخذ أخانا / فهد الحربي كثيرا فقد قرأت في إحدى مشاركاته أنه بعُد عن النحو حتى كاد ينساه، و هو الآن في قمة نشاطه و إبداعه لاسترجاع درره

كما أرجو منك المعذرة إذ قصدت الفعل الماضي " تناومَ " لا المصدر

كما أظن أن لا مانع من اعتبار جملة "تعالى" اعتراضية بين الفعل و مفعوله الذي هو مقول القول

و الله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير