ـ[أبو تمام]ــــــــ[25 - 10 - 2004, 09:34 م]ـ
لسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعتذر عن تأخري في الرد وفي المشاركة أستاذي الفاضل وذلك لظروف.
أولا لنعلم أن كلمة يوم هي من الظروف المتصرفة أي لا تلزم الظرفية في جميع أحوالها بل هي متنوعة الإعراب كليل نهار ومساء ....
وهذه الظروف المنصرفة تعرب إعرابا آخرا إذا لم تقدر بمعنى في.
ثانيا الإضافة في (مالك يوم) إضافة محضة والتي تكون دائما محتمله معنى من معاني حروف الجر و بتقدير حروف الجر الأصلية كـ (من - في - اللام) بخلاف الإضافة غير المحضة، ومن الإضافة المحضة إضافة الوصف إلى الظرف بوجود قرينة تدل على المضي أو الدوام كما في (مالك يوم الدين).
وهناك رأي لبعض النحاة (النحو الوافي ج3 على هامش ص 16) يرون فيه أنّ الإضافة المحضة ليست على تقدير حرف جر ولا على ملاحظة وجوده، فلعل الشيخ العكبري منهم إذ يرى أن الظرف خرج من ظرفيته بسبب عدم تقدير في الظرفية بحجة فصل المضاف عن المضاف إليه (وهذه لازمة في الظروف المتصرفة الخارجة عن ظرفبتها) ولم يتطرق إلى في التي للإضافة المحضة لأنه من رأي لا يقدر الحروف في الإضافة المحضة.
والله أعلم
ـ[حازم]ــــــــ[26 - 10 - 2004, 02:31 ص]ـ
وما كُنتُ أدري قَبلَ عَزَّةَ ما البُكا؟ & ولا موجِعاتِ القَلبِ حتَّى تَوَلَّتِ
أستاذي الحبيب الألمعي / " أبو أيمن "
قد أثبتَّ بكلِّ اقتدارٍ رسوخ علمك، وعُلُوَّ نجمك
وسرَّني جدًّا تأصيلك المتقَن للمسائل، واقتفاء أثر الأوائل
نفعني الله بعلمك، ونفع بك سائر القرَّاء.
قد أجاد أستاذي اللبيب / " أبو تمَّام " بتوجيه كلام الشيخ العلاَّمة / أبو البقاء العُكبري، حول مسألة الفصل بين المتضايفين بتقدير " في "، وليس بعد إجابته النيِّرة إضافة، ولعلِّي – بعد إذنكما – أتعرَّض للموضوع من زاوية أخرى، أملاً أن أستمدَّ نورًا من نجمه الساطع، فأستغني به عن شمعتي الخافتة، زاده الله علمًا ونورًا.
قال ابنُ هشامٍ في " أوضح المسالك ":
(وتكون الإضافة على معنى اللام بأكثريَّة، وعلى معنى " مِن " بكثرة، وعلى معنى " في " بقلَّة) انتهى
وكون الإضافة تجيءُ على معنى أحد حروف ثلاثة، هي: " اللام، مِن، في "، هو ما رآه ابن مالكٍ – رحمه الله – تبعًا لطائفةٍ من النحاة، وتبعه شرَّاح ألفيته وابنُ هشام – رحمه الله -.
وذهب أبو حيَّان إلى أنَّ الإضافة ليست على معنى حرفٍ أصلاً، ولا هي على نيَّة حرف.
وذهب أبو إسحاق الزجاج وأبو الحسن بن الصائغ، إلى أنَّ الإضافة تكون على معنى اللام.
وذهب الجمهور إلى أنَّ الإضافة تكون على معنى اللام أو "مِن "، ولا تكون على معنى " في ".
فالأقوال في هذه المسألة أربعة.
قال الله تعالى: {مالكِ يومِ الدِّينِ}
أجمع الجمهور على أنَّ الإضافة هنا بمعنى اللام:
جاء في " البحر المحيط ":
(والإضافة على معنى اللام، لا على معنى " في "، خلافًا لمن أثبت الإضافة بمعنى " في ") انتهى
وجاء في تفسير ابن عثيمين – رحمه الله -:
(يعني أنه سبحانه وتعالى مالك لذلك اليوم الذي يجازى فيه الخلائق؛ فلا مالك غيره في ذلك اليوم) انتهى
وأما قول أبي البقاء في " التبيان ": (وبالإضافة إلى " يومِ " خرج عن الظرفية؛ لأنه لا يصحُّ تقدير " في "؛ لأنها تفصل بين المضاف والمضاف إليه)
فليس مقصوده أنَّ الإضافة بمعنى " في " - والله أعلم -، وإنما مراده أنه لا يصحُّ تقدير " في " لكون كلمة " يوم " خرجت عن الظرفية، ولعلَّ ما جاء في " الهمع " يوضِّح هذا المعنى:
(يتوسَّع في المتصرف فيجعل مفعولا به، ويضمر غير مقرون بـ" في "، ويضاف ويُسند إليه)
وزاد في الشرح:
(التوسُّع جعل الظرف مفعولا به على طريق المجاز، فيسوغ حينئذ إضماره غير مقرون بـ" في "، نحو: " اليومُ سِرتُه "، ولا يجوز ذلك في المنصوب على الظرف، بل إذا أضمر وجب التصريح بـ" في "؛ لأن الضمير يرد الأشياء إلى أصولها، فيقال: " اليومَ سِرتُ فيه "، وقول الشاعر:
ويومَ شَهدناهُ سُلَيمًا وعامِرًا
والأصل: " شهدنا فيه ")
فمراده أنه بإضافة "مالك " إلى " يوم "، أخرجته عن الظرفية، فلا يمكن تقدير " في "، لأنها ستفصل بين المتضايفين، فلا يصحُّ تقدير: " مالك في يوم الدين الأمر ".
جاء في " شرح الهمع ":
¥