(ولا تصح الإضافة عند إرادة الظرف؛ لأنَّ تقدير " في " يحول بين المضاف والمضاف إليه فتمتنع، قاله الفارسي، ولأنَّ الخافض إذا دخل على الظرف يخرجه عن الظرفية)
وجاء في كتاب " اللامات ":
(" هذا غلامٌ لزيدٍ "، وإن كانت اللام قد أدت عن معنى إضافته إلى " زيد "؛ لأنها تفصل بين المضاف والمضاف إليه)
وقال أبو محمد مكي القيسي، في " مشكل إعراب القرآن ":
({يوم الدينِ} ظرف جُعل مفعولا على السعة؛ فلذلك أضيف إليه {مالك}) انتهى.
وأخيرًا، بقي الإشارة إلى الكلام عن القراءات الواردة في كلمة {مالكِ}:
قرأ عاصم والكسائي ويعقوب وخلف العاشر: {مالكِ} بالمدِّ
وقرأ باقي العشرة: {مَلِكِ} بالقصر.
وقال أبو شامة – رحمه الله – في " إبراز المعاني ":
والقراءتان صحيحتان ثابتتان متواترتان، وكلا اللفظين من " مالك " و" ملك " صفة لله تعالى، وقد أكثر المصنفون في القراءات والتفاسير من الكلام في الترجيح بين هاتين القراءتين، حتى إن بعضهم يبالغ في ذلك إلى حد يكاد يسقط وجه القراءة الأخرى، وليس هذا بمحمود بعد ثبوت القراءتين وصحة اتصاف الربِّ سبحانه وتعالى بهما، فهما صفتان لله تعالى، يتبيَّن وجه الكمال له فيهما فقط، ولا ينبغي أن يتجاوز ذلك، وممَّن اختار قراءة " مالك " بالألف: عيسى بن عمر، وأبو حاتم، وأبو بكر بن مجاهد، وصاحبه أبو طاهر بن أبي هاشم، وهي قراءة قتادة والأعمش وأبي المنذر وخلف ويعقوب، ورويت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأبي بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وعبد الرحمن وابن مسعود ومعاذ بن جبل وأبي بن كعب وأبي هريرة ومعاوية ثم عن الحسن وابن سيرين وعلقمة والأسود وسعيد بن جبير وأبي رجاء والنخعي وأبي عبد الرحمن السلمي ويحيى بن يعمر وغيرهم، واختلف فيه عن علي وعمر بن عبد العزيز رضي الله عنهم أجمعين.
وأما قراءة " ملك " بغير ألف فرويت أيضًا عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقرأ بها جماعة من الصحابة والتابعين فمن بعدهم، منهم أبو الدرداء وابن عمر وابن عباس ومروان بن الحكم ومجاهد ويحيى بن وثاب والأعرج وأبو جعفر وشيبة وابن جريج والجحدري وابن جندب وابن محيصن وخمسة من الأئمة السبعة، وهي اختيار أبي عبيد وأبي بكر بن السراج النحوي ومكي المقري.
ونسأل الله تعالى اتباع كل ما صحَّ نقله والعمل به) انتهى
أستاذيَّ الفاضلين:
هذه المشاركات تزداد ضياءً بكما، وتتوهَّج بإجاباتكما، وتُشرق بهاءً وجمالاً بعلمكما، بارك الله فيكما، ونفع بكما
مع عاطر التحايا
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[15 - 11 - 2004, 03:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حازم و أباتمام أستاذي الجليلين أشرككما من أعماق قلبي على هذا الإثراء للموضوع، كما أعتذر عن هذا الانقطاع المفاجئ حيث كنت بعيدا عن الجهاز، و للموضوع تتمة إن شاء الله أرجو أن تستنير بعلمكما و تزدان بمشاركتكما و بمشاركة الأعضاء الآخرين
و لكم مني التحية و التقدير
تلميذكما
أبو أيمن
ـ[محمد الصالح]ــــــــ[16 - 11 - 2004, 12:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إلى من يرغب الإطلاع على إعراب مشكل القرآن
لكبار العلماء أرجو أن يزور هذا الموقع
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewchp.asp?BID=369&CID=1
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[16 - 11 - 2004, 02:50 م]ـ
قال العكبري رحمه الله تعالى:
[والأصل في الذين اللذيون، لان واحده الذي، إلا أن ياء الجمع حذفت ياء الأصل لئلا يجتمع ساكنان]
ماذا يقصد بقوله " إلا أن ياء الجمع حذفت ياء الأصل لئلا يجتمع ساكنان "؟؟
و جزاكم الله خيرا
جزاك الله خيرا أخي الكريم / محمد الصالح
أرجو أن تواصل معنا تدارس ما أشكل من التبيانِ في إعراب القرآن
ـ[حازم]ــــــــ[16 - 11 - 2004, 10:45 م]ـ
وَدِّعْ أُمامةَ حانَ مِنكَ رَحيلُ * إنَّ الوَداعَ إلى الحبيبِ قليلُ
تِلكَ القلوبُ صَواديًا تَيَّمْنَها * وأرَى الشِّفاءَ وما إليهِ سَبيلُ
أعْذَرتُ في طَلَبِ النَّوالِ إليكُمُ * لوْ كانَ مَنْ مَلَكَ النَّوالَ يُنيلُ
إنْ كانَ طَبَّكُمُ الدَّلالُ فإنَّهُ * حَسَنٌ دَلالُكِ يا أُمَيمَ جَميلُ
قالَ العَواذِلُ: قدْ جَهِلْتَ بِحُبِّها * بلْ مَنْ يَلومُ علَى هَواكِ جَهولُ
أمَّا الفُؤادُ فَليسَ يَنسَى ذِكْرَكُمْ * ما دامَ يَهتِفُ في الأَراكِ هَديلُ
بَقِيتْ طُلولُكِ يا أُمَيمَ علَى البِلَى * لا مِثلَ ما بَقِيتْ عَلَيهِ طُلُولُ
أستاذي الحبيب الألمعي / " أبو أيمن "
تحيَّة مليئة بالبهجة والسرور، لعودتكم بعد غيابٍ طويل.
قد اشتقت إليكم، واشتاق " الفصيح " لمشاركاتكم القيِّمة، أسأل الله لكم مزيدًا من العون والتوفيق، وتيسير الأمور، وأسأله – جلَّ وعلا – أن ينفعنا بعلمكم.
(والأصل في الذين اللذيون، لأنَّ واحده الذي، إلا أنَّ ياءَ الجمع حَذَفَتْ ياءَ الأصل؛ لئلا يجتمع ساكنان)
كلمة " الَّذي " تنتهي بياءٍ ساكنة، وهذه الياء تُسمَّى حرفَ مدٍّ ولين، لأنها ساكنة وما قبلها مكسور.
فإذا أريد جمعها، قيل: " الَّذينَ " في جميع مواضع إعرابها، وذلك على اللغة المشهورة.
فيقال: عندما زيدت: ياءً ونونًا، حُذفت الياء الأولَى، وهي الأصلية.
لماذا حُذِفتْ؟
لأنَّ الياء التي زيدت ساكنة، ألسْتَ إذا جمعت الاسم جمعًا سالمًا زدتَ واوًا أو ياءً ساكنتين ونونًا آخر الاسم، فتقول في جمع كلمة " مسلم ": مسلمون، أو: مسلمين.
فعندما التقت الياء الساكنة الدالَّة على الجمع، أو الواو الساكنة الدالَّة على الجمع، في لغة من يقول: " اللذون "، مع الياء الأصلية الساكنة آخر كلمة " الَّذي "، حُذِفت الياء الأولى، وهي الأصلية، علَى أصل قاعدة التقاء الساكنين، قال ابن مالكِ – رحمه الله -:
إنْ ساكنانِ التَقَيا احْذِفْ ما سَبقْ * وإنْ يكُنْ لَيْنًا فَحَذْفهُ اسْتَحقّ
وتجدر الإشارة إلى أنَّ حذف الياء أو الواو الساكنة لالتقاء الساكنين، ورد في الاسم المنقوص أيضًا:
فيقال في نحو: القاضي، القاضون، القاضين.
والله أعلم.
ختامًا، أرجو أن أكون قد استوعبتُ فهم المراد من طرحكم، وأن أكون قد وُفِّقتُ لحسن الإجابة.
مع خالص تحياتي تقديري
¥