نحنُ أهلُ الخَيفِ مِنْ أهلِ مِنًى * ما لِمَقتولِ قَتلْناهُ قَوَدْ
قلتُ أهلاً أنتُمُ بُغيَتُنا * فَتَسَمَّينَ، قالتْ أنا هِندْ
إنَّما ضُلِّلَ قَلبي فاجْتَوَى * صَعْدةً في سابِرِيٍّ تَطَّرِدْ
إنَّما أهلُكِ جيرانٌ لنا * إنَّما نحنُ وهمْ شَيءٌ أحَدْ
حَدَّثوني أنَّها لي نَفَثَتْ * عُقدًا، يا حبَّذا تلكَ العُقَدْ
كلَّما قلتُ متى مِيعادُنا؟ * ضَحِكتْ هِندٌ وقالتْ بَعدَ غَدْ
أستاذيَّ الكريمين / " أبو أيمن، وأبو تمَّام "
لا حرمني اللهًُ من موائد علمكما، وجمال ألْقِ بَرقكما.
ولا أرَى أنَّ لي مكانًا بين عملاقين مثليكما، ولكنَّه الشَّوق يدفعني إليكما، ويجذبني نحوكما، بارك الله فيكما، وجمع لكما الخير كلَّه، عاجلَه وآجلَه.
بدايةً، أرجو أن تأذنا لي بتوضيح حذف ياء أو واو كلمة " الَّذين " أو " اللذون ".
إذا أسَّسنا أنَّ واحدها كلمة " الذي " بكسر الذال المعجمة، وسكون الياء، والياء حرف مدِّ ولين، لأنه ساكن وانكسر ما قبله.
وعند إرادة جمعها، زيدت ياء ساكنة ونونًا على اللغة المشهورة الفصيحة، وقلتُ الفصيحة لأنها نزل بها القرآن المجيد.
أو تُزاد واوًا ساكنةً ونونًا على لغة بعض القبائل.
ففي كلا الحالتين، تَلا الياءَ الأصليةَ الساكنةَ حرفٌ ساكنٌ آخر، سواء كان ياءً أو واوًا.
وعلى أصل قاعدة التخلُّص من التقاء الساكنين، حُذِف حرف المدِّ، وهو الياء الساكنة الأصلية.
وهذا ما حكاه العُكبري – رحمه الله – في " التبيان ":
(والأصل في الَّذين اللذِيْوْن، لأنَّ واحدَه الَّذِيْ، إلاَّ أنَّ ياءَ الجمع حَذَفَتْ ياءَ الأصْلِ)
وقمتُ بضبطِ الحروف ليتبيَّن التقاء الساكنين، وكان بقِيَ عليه أن يَشير إلى أنَّ الأصل في الذِيْنَ، إمَّا: الَّذِيْيْن، أو: اللذِيْوْنَ، ليتَّضح الكلام على اللغتين.
وعليه، فإنَّه على لغة هذيل وعقيل، حُذفت الياء الأصلية الساكنة أيضًا، من أجل الواو الساكنة، والله أعلم.
وأمَّا ما نقلَه أستاذي الحبيب " أبو أيمن " من " أوضح المسالك ":
(السابعة: أن تلتقي هي- أي الواو - والياء في كلمة، والسابق منهما ساكن متأصل ذاتا وسكونا، ويجب حينئذ إدغام الياء في الياء، مثال ذلك فيما تقدمت فيه الياء: سيد وميت، أصلهما سيود و ميوت)
أقول: لا تنطبق هذه القاعدة مع ما نحن بصدده، إذ المقصود بالإدغام أن يكون الثاني منهما متحرِّكًا، وهذا لا ينطبق على كلمة " الَّذِيْيْن " أو " اللذِيْوْن ".
وينطبق على كلمتي " سيِّد، مَيِّت "، لأنَّ الأصل فيهما: سَيْوِد، مَيْوِت "، والله أعلم.
بقيَ النظرُ في إعرابها.
القول الراجح في الاسم الموصول، أنه مبنيٌّ في كلِّ حالاته، في الإفراد والتثنية والجمع.
ففي التثنية يقال: " اللذان، اللتان " في حالة الرفع.
ويقال: " اللذَين، اللتَين " في حالتي النصب والجرِّ.
ويقال: " الَّذِينَ " بالياء مطلقًا في حالة الرفع والنصب والجرِّ، لجمع المذكر العاقل غالبًا.
وقد يقال: " اللذُونَ " بالواو في حالة الرفع، و" الَّذِينَ " في حالتي النصب والجرِّ، على غير اللغة المشهورة.
فالتثنية ليست حقيقة، وإنما جيء بها على صورة المثنَّى المرفوع في حالة الرفع، وعلى صورة المثنَّى المجرور والمنصوب في حالتي الجرِّ والنصب.
وكذا جيء بالواو على صورة الجمع، في حال الرفع عند بعضهم.
والذي ذهب إليه المحقِّقون أنها مبنية لوجود علَّة البناء فيها – كما أشار بذلك أستاذي أبو أيمن -، والألف والياء والواو فيها أصل، وليست علامة إعراب، لأنَّ وقوعها على صورة المُعرب اتَّفاقي، والله أعلم.
ختامًا، أشكركما – أيها الأستاذان الفاضلان - وأُقدِّر صبرَكما الجميل، على قلَّة علمي، وضعف بياني.
مع عاطر التحايا
ـ[أبوأيمن]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 04:56 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اساتذتي الكرام أحيي فيكما هذا التواصل،
قال العكبري رحمه الله:
"فإن قلت: الذين معرفة وغير لا يتعرف بالاضافة فلا يصح أن يكون صفة له.
ففيه جوابان: أحدهما أن غير إذا وقعت بين متضادين وكانا معرفتين تعرفت بالاضافة كقولك: عجبت من الحركة غير السكون، وكذلك الامر هنا لان المنعم عليه والمغضوب عليه متضادان"
¥