ـ[أبوأيمن]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 01:07 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أستاذي الحبيب حازم، صدقتم، فإني لازلت أذكر إذ هداني الله إلى هذا المنتدى المبارك بواسطة الشيخ الذهبي - جزاه الله عني خير الجزاء -
و كنت حينها لا أفرق بين المبتدأ و الخبر - أقولها صادقا - ثم كان من فضل الله علي و جوده أن ألتقي بكم أستاذي، فكنت نعم المرشد ونعم المعلم
متيز في التعليم، جاد في تحبيب النحو إلى المتعلمين أمثالي، و هذا يشهد به القريب و البعيد فجزاك الله عني و عن كل من استقاد منك فائدة خير الجزاء، و جعل ذلك في ميزان حسناتكم
و ما كل عالم مستفيد و مستفاد من علمه، و كم من مريد للخير ليس يدركه، و لكن الله يوفق من يشاء لما يشاء
و أقول و أكرر - حقا - أنني لازلت جاهلا لجل مسائل النحو و ما هي إلا مسائل تعلمت جلها منكم و من أساتذتي الكرا م في هذا المنتدى فصرت أرردها هنا و هناك، و لازلت في أمس الحاجة إلى توجيهكم و تصويبكم
و كما أردت أستاذي سنمضي إن شاء الله على بركة الله، و ستجدني إن شاء الله من الصابرين و سأحاول أن لا أعصي لكم أمرا
استاذتنا الكريمة محبة اللغة العربية ما أصدق قولك "ونحن لا غنى لنا عن توجيهات أساتذنا حازم نأتمر بأمره لنستفيد من علمه"
و جزاك الله خير الجزاء عما تفضلت به، و مرحبا بك معنا موجهة و مرشدة،
أستاذي الكريم مسك، أرجو منك و من جميع الأساتذة المعذرة لهذا التأخر في الرد، و أرجو من الله أن ييسر لي الأمر في أقرب وقت لفحص الملف الأول و إعادة تحميله إن كان فارغا
و تقبلوا فائق الاحترام و التقدير من تلميذكم أبي أيمن
و سألتحق بكم إن شاء الله في أقرب وقت أجد فيه متسعا
أرجو أن تواصلوا المسيرة
ـ[حازم]ــــــــ[05 - 01 - 2005, 08:47 م]ـ
الأستاذة الفاضلة / " محبة اللغة العربية "
بداية، أشارك أستاذي الجهبذ / " أبو أيمن " في تقديم أسمى آيات الترحيب بانضمامك معنا في رحلة " التبيان "، وأشكرك على هذا الطرح القيِّم المفيد، وأسأل الله لك مزيدًا من العلم والتوفيق.
وقد امتلأ قلبي سعادة بمشاركة رافد غزير بالعلم من روافد " العربية "، ونبع صافٍ من منابع علم النحو.
وأحمد اللهَ الكريم، على التقاء رافديْن عَذبَين من روافد علم النحو، مشاركتك ومشاركة أستاذي الفاضل " أبو أيمن "، وأسأله أن يُهيِّئَ لنا بكما، هذا الدرس المبارك، لاكتساب علم النحو ومقاصده، وجَني ثماره وتحصيل فوائده، وأن يرزقنا استمراره، وأن ينفعني وينفع متابعي هذه الصفحة بكما وبعلمكما، إنه قريبٌ مجيب.
اتفَّق علماؤنا الأجلاء – رحمهم الله – على أنه لا يمكن إقرار " حيثُ " على الظرفية في قوله تعالى: {اللهُ أعلمُ حيثُ يجعلُ رسالَتَه}، قال الحوفي: لأنه تعالى لا يكون في مكان أعلم منه في مكان، وهذا من تعظيم الله – سبحانه وتعالى – والإيمان بكمال قدرته في كل مكان، وفي جميع الأحوال.
لكنهم اختلفوا في توجيه إعراب كلمة " حيثُ " في هذا الموضع، على ثلاثة أقوال.
القول الأول:
ذهب أبو عليٍّ الفارسي، إلى أنَّ كلمة " حيث " وقعت اسمًا، لا ظرفًا، وموضعها مفعول به لفعل محذوف دلَّ عليه اسم التفضيل " أعلم "، واستدلَّ ببيت الشمَّاخ في " كتاب الشِّعر ":
[وحَلأَّها عَنْ ذي الأراكَةِ عامِرٌ * أخو الْخُضْرِ يَرمي مِنْ حَيثُ تُكوَى النَّواحِرُ
القولُ في " حيثُ " أنَّ مَوضعَه نصبٌ بأنه مفعولٌ به، ألا ترَى أنه ليس يريدُ أنه يَرمي في ذلك المكان، وإنما يريد أنه يَرميه، فهو مفعولٌ به، وإذا كان مفعولاً به، كان اسمًا، ولم يكن ظرفًا، ويُبيِّن ذلك قولُه:
فَمِحْنَ بِهِ عَذبًا رُضابًا غُروبُهُ * رقاقٌ وأعلا حيثُ رُكِّبْنَ أعْجَفُ
فالإضافة يَخرُجُ بها المضاف إليه عن أن يكونَ ظرفًا، وأنشد بعضُ البغداديِّين:
يَهِزُ الْهرانِعُ هَمُّهُ عَقْدُ الْخُصَى * بِأذَلِّ حيث يَكونُ مَنْ يَتَذَلَّلُ] انتهى
ثمَّ ذكر أنَّ كلمة " حيثُ " - في الآية السابقة - منصوبة بشيءٍ دلَّ عليه " يُعلِم " أنه مفعولٌ به، وقال:
[والمعنَى: الله يَعلمُ مكانَ رِسالاتِه، وأهلَ رِسالتِه، فهو إذًا اسمٌ أيضًا، وقد أنشد بعضُ البغداديين:
كأنَّ مِنها حيثُ تَلْوي المِنطَقا * حِقفَا نَقا مالا علَى حِقفَيْ نَقَا] انتهى
¥