ـ[حازم]ــــــــ[23 - 01 - 2005, 02:21 م]ـ
حَمْدًا لِربِّي والصَّلاةُ لأَحْمدٍ * مَنْ قَد دَعَوتُ إلَى الْهُدَى ودَعَيتُهُ
والآلِ والأَصْحابِ أرْبابِ التُّقَى * ثمَّ السَّلامُ تَلَوتُهُ وتَلَيتُهُ
اِعْلَمْ بأنَّ الْواوَ واليا قَدْ أتَى * في بَعضِ أَلْفاظٍ كَنَحوِ مَتَيتُهُ
قُلْ إنْ نَسَبْتَ عَزَوْتُهُ وعَزَيْتُهُ * وكَنَوْتُ أحْمدَ كُنيةً وكَنَيتُهُ
وطَفَوتُ في مَعنَى طَفَيتُ ومَن قَنَى * شَيئًا يَقولُ قَنَوتُهُ وقَنَيتُهُ
ولَحَوْتُ عُودًا قاشِرًا كَلَحَيتُهُ * وحَنَوْتُهُ عَوَّجتُهُ وَحَنَيتُهُ
وقَلَوْتُهُ بالنَّارِ مِثلُ قَلَيتُهُ * ورَثَوتُ خِلاًّ ماتَ مِثلُ رَثَيتُهُ
وأثَوْتَ مِثلُ أثَيْتَ قَلْهُ لِمَنْ وَشَى * وشَأَوْتُهُ كَسَبَقتُهُ وشَأَيتُهُ
وصَغَوتُ مِثلُ صَغَيتُ نَحوَ مُحَدِّثي * وحَلَوْتُهُ بِحُلِيِّهِمْ كَحَلَيتُهُ
وسَخَوتُ ناري مُوقِدًا كَسَخَيتُها * وطَهَوْتُ لَحمًا طابِخًا كَطَهَيتُهُ
وجَبَوتُ مالَ جِهاتِنا كَجَبَيتُهُ * وخَزَوتُهُ كَزَجَرتُهُ وخَزَيتُهُ
وزَقَوْتُ مِثلُ زَقَيتُ قُلهُ لِطائِرٍ * ومَحَوْتُ خَطَّ الطِّرسِ مِثلُ مَحَيتُهُ
والسَّيفُ أجْلوهُ وأجْليهِ معًا * وغَطَوتُهُ غَطَّيتُهُ وغَطَيتُهُ
وحَفاوةً وحَفايةً لُطفًا بِهِ * وحَبَوتُهُ أعَطَيتُهُ وحَبَيتُهُ
وخَدَوتُ مِثلُ خَديتُ جِئتُكَ مُسْرِعًا * ودَهَوتُهُ بِمُصيبةٍ ودَهَيتُهُ
وخَفَا إذا اعْتَرضَ السَّحابَ بُروقُهُ * ودَحَوتُ مِثلُ بَسَطتُهُ ودَحَيتُهُ
ودَنَوتُ مِثلُ دَنَيتُ قَدْ حُكِيا مَعًا * وكَذاكَ يُحكَى في شَكَوتُ شَكَيتُهُ
أستاذي الجهبذ / " أبو أيمن "
ما زلنا نَفيد من روائع طرحك، ونَجني ثمار دَوحك
هذه المسألة تتعلَّق بحكم وقوع الفاعل جملة، وهو ما لا يجيزه أصحابنا البصريون.
قال أبو حيَّان – رحمه الله – في " بحره ":
(وفي كون الجملة تقع فاعلة خلاف مذهب جمهور البصريين، أن الفاعل لا يكون إلا اسمًا أو ما هو في تقديره، ومذهب هشام وثعلب وجماعة من الكوفيين جواز كون الجملة تكون فاعلة، وأجازوا: " تعجبني يقومُ زيدٌ "، " وظهر لي أقام زيد أم عمرو "، وأي قيام أحدهما.
ومذهب الفرَّاء وجماعة: أنه إن كانت الجملة معمولة لفعل من أفعل القلوب وعلق عنها، جاز أن تقع في موضع الفاعل أو المفعول الذي لم يسم فاعله، وإلاَّ فلا، ونسب هذا لسيبويه.
قال أصحابنا: والصحيح المنع مطلقًا)
وأكَّد هذا المعنى، الخضري في " حاشيته " على " شرح ابن عقيل " فقال:
(ولا تقع الجملة فاعلاً بلا تأويل أصلاً، فلا يقال: " يعجبني يقومُ زيدٌ "، " وظهر لي أقام زيدٌ "، خلافًا للكوفيين، ولا حجَّة لهم في قوله تعالى: {ثمَّ بدا لهُم مِن بَعدِ ما رأَوُا الآياتِ لَيَسْجُنُنَّهُ} يوسف 35، لاحتمال أنَّ جملة {لَيَسْجُنُنَّهُ} ليست هي الفاعل، بل مفسِّرة له، وهو ضمير المصدر المفهوم من الفعل، أي: بدا لهم بداء، كما صرَّح به في قوله:
بَدا لي مِنْ تِلكَ الْقُلُوصِ بَداءُ) انتهى
وقرَّر هذا المفهوم الصبَّان أيضًا في " حاشيته " على " شرح الأشموني "، فقال:
(وظاهر كلام الشارح أنَّ الفاعل لا يكون جملة، وهو كذلك على مذهب البصريين المختار) انتهى
وقد انتصر أبو عليٍّ الفارسي – رحمه الله – لهذا المذهب، في كتابه " الشعر "، وقال في توجيه " عساني أخرجُ ":
(الفاعل لا يكون جملة، فإن شئتَ قلتَ: إنَّ الفعل في موضع رفع بأنه فاعل، وكأنه أراد: " عساني أنْ أَخرجَ "، فحذف " أنْ " وصار " أن " المحذوفة في موضع رفع بأنه فاعل، كما كان في موضع رفعٍ بالابتداء، في قولهم: " تَسمعُ بِالمعيديِّ خيرٌ مِن أنْ تراه "، وكقول أبي داوُد:
لولا تُجاذبُهُ قدْ هَربَ
وقد جاء ذلك في الفاعل نفسه، أنشد أحمد بن يحي:
وما راعَنا إلاَّ يَسيرُ بِشُرطةٍ * وعَهدي بهِ فينا يَفُشُّ بكيرِ
فكما أنَّ هذا على حذف " أنْ "، وتقديره: ما راعَنا إلاَّ سيرُه بشُرطةٍ، كذلك يكون فاعل " عسَى " في نحو: " عسَى يَفعلُ "، إنما هو على: " عسَى أن يفعلَ "، كقوله تعالى: {وعسَى أن تَكرَهوا شيئًا}، فتُحذف " أنْ " وهي في حكم الثبات) انتهى
¥