تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

جزى الله أستاذنا المحبوب / حازم خير الجزاء عما تتحفنا به من درر

تلميذك / أبو أيمن

ـ[حازم]ــــــــ[10 - 02 - 2005, 07:27 م]ـ

كَفَى بِكَ داءً أنْ تَرَى الْمَوتَ شافِيا * وحَسْبُ الْمَنايا أنْ يَكُنَّ أمانِيا

تَمَنَّيتَها لَمَّا تَمَنَّيْتَ أنْ تَرَى * صَديقًا فأعْيا أوْ عَدُوًّا مُداجِِيا

إذا كُنتَ تَرضَى أنْ تَعيشَ بِذِلَّةٍ * فَلا تَسْتَعِدَّنَّ الْحُسامَ الْيَمانِيا

ولا تَسْتَطيلَنَّ الرِّماحَ لِغارةٍ * ولا تَسْتَجيدَنَّ الْعِتاقَ الْمَذاكِيا

فَما يَنفَعُ الأُسْدَ الْحَياءُ مِنَ الطَّوَى * ولا تُتَّقَى حتَّى تَكونَ ضَوارِيا

حَبَبتُكَ قَلبي قَبلَ حُبِّكَ مَنْ نَأى * وقدْ كانَ غَدَّارًا فكُنْ أنتَ وافِيا

وأَعْلَمُ أنَّ الْبَيْنَ يُشْكيكَ بَعْدَهُ * فَلَسْتَ فُؤادي إنْ رَأيتُكَ شاكِيا

فإنَّ دُموعَ الْعَينِ غُدْرٌ بِرَبِّها * إذا كُنَّ إثْرَ الْغادِرينَ جَوارِيا

إذا الْجودُ لم يُرْزَقْ خَلاصًا مِنَ الأَذَى * فلا الْحَمدُ مَكْسوبًا ولا المالُ باقِيا

ولِلنَّفسِ أخْلاقٌ تَدلُّ علَى الْفتَى * أكانَ سَخاءً ما أتَى أمْ تَساخِيا

أقِلَّ اشتياقًا أيُّها القلبُ رُبَّما * رَأيْتُكَ تُصْفي الْوُدَّ مَنْ لَيسَ جازِيا

خُلِقتُ ألوفًا لَوْ رَحَلتُ إلَى الصِّبا * لَفارَقْتُ شَيْبي موجَعَ القلبِ باكِيا

أستاذي الحبيب الجهبذ / " أبو أيمن "

لا زلتَ في ظلٍّ من العيش وارِف، مُرتديًا رداء الأدبِ والمعارِف.

وما زلتُ أنعَمُ بكَرَم علمكم، وروائع اختياركم، وأتعلَّم منكم مسائل النحو، ولكن على أُسُسٍ رفيعة، وفي حصون منيعة، بارك الله فيكم، وجزاكم عني، وعن كلِّ مَن ينتفع بكم، خيرَ الجزاء.

لماذا بُنيت الضمائر؟

قال ابنُ مالكٍ – رحمه الله - في " الخلاصة ":

كالشَّبَهِ الْوَضْعِيِّ في اسْمَيْ جِئْتَنا

اتفق النحاة على أنَّ الضمائر كلَّها مبنيَّة، واتَّفق جمهورُهم على أن سبب بنائها هو شبهها للحرف، ثم اختلفوا في نوع مشابهتها للحرف.

قال ابنُ مالكٍ – رحمه الله -:

وكلُّ مُضمَرٍ لهُ الْبِنا يَجبْ

قال الأشموني:

(واختلف في سبب بنائه:

فقيل لمشابهته الحرف في المعنى، لأنَّ كلَّ مُضمَر مضمن معنى التكلم أو الخطاب أو الغيبة، وهي من معاني الحروف.

وذكر في " التسهيل " لبنائها أربعة أسباب:

الأول مشابهة الحرف في الوضع، لأنَّ أكثرَها على حرف أو حرفين، وحمل الباقي على الأكثر.

والثاني مشابهته في الافتقار، لأنَّ المضمرَ لا تتمُّ دلالته على مسماه إلاَّ بضميمة من مشاهدة أو غيرها.

والثالث مشابهته له في الجمود، فلا يتصرف في لفظه بوجه من الوجوه، حتى بالتصغير، ولا بأن يوصف أو يوصف به.

الرابع الاستغناء عن الإعراب، باختلاف صيغه لاختلاف المعاني) انتهى

وجاء في " شرح ابن يعيش ":

(والمضمرات كلها مبنيَّة، وإنما بُنيت لوجهين:

أحدهما: شبهها بالحروف، ووجه الشبه أنها لا تستبد بأنفسها، وتفتقر إلى تقدم ظاهر ترجع إليه، فصارت كالحروف التي لا تستبد بنفسها، ولا تفيد معنى إلاَّ في غيرها، فبُنِيت كبنائها.

والوجه الثاني: أنَّ المضمر كالجزء من الاسم المظهر، إذ كان قولك: " زيد ضربتُه "، إنما أتيتَ بالهاء لتكون كالجزء من اسمه دالاًّ عليه، إلا أنَّك ذكرتَ الهاءَ ولم تذكر الجزء من اسمه، لتكون في كلِّ ما تريد أن تضمره ممَّا تقدَّم ذكره، فكان لذلك كجزء من الاسم، وجزء الاسم لا يستحق الإعراب) انتهى

قلتُ: وقد اختار العكبري في " تبيانه "، القول بالشبه الافتقاريِّ، لا الوضعي.

وهذا هو حدُّ المضمر، كما جاء في " اللباب ":

(وحدُّ المضمر هو الاسم الذي يعود إلى ظاهر قبله لفظًا أو تقديرًا) انتهى

وهو موافق أيضًا، لِما جاء في " شرح جُمل الزجاجي ":

(أما الأسماء فمعربة كلُّها إلاَّ ما أشبه الحرف، كالمضمرات والموصولات وأسماء الشرط، فإنّها كلّها أشبهت الحرف في الافتقار، لأنَّ المضمر يفتقر إلى مفسِّر، والموصولات تفتقر إلى صلات، وأسماء الإشارة تفتقر إلى حاضر) انتهى

" ما الافتقار، وما ضابطه؟ "

الافتقار بمعنى الحاجة، لأنَّ المعنى لا يقوم بمفردها، وإنما تحتاج إلى غيرها ليظهر المعنى.

وأما ضابطه، فهو أمران:

أن يكون الافتقار لازمًا.

وأن يكون إلى جملة.

قال الصبان في " حاشيته ":

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير