ـ[أبوأيمن]ــــــــ[11 - 02 - 2005, 01:34 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء
تذكرت أبيات المتنبي التي أتحفتنا بها قديما، و لم أجد أحسن منها
أَنا مِنكَ بَينَ فَضائِلٍ وَمَكارِمٍ&& وَمِنِ اِرتِياحِكَ في غَمامٍ دائِمِ
أَبدى سَخاؤكَ عَجزَ كُلِّ مُشَمِّرٍ&& في وَصفِهِ وَأَضاقَ ذَرعَ الكاتِمِ
شيخي الجليل / حازم
قلتم
وأما ضابطه، فهو أمران:
أن يكون الافتقار لازمًا
وأن يكون إلى جملة
قال كثير عزة:
أَموتُ أَسىً يَومَ الرِجامِ وَإِنَّني&& يَقينًا لرَهنٌ بالَّذي أَنا كائِدُ
و على اعتبار هذه الرواية، ف "كائد" اسم فاعل من كاد و هو مفتقر إلى جملة بعده و مع ذلك فهو معرب!!!
فهل من تخريج لهذا البيت على ذلك الضابط؟
تلميذك المحب / أبو أيمن
أهلا بك من جديد محبة اللغة العربية، ننتظر مشاركاتك في صفحة التبيان
ـ[محبة اللغة العربية]ــــــــ[12 - 02 - 2005, 10:05 م]ـ
أعود إلى إعراب الأرحام في قوله تعالى: (واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام)
أنا قلت سابقا أن قراءة الأرحام بالجر تخالف القاعدة، أي فيها مخالفة لكلام العرب فالعرب لاتعطف بظاهر على مضمر في حال الجر، إلا في ضرورة الشعر.
وقد رد الفراء قراءة الأرحام بالجر، رد قراءة حمزة بجرالأرحام قائلا بالنصب ودافع عن رأيه بقوله: أنه يريد واتقوا الله .. واتقوا الأرحام أن تقطعوها، لأن العرب لاترد مخفوضا على مخفوض وقد كني به، وإنما يجوز ذلك في الشعر لضيقه.
إذن قراءة الأرحام بالجر وجدت بعض الاعتراضات، ولايعني ذلك أنها خاطئة، فالإمام حمزة لايقرأ شيئا إلا بأثر ثابت ولايتكلم من نفسه، ولكن القراءة الأشهر هي قراءتها بالنصب، لأنها لاتخالف القاعدة العامة كما شدد على ذلك النحاة، ولكن قراءتها بالجر قراءة مسموعة أيضا.
ولكن لايجوز رد قراءة حمزة-في نظري - كما فعل الفراء، كلا القراءتين صحيحتان، فحمزة لا يقرأ شيئا إلا بأثر مسموع من الثقاة.
وسأذكر ترجمة لحمزة لأدلل على علو شأنه في هذا المجال، وأنا أوافق الأستاذ حازم في أن حمزة عالم ثقة
يتضح ذلك من خلال ترجمته، فتأملوا معي هذه الترجمة التي تدل على زهد وورع عجيب.
الترجمة من كتاب تراجم القراء للمؤلف فائز عبدالقادر شيخ الزور.
هو حمزة بن حبيب بن عمارة بن إسماعيل الإمام الجد أبو عمارة الكوفي التيمي مولاهم وقيل من صميم العرب الزيات أحد القراء السبعة
ولد سنة ثمانين وأدرك الصحابة بالسنة فيحتمل أن يكون رأى بعضهم.
أخذ القراءة عرضا عن سليمان الأعمش وحمران بن أعين وأبي إسحاق السبيعي ومحمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى وطلحة بن مصرف ومغيرة بن مقسم ومنصور وليث بن أبي سليم وجعفر بن محمد الصادق وقيل بل قرأ الحروف على الأعمش ولم يقرأ عليه جميع القرآن قالوا استفتح حمزة القرآن من حمران وعرض على الأعمش وأبي إسحاق وابن أبي ليلى وكان الأعمش يجود حرف ابن مسعود وكان ابن أبي ليلى يجود حرف علي وكان أبو إسحاق يقرأ من هذا الحرف ومن هذا الحرف وكان حمران يقرأ قراءة ابن مسعود ولا يخالف مصحف عثمان وهذا كان اختيار حمزة.
مزاياه:
قال حمزة عن نفسه: رأيت في منامي كأني عرضت على الله فقال يا حمزة اقرأ ما علمتك فوثبت قائما فقال لي اجلس فإني أحب أهل القرآن فقرأت حتى بلغت سورة طه فقلت وأنا اخترتك فقال بين، فلبيت فقرأت حتى بلغت سورة يس فأردت أن أقول تنزيل العزيز الرحيم فقال تنزيل العزيز كذا قرأته حملة العرش وكذا يقرأ المقربون ثم دعا بسوار من ذهب فسورني به فقال هذا بقراءتك القرآن ثم دعا بمنطقة فمنطقني بها فقال هذا بصومك ثم توجني بتاج فقال هذا بإقرائك الناس القرآن يا حمزة لا تدع تنزيل العزيز فإني أنزلته إنزالا.
وكان لا يأخذ أجرا على القرآن لأنه تمذهب بحديث التغليظ في أخذ الأجرة عليه، حمل إليه رجل من مشاهير الكوفة كان قد ختم عليه القرآن جملة دراهم فردها عليه وقال أنا لا آخذ أجرا على القرآن أرجو بذلك الفردوس
وعرض عليه تلميذ له ماء في يوم حر فأبى وإليهما أشار الشاطبي بقوله من متورع بمتورع
وقال عنه الأعمش هذا حبر القرآن
وقال سفيان الثوري غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض وإليه أشار بالإمام وكان يتكلف الوحل بالشتاء والشمس بالصيف وإليه أشار بصبور وهو فيه أصحاب الترتيل
¥