وقيل ما رؤي قط إلا وهو يقرأ وقيل كان يختم كل شهر خمسا أو تسعا وعشرين ختمة وإليه أشار بمرتل وكان يصلي بعد الإقراء أربع ركعات ويصلي الظهر والعصر بين المغرب والعشاء ويقوم أكثر الليل قرأ على أبي عبد الله جعفر الصادق على أبيه أبي جعفر محمد الباقر على أبيه أبي الحسين علي زين العابدين على أبيه أبي عبد الله الحسين على أبيه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعلى أبي محمد سليمان بن مهران الأعمش وعلى يحيى ابن وثاب الأسدي على أبي شبل علقمة النخعي على عبد الله بن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وعلى محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلى القاضي على المنهال بن عمر على سعيد بن جبير على عبد الله بن عباس على أبي بن كعب وعلى حمران بن أعين على أبي الأسود على عثمان وعلي رضي الله
عنهما انتهى
وإليه صارت الإمامة في القراءة بعد عاصم والأعمش وكان إماما حجة ثقة مثبتا رضيا قيما بكتاب الله بصيرا بالفرائض عارفا بالعربية حافظا للحديث عابدا خاشعا زاهدا ورعا قانتا لله عديم النظير وكان يجلب الزيت من العراق إلى حلوان ويجلب الجوز والجبن إلى الكوفة
قال عبد الله العجلي قال أبو حنيفة لحمزة شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك فيهما القرآن والفرائض وقال سفيان الثوري غلب حمزة الناس على القرآن والفرائض وقال أيضا عنه ما قرأ حمزة حرفا من كتاب الله إلا بأثر
وقال عبيد الله بن موسى كان حمزة يقرىء القرآن حتى يتفرق الناس ثم ينهض فيصلي أربع ركعات ثم يصلي ما بين الظهر إلى العصر وما بين المغرب والعشاء
وكان شيخه الأعمش إذا رآه قد أقبل يقول هذا جد القرآن
وروي عنه أنه كان يقول لمن يفرط في المد والهمزة لا تفعل أما علمت أن ما كان فوق البياض فهو برص وما كان فوق الجعودة فهو قطط وما كان فوق القراءة فليس بقراءة
قال يحيى بن معين سمعت محمد بن فضيل يقول ما أحسب أن الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة
توفي سنة ست وخمسين ومائة على الصواب والله أعلم
ـ[حازم]ــــــــ[13 - 02 - 2005, 12:43 م]ـ
صَحبتُ منك الْعُلا والْفَضْلَ والْكَرَما * وشيمةً في النَّدى لا تَرتَضي السَّأَما
مَودَّةٌ في ثَرَى الإنصافِ راسِخةٌ * وسَمْكُها فوق أعناقِ السَّماءِ سَما
أستاذي الغالي الجهبذ / " أبو أيمن "
ما زال حوارُكم يشرح الصدور، ويبهج النفس، كالدرِّ المنثور
وما زلتُ أعترف بفضلكم عليَّ، كم من فوائد لَمحتُها في إشاراتكم الذكيَّة، واستدلالاتكم النقيَّة، واختياراتكم العليَّة.
غير أنَّ حروفي ما تزال عاجزة، فهي خائفة تَترقَّب، وخافضة رأسَها تودُّ لو تَتنقَّب، تمشي على استحياء، وتعثر من التقصير في ذَيل إعياء، ولا حول ولا قوَّةَ إلاَّ بالله.
زادكم الله علمًا وفِقهًا، وعِزًّا وفضلا.
أَمُوتُ أَسًى يَوْمَ الرِّجامِ وإنَّني * يقينًا لرهنٌ بالّذي أنا كائدُ
البيت من ثاني الطويل، لـ" كثير عزَّة " في ديوانه، وتخليص الشواهد، والدرر، وشرح التصريح، وشرح عمدة الحافظ، والمقاصد النحوية.
وفي شرح ابن عقيل، وأوضح المسالك، وشرح الأشموني، وحاشية الصبان، والخضري، وهمع الهوامع.
وقد استَشهد النحاة بهذا البيت، لمجيء اسم الفاعل من " كاد "، وهو " كائد ".
ذكر ابنُ عقيل في " شرحه ":
(وقد يُشعِرُ تخصيصه " أوْشكَ " بالذكر، أنه لم يُستَعمل اسمُ الفاعلِ مِن " كاد "، وليس كذلك، بل ورد استعمالُه في الشِّعر، كقوله:
أَمُوتُ أَسًى يَوْمَ الرِّجامِ وإنَّني * يقينًا لرهنٌ بالّذي أنا كائدُ
وقد ذكر المصنِّفُ هذا في غيرِ غير هذا الكتاب) انتهى
قلت: يريد في " الكافية "، والله أعلم.
وأكّد السيوطي، قولَ ابن مالكٍ – رحمه الله -، في " الهمع ":
(وحكَى ابنُ مالكٍ اسم الفاعل من " كاد "، وأنشد:
أموتُ أسًى يوم الرِّجام وإنّنى * يقينًا لرهنٌ بالَّذي أَنا كائِدُ
أي بالموت الذي كدت آتيه) انتهى
وفي هامش " أوضح المسالك ":
(والعائد إلى الموصول، ضمير محذوف منصوب بفعل محذوف، تقع جملته في محل نصب خبرًا لـ" كائدُ "، من حيث نقصانه، واسمه ضمير مستتر فيه جوازًا، وتقدير الكلام: بالذي أنا كائد ألقاه.
وقيل: إنَّ الصواب أنه " كابِدٌ " بالباء الموحَّدة، من " المكابَدة "، فلا شاهد فيه، وهو الذي صوَّبه المؤلِّف) انتهى
قلتُ: يعني: ابن هشام – رحمه الله -، حيث قال:
¥