ـ[أبوأيمن]ــــــــ[26 - 02 - 2005, 01:05 ص]ـ
قال الله تعالى:
"اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ (15) "
[سورة البقرة]
قال العكبري رحمه الله تعالى:
[قوله تعالى "يَعْمَهُونَ" هو حال من الهاء والميم في "يَمُدُّهُمْ" و "فِي طُغْيَانِهِمْ" متعلق ب "يَمُدُّهُمْ" أيضا، وإن شئت ب يَعْمَهُونَ، ولا يجوز أن تجعلهما حالين من "يَمُدُّهُمْ" لان العامل الواحد لا يعمل في حالين.]
لماذا لم يجز جعلهما حالين لعامل واحد
و قد قال ابن مالك رحمه الله تعالى:
والحَالُ قَدْ يَجِيءُ ذَا تَعَدّد&&لمُفردٍ فاعلم وَغَير مُفردِ؟
أفيدونا مأجورين إن شاء الله
ـ[حازم]ــــــــ[01 - 03 - 2005, 09:26 ص]ـ
أبا كلِّ خَيرٍ لا أبا اليمْنِ وَحدَهُ * وكلّ سَحابٍ لا أخصُّ الغوادِيا
يَدلُّ بِمعنًى واحِدٍ كلّ فاخِرٍ * وقدْ جَمعَ الرَّحمنُ فيكَ المعانيا
إذا كَسَبَ الناسُ المعالِيَ بِالندَى * فإنكَ تُعطي في نَداكَ المعاليا
مَدًى بلَّغَ النِّحريرَ أقصاهُ ربُّهُ * ونَفسٌ لهُ لم تَرضَ إلاَّ التناهِيا
دَعتهُ فلبَّاها إلى المجدِ والعلا * وقد خالَفَ الناسُ النفوسَ الدواعِيا
فأصْبَحَ فوقَ النَّابِغينَ يَروْنهُ * وإنْ كانَ يُدنِيهِ التَّكرُّمُ نائِيا
أستاذي الكريم الجهبذ / " أبو أيمن "
حُيِّيتَ تحيّة كالمسك صدرًا ووِرْدًا، وكالماء الزلال عذوبة وبَردًا.
" ما شاء الله "، إدراك لا يُفلُّ نَصْله، ولا يدرك خَصْله
وفَهم لا يخفى فلقه، ولا يهزم فيلقه
وما زلتَ تُنعم بأنواع الإفادة، وتوقظ عيون الإجادة
وما زلتُ أحظى منكم بحسن الوِفادة، وكرم الرِّفادة
أدام الله عِزَّكم، ورفع قدرَكم
قال الله تعالى: {اللهُ يَسْتَهزِئُ بِهِمْ ويَمُدُّهُمْ في طُغْيانِهِمْ يَعْمَهونَ}
هذه المسألة تتعلَّق بتعدُّد الحال، لمفرد، وغير مفرد.
والآية الكريمة تشتمل على القسم الأول.
وهو جائز عند الجمهور.
ومنعه الفارسيُّ وابنُ عصفور وغيرهما، حيث قاسوا الحال على الظرف، فكما أنه لا يجوز عقلاً أن يقع الفعل من شخص واحد في زمانين أو مكانين، فكذلك شأن الحال.
ووافقهم على هذا الرأي، أبو بكر الأنباري، في " شرح القصائد السبع "
وأخذ به أيضًا، صاحبنا أبو البقاء العكبري، ومنع تعدد الحال لمفرد، في هذه الآية، وعند قوله تعالى في سورة المائدة: {مُكَلِّبين تُعلِّمونَهنَّ}، وقال:
({تُعلِّمونَهُنَّ} فيه وجهان:
أحدهما: هو مستأنف لا موضع له.
والثاني: هو حال من الضمير في {مُكلِّبينَ}، ولا يجوز أن يكون حالا ثانية، لأنَّ العامل الواحد لا يعمل في حالين) انتهى
وقد ردَّ ابنُ مالكٍ – رحمه الله – في " تسهيله " عدم الجواز، وقال:
(قد تقدَّم أنَّ للحال شَبهًا بالخبر، وشَبهًا بالنعت، فكما جاز أن يكون للمبتدأ الواحد والنعت الواحد، خبران فصاعدًا، ونعتان فصاعدًا، فكذلك يجوز أن يكون للاسم الواحد حالان فصاعدا.
فيقال: " جاء زيدٌ راكبًا مفارقًا عامرًا مصاحبًا عمرًا ".
كما يقال في الأخبار: " زيدٌ راكبٌ مفارقٌ عامرًا مصاحبٌ عمرًا ".
وفي النعت: " مررتُ برجلٍ راكبٍ مفارقٍ زيدًا مصاحبٍ عمرًا "
وزعم ابنُ عصفور أنَّ فعلا واحدا لا ينصب أكثر من حال واحد، لصاحب واحد، قياسًا على الظرف.
وقال: كما لا يقال: " قمتُ يومَ الخميسِ يومَ الجمعةِ "، لا يقال: " جاء زيدٌ ضاحكًا مسرعًا ".
واستثنى الحال المنصوبة بـ" أفعل التفضيل "، نحو: " زيدٌ راكبًا أحسن منه ماشيًا "، قال: فجاز هذا كما جاز في الظرف " زيدٌ اليومَ أفضل منه غدًا "، و " زيدٌ خلفَك أسرع منه أمامَك ".
ثم قال: وصحَّ ذلك في " أفعل التفضيل "، لأنه قام مقام فعلين، ألا ترى أنَّ معنى قولك: " زيدٌ اليومَ أفضل منه غدًا ": زيد يزيد فضله اليوم على فضله غدا.
قلتُ: تنظير ابن عصفور: " جاء زيدٌ ضاحكًا مسرعًا "، بـ" قمتُ يومَ الخميسِ يومَ الجمعةِ "، لا يليق بفضلِه، ولا يُقبَل من مِثلِه، لأنَّ وقوع قيام واحد في يوم الخميس ويوم الجمعة محال، ووقوع مجيء واحد في حال ضحك وحال إسراع غير محال.
وإنما نظير " قمتُ يومَ الخميسِ يومَ الجمعةِ ": " جاء زيدٌ ضاحكًا باكيًا "، لأنَّ وقوع مجيء واحد في حال ضحك وحال بكاء محال، كما أنَّ وقوع قيام واحد في يوم الخميس ويوم الجمعة محال.
¥