ـ[أبوأيمن]ــــــــ[05 - 03 - 2005, 01:26 ص]ـ
قال الله تعالى: " ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لا يُبْصِرُونَ (17) " البقرة
قال العكبري رحمه الله
[قوله تعالى (وتركهم في ظلمات) تركهم هاهنا يتعدى إلى مفعولين لان المعنى صيرهم، وليس المراد به الترك هو الإهمال، فعلى هذا يجوز أن يكون المفعول الثاني في ظلمات، فلا يتعلق الجار بمحذوف ويكون لا يبصرون حالا، ويجوز أن يكون لا يبصرون هو المفعول الثاني، وفى ظلمات ظرف يتعلق بتركهم أو ب يبصرون، ويجوز أن يكون حالا من الضمير في يبصرون، أو من المفعول الأول]
هل يجوز أن يكون "تركهم" بمعنى "صيرهم"
وقد ذكر ابن جرير الطبري و ابن كثير رحمهما الله أقوال السلف في تأويل الآية و لم يؤول واحدا منهم قول الله تركهم بمعنى صيرهم
و قال القرطبي رحمه الله: ["وَتَرَكَهُمْ" أي أبقاهم]
و قال ناصر السعدي رحمه الله: [فبقي في ظلمات متعددة: ظلمة الليل، وظلمة السحاب، وظلمة المطر، والظلمة الحاصلة بعد النور]
وهل يجوز أن يكون المفعول الثاني ل "ترك" هو "في ظلمات" وقد قال الله تعالى " ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ" مع التسليم بأن "تركهم" بمعنى "صيرهم"
أفيدونا جزاكم الله
ـ[حازم]ــــــــ[10 - 03 - 2005, 01:24 م]ـ
فَيا خاطِبَ الحَسْناءِ إنْ كُنتَ راغِبًا * فَهذا زمانُ المَهْرِ فَهْوَ المُقَدَّمُ
وكُنْ مُبغِضًا لِلخائناتِ لِحُبِّها * فَتَحظَى بِها مِن دونِهنَّ وتَنعَمُ
وكُنْ أيِّمًا ممَّا سِواها فإنَّها * لِمِثلِكَ في جَنَّاتِ عَدنِ تأيَّمُ
وصُمْ يَومَكَ الأدنَى لعلَّك في غَدٍ * تَفوزُ بِعيدِ الفِطرِ والناسُ صُوَّمُ
وأقْدِمْ ولا تَقْنعْ بِعَيشٍ مُنغَّصٍ * فما فازَ بِاللَّذاتِ مَن ليسَ يُقدِمُ
وإنْ ضاقتِ الدنيا عَليكَ بِأسْرِها * ولم يَكُ فيها مَنزِلٌ لكَ يُعلَمُ
فَحيَّ علَى جَنَّاتِ عَدنٍ فإنَّها * مَنازلُكَ الأولَى وفيها المُخيَّمُ
ولكنَّنا سَبْيُ العَدُوِّ فهلْ تَرَى * نَعودُ إلَى أوْطانِنا ونُسَلِّمُ
وقد زَعموا أنَّ الغريبَ إذا نَأَى * وشَطَّتْ بهِ أوْطانُهُ فهْوَ مُؤلِمُ
وأيُّ اغْترابٍ فَوقَ غُربَتِنا التي * لها أضحتِ الأعداءُ فينا تَحَكَّمُ
وحيَّ على رَوْضاتِها وخِيامِها * وحيَّ على عَيشٍ بِها ليسَ يُسأمُ
وحيَّ على السُّوقِ الذي فيه يَلتقي الْ * مُحبُّونَ ذاكَ السوقُ لِلْقَوْمِ يُعلَمُ
أستاذي الفاضل الجهبذ / " أبو أيمن "
حُيِّيتَ بتحيَّة مُعطَّرة بماء الأزهار، قد ارتوت من غَيْم مِدرار.
ما زالت مشاركاتك فائقة الحسن، يانعة رطيبة الغصن
أسأل الله لك مزيدًا من التوفيق، وأن ينفع بها، ويثقل بها موازينك يوم القيامة، إنه هو البَرُّ الرحيم.
قال الله تعالى: {فلمَّا أضاءَتْ ما حَولَهُ ذَهَبَ اللَّهُ بِنُورِهِمْ وتَرَكَهُمْ فِي ظُلُماتٍ لا يُبْصِرُونَ} البقرة 17.
اختلف المفسِّرون في توجيه معنى " التَّرك "
فذهب الزمخشريُّ في " كشافه "، والرازيُّ في " مفاتيح الغيب "، والبيضاويُّ في " أنوار التنزيل "، والنسفيُّ في " مدارك التنزيل "، وأبو السعود في " إرشاد العقل السليم ": إلى أنَّ الفعل " تَرَك " ضُمِّن معنى التصيير.
وهو ظاهر تفسير ابن كثير.
وذهب القرطبيُّ في " الجامع لأحكام القرآن "، والبغويُّ في " تفسيره "، والشوكانيُّ في " فتح القدير "، والسمرقنديُّ في " بحر العلوم "، والثعالبيُّ في " الجواهر الحسان "، والسعديُّ في " تيسير الكريم الرحمن ": إلى أنَّ معنى " تَرَكهم " أي: أبقاهم.
و" تَرَك " في الأصل بمعنى: طرح وخلَّى، وبمعنى خلَّى وخلَّف.
ومن شواهده، قوله تعالى في سورة يوسف: {وتَركْنا يُوسُفَ عِندَ مَتاعِنا}، أي: خلَّيناه.
ومنه، قول الحارث بن حلزة:
تَرَكوهُمْ مُلحَّبينَ فآبُوا * بِنِهابٍ يَصَمُّ فيهِ الْحُداءُ
وجاء في " التحرير":
وحقيقة التَّرْك: مفارقة أحد شيئًا كان مقارنًا له في موضع، وإبقاؤه في ذلك الموضع.
وكثيرًا ما يذكرون الحال التي ترك الفاعل المفعول عليها، وفي هذا الاستعمال يكثر أن يكون مجازًا عن معنى صَيَّر، أو جَعَل، قال النابغة:
فلا تَتْرُكَنِّي بالوَعِيدِ كأَنَّنِي * إلى الناسِ مَطْلِيٌّ به القارُ أجْرَبُ
أي لا تُصيِّرني بهذه المشابهة، وقول عنترة:
¥