ـ[أبوأيمن]ــــــــ[22 - 03 - 2005, 05:50 م]ـ
يا مُلبِسي الحِكَمَ القَديم لِباسُها* * *جَدِّد عَلَيَّ نَضارَةَ الأَثوابِ
دارُ المَعاني أَنتَ بابُ دُخولِها* * *فَأذَن فَإِنّي واقِفٌ بِالبابِ
أستاذي الجليل / حازم لكم كنت أتمنى أن تأخذوا بزمام الأمور و تعلمنا من علمك الواسع كما عهدناك، أرجو أن تسمر بنا في مسيرة التبيان و أن تستخرج من مكنونه اللؤلؤ و الجواهر الحسان
و هذه محاولة مني للإجابة عن السؤال، فإن أصبت فلله الفضل ثم لكم و إن أخطأت فسأنتظر توجيهاتكم السديدة و آراءكم الحكيمة
قال الله تعالى:
أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلْ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ (40)
قال ابن جرير الطبري رحمه الله:
[وهذا مَثَل آخر ضربه الله لأعمال الكفار،
يقول تعالى ذكره: ومَثَل أعمال هؤلاء الكفار في أنها عُمِلت على خطأ وفساد وضلالة وحيرة من عُمَّالِها فيها وعلى غير هدى، مَثَل ظلمات في بحر لُجِّىّ.
ونسَبَ البحر إلى اللُّجة، وصْفًا له بأنه عميق كثير الماء. ولجَّةُ البحر: معظمُه.
يَغْشاهُ مَوْج يقول: يغشى البحر موج، مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ: يقول: من فوق الموج موج آخر يغشاه.
مِنْ فَوْقِهِ سحَابٌ: يقول: من فوق الموج الثاني الذي يغشى الموج الأوّل سحاب.
فجعل الظلمات مثلاً لأعمالهم، والبحر اللجىّ مثلاً لقلب الكافر.
يقول: عَمِل بنية قلب قد غَمَره الجهل وتغشَّته الضلالة والحَيرة كما يغشى هذا البحر اللُّجيّ موج من فوقه موج من فوقه سحاب، فكذلك قلب هذا الكافر الذي مَثََلُ عمله مَثَل هذه الظلمات، يغشاه الجهل بالله، بأن الله ختم عليه فلا يعقل عن الله، وعلى سمعه فلا يسمع مواعظ الله، وجعل على بصره غشاوة فلا يبصر به حجج الله، فتلك ظلمات بعضها فوق بعض]
قال الشاطبي رحمه الله:
وَمَا نَوَّنَ "البَزِّي" سَحاَبٌ وَرَفْعُهُمْ&&لَدى ظُلُمَاتٍ جَرَّ دَارٍ وَأَوْصَلاَ
قرأ القراء ماعدا المكي برفع و تنوين "ظلمات" و قرأ المكي وحده "ظلمات" بالجر و التنوين
و عن المكي قرأ البزي "سحابُ ظلماتٍ" برفع "سحاب" دون تنوين على الإضافة
و قرأ "قنبل" "سحابٌ ظلماتٍ" برفع "سحاب" وتنوينه فامتنعت الإضافة
قال العُكبري رحمه الله:
و "ظلماتٌ" بالرفع خبر مبتدأ محذوف أي "هذه ظلمات" ويقرأ "سحابٌ ظلماتٍ" بالاضافة، والجر على أنها بدل من "ظلماتٍ" الأولى
قال القرطبي رحمه الله:
ومن قرأ "سحابٌ ظلماتٍ" جَرّ "ظلماتٍ" على التأكيد ل"ظلماتٍ" الأولى أو البدل منها
أنتظر تصويبكم أستاذي الجليل
تلميذكم المحب
أبوأيمن
ـ[حازم]ــــــــ[24 - 03 - 2005, 09:37 م]ـ
أبا أيمنَ الشادي بنَحْوٍ ومَنْ إذا * بَدا عِلمُهُ باهَى بهِ القَمَرانِ
ومَن إنْ دَجَتْ في المُشكلاتِ مَسائلٌ * علَى طِرْسِهِ بَحْرانِ يَلتَقِيانِ
أستاذي الحبيب الجهبذ / " أبو أيمن "
ما زال سروري بالغًا بلقائك، وإعجابي يزداد بعلمك وفهمك وآرائك، وما زلتُ بعيدًا كلَّ البعد عن حروف ثنائك.
أستاذي الكريم:
يا مَن زُهر البيان تطلع في سماء جِنانه، وزَهر " التبيان يونع في أنداء جَنانه.
قد أكرمني الله برفقتكم، في قافلة " التبيان " المباركة، ويكفيكم فخرًا وشرفًا أنَّ الله مَنَّ عليكم بهذا الاختيار المبارك، المتعلِّق بإعراب الكتاب العزيز، وفق قراءاته المتواترة.
ووالله، لتغمرني السعادة والبهجة، بما تجودون به من مواضيع ماتعة، واختيارات رائعة، وبراهين ساطعة، من خلال طرحكم الموفَّق.
أستاذي الحبيب، أمير الركب، ورفيق الدرب
أرجو أن تواصل المسير، محفوفًا برعاية الله وهداه، ومشمولاً بتوفيقه ورضاه.
وأسأل الله أن يوفِّقني لأن أكون التلميذ المؤدَّب، الذي لا يتجاوز نصائحكم، ولا يُهمل توجيهاتكم.
سُررتُ كثيرًا كثيرًا، بشاهد " الشاطبيَّة "، ما أروعك.
ضَمنتُ لها ألاَّ أهيمَ بغيرِها * وقد وَثقتْ منِّي بغَيرِ ضَمانِ
وأعجبني تناولك للمسألة، وبراعتك في اقتناص جوابها، بارك الله في علمك، وزاده توفيقًا وإشراقا.
وأرَى أنَّ المسألة ما زالت بحاجة إلى مزيد من الإيضاح، حول:
الفصل بين التوكيد وصاحبه
البدل بتكرير الكلمة
¥