ـ[عطوان عويضة]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 06:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيك أستاذي عطوان و زادك علما و بارك في أختنا درة و السائل و من شارك
وفيك بارك الله أخي الحبيب ونفعني وإياك بما فيه خيرا الدارين
و لكن أستاذي أليس المقصود من قولهم " فاعل" أي: في التركيب النحوي لا على الحقيقة ,
الأصل أن يتفق التركيب النحوي والحقيقة، وقد يختلفان شكلا والحقيقة واحدة كما في العطف، تقول جاء زيد وخالد أو جاء خمسة وعشرون، وجاز وقوع الإعراب على المعطوف لأن مفهوم المشاركة والاتحاد في الفعل مفهوم من قرينة العطف، وقد يختلفان شكلا وحقيقة؛ كأن تقول جاء زيد خالد باعتبار خالد بدل سهو أو نسيان أو غلط، ومع هذا فالأول هو الفاعل في النية قبل الاستدراك.
إذ لو كان المقصود في الإعراب المعنى على الحقيقة؛ لما عددنا زيدا فاعلا حين ننفي أنه فعل الفعل في قولنا: لم يذهب زيد
بل هو فاعل على الحقيقة ولكن ليس ليذهب بل لسلبه، فالسلوب أفعال منطقية، فعدم الفعل فعل سلبي، وإلا ما هزك وأخافك قوله تعالى: " إن الله لا يغفر أن يشرك به .. "، فالفعل في (لم يذهب زيد) هو (لم يذهب) ولو قلت (ذهبوا ولم يذهب زيد) تعادل تقريبا قولك: (ذهبوا وبقي زيد)
أو حين لا يكون مما يفعل فعلا حقيقة كـ: سقط الخمار؟؟
بل هو فعل على الحقيقة وفاعله على الحقيقة هو الخمار، وزيد في مات زيد فاعل على الحقيقة، وهي أفعال إيجاب ترى وتدرك وتحس، ومنشأ اللبس في هذين وأضرابهما هو اشتراط ما ليس شرطا في الفاعل، وأعني بذلك القصد والإدراك، وليس شرطا أن يكون الفاعل قاصدا للفعل ولا مدركا له، كذلك يلتبس على بعضهم الفعل بغيره فيخلط بين مات وأمات وسقط وأسقط واهتز وهز، فيقول بعضهم مثلا في اهتز الغصن أن الفاعل هو الريح، والحقيقة أن فاعل الاهتزاز الغصن، أما الريح ففعلت الهز لا الاهتزاز.
لو استقرينا الأفعال في القرآن الكريم مثلا لوجدنا جل الأفعال أسندت لغير عاقل، ولم يستوقف ذلك أحدا من المعربين ليقول إن الفاعل هنا أو الفعل غير حقيقي، كأن يقال مثلا في " فإذا انشقت السماء فكانت وردة كالدهان" إن الفاعل في في الحقيقة هو الله، كمن قال في اهتز الغصن - وهو من حملة الدكتوراة - أن الفاعل في الحقيقة هو الريح، لأنهم فهموا ولم يفهم أن فاعل شق غير فاعل انشق، وفاعل هز غير فاعل اهتز.
الموضع الذي يحضرني وأظنه الوحيد في القرآن، هو في قوله تعالى: " فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه" فقالوا إن فعل الإرادة ليس على الحقيقة في الآية، ودون الخوض في أعلى الحقيقة هو أم لا: أقول إن سبب الخلاف هو إسناد فعل قلبي لغير عاقل، وهذا في حقنا - لا في حق الله تعالى - غير جائز، لأن الله تعالى قادر أن يجعل السماء والأرض والجبال قادرة على الكلام والعقل والقول والطاعة، وقادر على جعل الجدار مريدا؛ أما نحن فلا نقول أحبني الجدار، ولا أراد الحاسوب أن يستمتع ... فأفعال القلوب لا تسند إلى الجمادات على الحقيقة. أما لو قلنا علا البناء واهتزت الأرض وسقط الكتاب وانكسر القلم وتحسن الجو وغيرها فهي أفعال على الحقيقة ولو فقدت القصد وإدراك الفاعل بها، ليس في اللغة العربية فحسب بل في كل اللغات.
والله أعلم
ـ[درة النحو]ــــــــ[28 - 06 - 2010, 10:56 م]ـ
أختي الكريمة:
أولا جزاك الله خيرا على هذه النقول المباركة التي عضدت ما قلته سابقا بخصوص عشر وعشرة المركبتين؛ من أنها لا محل لها من الأعراب وأنها مقامة مقام النون من الكلمة.
والله تعالى أعلم.
وجزاك بمثله.
وهذا واجب فمن الأمانة العلمية أن أنقل ما لي وما عليّ.
ولقد عجبتُ أنك تمسكت بما يؤيد قولك الأول ـ الذي لا أدري هل رجعت عنه ـ وتأولتَ صريح ما يخالفك من كلامهم على أنه مجاز. ولقد أتعبتُ عينيّ على أن اجد احدهم قال بالمجاز فلم أجد. فلعلك تذكره لنا.
على كلٍ، حتى ما تمسكت به لا يستقيم و ما ذهبتَ إليه من أن المركب بجزئيه فاعل في نحو جاء اثنا عشر، فصريح كلامهم أنّ (عشر) مبني لا محل له، وأنت تقول إن المركب كله فاعل. فكيف يكون المركب فاعلا، ثم يكون عجزه لا محل له؟؟!!
على كل حال، أكرر وأقول، سررت بمناقشة عالم مثلك، وأفدت منك أشياء وتبقى أشياء في محل نظر، ولكن:
نحن بما عندنا وأنت بما .... عندك راض والرأي مختلف
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.
ـ[راجي مغفرة ربه]ــــــــ[29 - 06 - 2010, 08:24 ص]ـ
أستاذنا الفاضل
جزاك الله خيرا، كلامكم واضح، ومنكم نستفيد دائما.
لقد بحثت في الشبكة العنكبوتية فوجدت تأييدا لما تقولون في أكثر من موقع مثل
(3 - وان العدد (12) جزؤه الأول يعرب إعراب المثنى، يرفع بالألف وينصب ويجر بالياء وجزؤه الثاني مبني على الفتح. وعند الإعراب فإننا لا نعمد إلى تجزئة العدد (12) بل نعتبره كتلة واحدا، ونعربه على هذا الأساس مثل:
جاء اثنا عَشَرَ ضيفاً
اثنا عشر: فاعل مرفوع جزؤه الأول مرفوع علامته الألف، وجزؤه الثاني مبني على الفتح)
وما كان بحثي شكا فيما تقولون ولكن رغبة في الرد على التعنت الذي أراه في ردود الأخت الفاضلة.
فجزاكم الله خيرا
¥