الأولى: أن يكون العدد المركب هو "اثنا عشر، واثنتا عشرة"؛ فإن صدرهما وحده يعرب إعراب المثنى، وعجزهما هو اسم بدل نون المثنى؛ مبني على الفتح لا محل له. ومن الأمثلة: المتسابقون أحد عشر سباحا إني رأيت عشر كوكبا أثنيت على أحد عشر محسنا. "فأحد عشر" في المثال الأول مبني على فتح الجزأين معا في محل نصب مفعول به، وفي الثالث مبني على فتح الجزأين في محل جر بعلى، وهكذا.
ولو وضعنا عددا مركبا آخر مكان: "أحد عشر" لم يتغير الإعراب. ما عدا "اثني عشر"، و"اثنتي عشرة"، فلهما حكم خاص بهما في الإعراب -كما قلنا- إذ تعرب: "اثنا واثنتا" إعراب المثنى، وتعرب كلمة: "عشر وعشرة" اسم مبني على الفتح، بدل نون المثنى لا محل له: ففي مثل. السنة اثنا عشر شهرا، واليوم اثنتا عشرة ساعة نقول: "اثنا واثنتا" خبر مرفوع بالألف فيهما. وكلمة: "عشر وعشرة" بدل النون التي تكون في المثنى الأصلي، مبنيتان على الفتح لا محل هما. وفي مثل قضيت اثني عشر شهرا واثنتي عشرة ساعة في رحلة علمية نقول: "اثني واثنتي"، مفعول به، منصوب بالياء. "عشر، وعشرة" مبنيتان على الفتح لا محل لهما؛ لأنهما بدل النون التي تكون في المثنى الأصلي ...
وفي مثل: انتفعت باثني عشر كتابا، واستمعت إلى اثنتي عشرة محاضرة .. فعرب: "اثني واثنتي" مجرورة، وعلامة جرها الياء، و"عشر وعشرة" بدل النون. مبنيتان على الفتح، ولا محل لهما."
وهذا ما ذهب إليه الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان في تعجيل الندى بشرح قطر الندى حيث قال:
"ويستثنى من ذلك (اثنا عشر) فإن صدره يعرب إعراب المثنى بالألف رفعاً وبالياء نصباً وجراً. لأنه ملحق بالمثنى - كما سيأتي إن شاء الله - ويبقى جزؤه الثاني مبنيّاً على الفتح لا محل له، لوقوعه موقع نون المثنى التي هي حرف. نحو: جاء اثنا عشر طالباً، رأيت اثني عشر طالباً، ومررت باثني عشر طالباً. فـ (اثنا) فاعل مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى. (عشر) اسم مبني على الفتح لا محل له من الإعراب "
وفي حاشية الخضري على ابن عقيل في حديثه عن إعراب (اثنا عشر واثني عشر):
"
بل عشر واقعة موقع نون المثنى، وما قبل النون محل إعراب لا بناء ففي: جاء اثنا عشر رجلاً، اثنا مرفوع بالألف لأنه ملحق بالمثنى، وعشر مبني على الفتح لتضمُّنه معنى العطف كما مر لا محل له من الإعراب لوقوعه موقع نون المثنى، ولا يصح أن يقال: إنه مضاف إليه."
ـ[راجي مغفرة ربه]ــــــــ[30 - 06 - 2010, 08:23 ص]ـ
أما وجدتَ في قاموسك غير كلمة (تعنت).
على العموم، تهجمك لا يضرني، ومدحك للأستاذ لا ينفعه، فالحجة مفصحة عن الحق.
غفر الله لي ولك.
الأخت الكريمة.
بارك الله فيك وغفر لي ولك.
ما أردت التهجم أختي ولا القدح فيك، فلك وافر الاحترام والتقدير. ولا أردت مدح الأستاذ وأظنه في غنى عن مدح مثلي، ولكنني قلت ما أحسه وهو وجود تعنت ولا أجد كلمة بديلة في قاموسي غيرها ولا أقصد بها الذم بل الوصف. فكما تقولين الحجة مفصحة عن الحق، وقد جادلت أخونا وأستاذنا الكريم في مسألة محل إعراب عشر فقال إنها لا محل لها، ولم تقري بذلك،
وإنما الخلاف في العجز. ما المانع أن يكون في محل جر بالإضافة؟؟.وظهور الإعراب على العجز في هذا الممزوج دليل على أن للمحل إعرابا في نظرائه حين التعذر.
والله أعلم.
والجزء الثاني مبني على الفتح، ثم هنا محل الخلاف، هل له محل إعرابي أم لا؟
.
حتى أتيت أنت بنقول تؤيد كلامه ولم يظهر من كلامك الإقرار إلا بعد نبهك الشيخ،
فرددت بأن هذا من الأمانة العلمية، وكانت الأمانة العلمية تقتضي منك المبادرة بالإقرار عن تراجعك عن رأيك الأول الذي حدت منه إلى مسألة أخرى جعلتها لب الموضوع، مع أن حجة الشيخ أيضا واضحة فيها ومفصحة عن الحق
وجزاك بمثله.
وهذا واجب فمن الأمانة العلمية أن أنقل ما لي وما عليّ.
ولقد عجبتُ أنك تمسكت بما يؤيد قولك الأول ـ الذي لا أدري هل رجعت عنه ـ وتأولتَ صريح ما يخالفك من كلامهم على أنه مجاز. ولقد أتعبتُ عينيّ على أن اجد احدهم قال بالمجاز فلم أجد. فلعلك تذكره لنا.
على كلٍ، حتى ما تمسكت به لا يستقيم و ما ذهبتَ إليه من أن المركب بجزئيه فاعل في نحو جاء اثنا عشر، فصريح كلامهم أنّ (عشر) مبني لا محل له، وأنت تقول إن المركب كله فاعل. فكيف يكون المركب فاعلا، ثم يكون عجزه لا محل له؟؟!! [/ COLOR]
وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى.
ألا ترين أختي الكريمة أن كلامك هنا يناقض بعضه بعضا، فبعد شبه الإقرار بأن ما جئت به يخالف القول بالمحل، تعجبين من تمسك الأستاذ بقوله، والعجب هو تمسكك أنت بقولك، كان ينبغي أولا الإقرار بالتراجع عن قولك الأول ثم يحدد موضع الخلاف الجديد، إن لم يكن في هذا الكلام تعنت وتعسف، فمه؟
لا تحملي كلامي محمل الهجوم، قد أكون مخطئا في التعبير ولكني لا أجد ما يعبر عن رأيي غير ما قلت.
غفر الله لي ولك
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
¥