- وهل يجوز القياس على أصل مختلف في حكمه؟ يجوز عند إقامة الدليل، ويمنع عند عدمه، ومنعه بعضهم بحجةأن المختلف فيه فرع لغيره فلا يكون أصلا، وأجيب بأن ما يكون فرعا لشيء يجوز أن يكون أصلا لشيء آخر.
ـ[سعد حمدان الغامدي]ــــــــ[10 - 07 - 2010, 11:08 م]ـ
مباحث العلة
- عد أرسطو العلل أربعا (الأصول لتمّام): 1 - المادية (مادة الشيء)، 2 - الفاعلية (صانع الشيء) 3 - الصورية (شكله وتركيبه) 4 - الغائية (الغرض من الشيء).
- الفكر لا يعنى بالمادية والفاعلة، ولكنه يدور حول الصورية والغائية.
- الصورية، هي كيفية الظواهر التي يتخذها العلم موضوعا له (وهي ضالة العلوم الطبيعية)، ونافعة في المنهج الوصفي في العلوم الاجتماعية، وتهتم بالإجابة عن (كيف)، وليس عن (ماذا).
- الغائية، هي أغراض سلوك الظواهر ومراميه، وتقع جوابا لـ (لماذا) لتشرح الغرض والمرمى التي من أجلها كانت الظاهرة.
- العلتان الصورية والغائية قامتا جنبا إلى جنب في تراثنا النحويّ.
- العلة الفلسفية والكلامية في طبيعتها علةٌ غائية: يكشف بها عن تلازم عقلي بينها وبين المعلول، فهي علاقة معيّة ومصاحبة في الوجود.
- العلة الفقهية: تعبدية: تكشف عن الصالح العام او المصالح المرسلة، وتسبق المعلول في الوجود بحيث تنشأ العلة الداعية إلى الحكم فينشأ الحكم بعد ذلك.
- العلة النحوية: حسّية: تكشف عن نتيجة الاستقراء، وقد تكون ضرورية (فتكون موجبة) في بعض الحالات، وتلحق معلولها في الوجود، فالعربي يتكلم ثم يتم الاستقراء أوّلاً ثم يأتي النحوي ليشرح العلل.
- إذا كانت علل الفلاسفة والمتكلمين ألصق بالمنطق الإرسطي التجريدي الصوري، وكانت علل الفقهاء رموزا وعلامات لوقوع الأحكام، فإن علل النحاة حسية تنتمي إلى المنطق المادي أو الطبيعي.
- المناطقة الصوريون لا ينكرون وجود نوعين من المنطق، أحدهما: المنطق الطبيعي أو المادي، وهو يعنى بتطابق العقل مع الواقع، وهو تركيب العقل نفسه بما فيه من قوانين الفكر الأساسية
- زعموا أن أصول الصناعة في غاية الوثاقة، وأن عللها غير مدخولة ولا متسمّح فيها.
- قال سيبويه: ليس من شيء مما يضطرون إليه إلا وهم يحاولون به وجها.
- قد لا يظهر وجه الحكمة في بعض ما يضطرون إليه.
- إذا عجز الفقيه عن تعليل الحكم قال: هذا تعبّدي، وإذا عجز النحوي قال: هذا مسموع.
- زعم بعضهم أن العرب أرادت من العلل والأغراض ما نسبه النحاة إليها.
- اعتلالات النحويين صنفان (حسب الدِّينَوريّ):
- علة تطرد على كلام العرب وتنساق إلى قانون لغتهم، وهي الأكثر استعمالاً، وأشد تداولاً.
- علة تُظهر حكمة العرب، وتكشف عن صحة أغراضهم ومقاصدهم في موضوعاتهم، وهي ما يسمى بعلة العلة.
- العلل المشهورة من الصنف الأول أربع وعشرون: 1 - سماع، 2 - تشبيه، 3 - استغناء، 4 - استثقال، 5 - فرْق، 6 - تعويض، 7 - توكيد، 8 - نظير، 9 - نقيض، 10 - حمل على المعنى، 11 - مشاكلة، 12 - معادلة، 13 - قرب ومجاورة، 14 - وجوب، 15 - جواز، 16 - تغليب،17 - اختصار، 18 - تخفيف، 19 - دلالة حال، 20 - أصل، 21 - تحليل، 22 - إشعار، 23 - تضاد، 24 - أَوْلى.
- الصنف الثاني بيّنه ابن السراج، وهو ضربان: المؤدي إلى كلام العرب، وعلّة العلّة، ولا يكسبنا الضرب الثاني أن نتكلم كما تكلمت العرب، وإنما يُستخرج به حكمة العرب في أصولها وبيان فضل العربية على غيرها.
- قال ابن جنّي: هذا الذي سماه علّة العلة، إنما هو تجوّز في اللفظ، فأما في الحقيقة فإنه شرح وتفسير وتتميم للعلّة.
- أكثر العلل حسب ابن جنّي مبناها الإيجاب، (علة وجوب).
- ضرب من العلل يسمى علّة وهو في الحقيقة سبب يجوّز الحكم ولا يوجبه، (علة جواز)
- ما كان موجبا فهو علّة، وما كان مجوّزا فهو سبب.
- تخصيص العلة جائز حسب ابن جني.
- تخصيص العلة معناه أنها تخصص ببعض المعلولات، لأنها مناسبات بعد الوقوع، فلا يجب اطرادها، كذا فسرها الفجّال نقلا عن غيره، والذي يظهر من كلام ابن جنّي أن تخصيصها هو: نقضها وعدم التقيد بالحكم المرتب عليها كعدم إعلال ما يستحق الإعلال لوجود علته، فيقول (مِوْزان) بدل (مِيْزان) متكلفا.
¥