ـ[الحامدي]ــــــــ[14 - 01 - 2007, 01:37 م]ـ
أنبه إلى أن الحكاية تنقل اللفظ أو الجملة من دلالتها الأصلية إلى دلالة جديدة.
فمثلا؛ لورأيت لفظة "زيدٌ" مكتوبة في فص خاتم زيد، فماذا تقول: الجواب: (رأيت مكتوبا في فص خاتم زيد "زيدٌ") فننقلها على الحكاية، فـ"زيدٌ" المحكية هنا مجرد كلمة مكتوبة في فص خاتم، ولا أهمية لدلالتها الأصلية.
ومثل ذلك كما ذكرت سابقا، قولنا: "قال: فعل ماض"، فـ"قال" لا تعرب بصفتها فعلا ماضيا، بل المقصود كلمة "قال" عينها، بغض النظر عن دلالتها الأصلية، فلذلك نعربها مبتدأ.
وأنبه الإخوة إلى أن هناك نوعين من الحكاية:
ـــ حكاية المفرد، وهو موضوع النقاش، ومنها "شكرا" في السؤال، و"زيد" في المثال السابق.
ــ حكاية الجمل: ومنها: "تأبَّط شرًّا"، و"شاب قرناها" علمين. وكذلك لو سمينا شخصا: "قام زيد"، فنقول: (جاء "قام زيدٌ"، ورأيت "قام زيدٌ"، ومررت بـ"قام زيدٌ") فالجملة هنا انتقلت من دلالتها الأصلية (فعل وفاعل) إلى دلالة العلمية فأصبحت كالكلمة الواحدة. وتعرب في هذه الأمثلة بحركات مقدرة منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكابة، إذ لا يعقل اشتغال المحل بحركتين، فحافظ المحل على حركة الحكاية لأوليتها (وهي حركة الإعراب قبل انتقال الدلالة) وقُدرت عليه حركة الإعراب بعد انتقال معناه.
أما "شكرًا"، فقد كانت جملة قبل انتقال دلالتها، تتكون من فعل وفاعل ومفعول مطلق، والتقدير: (أشكرك شكرا)، أما "شكرا" في الجملة موضوع النقاش (ألفَ "شكرا") فهي كلمة محكية، تعرب مضافا إليه. والمعنى: (ألف كلمة "شكرا")، وقد شرح ذلك الأستاذ ضاد ــ جزاه الله خيرا ــ، وبينه.
ـ[ضاد]ــــــــ[14 - 01 - 2007, 02:06 م]ـ
إذا استعطتم أن تعربوا هذه الجملة فهمتم السابقة:
عوقب كاتب "شكرا" على الحائط.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[14 - 01 - 2007, 05:02 م]ـ
أخي الحامدي
تأمل في قولك، ودعنا نناقش المسألة برؤية وحسن طوية
بعيدا عن التوجيه الصريح في قولك سلمك الله 0
الإعراب التقديري على الحكاية ليست مطية لكل كلمة لا تظهر عليها حركة الإعراب!!
لنعد إلى سياق السائل وإن كنت لا أستسيغه لعلة التركيب فيه 00 فقد أضاف " شكرا " إلى " ألف " هكذا بالنصب، وكان الأولى أن تكون بالكسر لإضافتها
" ألف شكرٍ " 00
فأعربت سددك الله " شكرا " اسما مجرور بكسرة مقدرة على أخره منع من ظهورها اشتغال المحل بحركة الحكاية!! وهنا المشكل 00!!
ثم تقدر " ألف كلمة شكرا " للسياق " ألف شكرا "!
أسألك لم تجهد نفسك بالذهاب إلى تقدير متكلف 00
دمت بود
ـ[الحامدي]ــــــــ[14 - 01 - 2007, 07:57 م]ـ
ليست المسألة ــ أخي مغربي ـــ تقديرا متكلفا، بل هي مندرجة تحت باب من أبواب الإعراب، بوب له كثير من النحاة.
إن الحكاية تتبع مبحث الإعراب التقديري، وهي معروفة في كلام العرب.
أما مأخذك على الجملة موضع النقاش، واحتجاجك على نصب "شكرا" فيها، فهو لأنك ــ أخي الكريم ــ لا تزال تتعامل مع معناها قبل انتقال دلالتها، وأنا نبهت إلى أن المقصود هنا لفظ الكلمة لامعناها، وليس في هذا تكلف، بل هو معروف في كلام العرب، وقد مثلت عليه كما سبق.
ثم إن إنكار حكاية "شكرًا" يقتضي إنكار الباب كله، فماذا تقول ــ أخي ــ في "زيدٌ" في مثالي الذي ذكرته؟؟.
وأود هنا ــ وبعيدا عن "شكرا" (الرجاء إعراب "شكرا" هنا) ـــ أن أنبه إلى أن الحكاية في الجمل التي تكلمت عنها سابقا تكثر بعد القول؛ قال تعالى: "قال: إني عبد الله"، فجملة "إني عبد الله" جملة محكية في محل نصب لفعل القول،
وتكثر بعد التمثيل كما في قول ابن مالك:
فارفعْ بضمٍّ، وانصبنْ فتحًا، وجرّْ ......... كسرًا، كـ "ذكرُ الله عبدَه يَسرّْ"
بالضم في كلمة "ذكرٌ" والمحكيُّ هنا هو الجملة كلها، وهي في محل جر بالكاف، ومن المفردات المحكية قول الحريري في الملحة:
وارفع بواو خمسة:"أخوكا ....... أبوك، فوك، ذو مال، حموكا"
لماذا لم يقل:
وارفع بواو خمسة: أخاكا ........ أباك، فاك، ذا مال، حماكا
فلا الوزن ولا القافية يمنعانه من ذلك!!!
المقصود هنا هو الألفاظ دون المعاني، ولذلك جاءت على الحالة الأصلية قبل الإعراب، وهي الرفع (لأسبقيته وشرفه كما يعلل بعض مناطقة النحو).
وهناك أمثلة كثيرة، والبحث حول هذا الموضوع طويل، له ذيول، ولولا انشغالي لكنت أتيت بالمزيد، ولكني أظن أن في هذا غنية وكفافا.
وسلمتم للمنتدى.
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[15 - 01 - 2007, 01:30 م]ـ
أخي الحامدي: أنقل إليك قول د. أ عاصم بيطار، وهو من أشهر أساتذة النحو في جامعة دمشق، وممن يشار إليهم بالبنان في احتصاصه ..
والنقل إلى الإسمية: (طبعا على الحكاية، وهو ما ذكرته في ردي الأول)
إما من الفعل وحده فيصبح ممنوعاً من الصرف للعلمية ووزن الفعل، ونقول: قرأت أخبار يزيد. (مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة منع من ظهورها حركة الحكاية)
وإما من الفعل والفاعل أي من الجملة، فيحكى كما كان ويعرب كما قدمنا.
فلماذا نثقل كاهل اللغة العربية بهذه التأويلات التي لا تسمن ولا تغني من جوع، ولفك العُجمة أورد لكم بعض الأمثلة، نقول:
(للاعتذار): عفوا - عذرا
(للاعتذار): صبرا - مهلا
(للشكر): شكرا ..
ولو طلبت من أي أحد أن يعرب عفوا - عذرا - مهلا - .. لقال مفعول مطلق منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة ..
فلماذا نستثني (شكرا) ونجعلها شذوذا عن الأصل ..
الفتحتان: ظاهرتان للعيان، وليس لنا أن نخرج عن الأصل إلى تأويلات حتى القياس يرفضها، فكيف لو أعربناها على السماع ..
وإنما حملت بعض الجمل على الحكاية، لفك الالتباس الذي قد يحصل بين ما كان حقه الفعلية، ثم نُقل- على الحكاية- إلى باب الاسمية فلم تظهر حركته، لذلك كان الحريُّ بهم أن يجعلوا الجملة الفعلية، أو الفعل (اسما)، ويعربوه بحركة مقدرة على الحكاية ..
وختاما .. أرجو أن يكون هذا النقاش مثمرا، لا أن يتحول إلى جدال.
والله الموفق ..
¥