ـ[ابن النحوية]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 08:12 ص]ـ
شكرًا لك أخي العزيز الحامدي لاستجابتك، لقد أبنت عن فهم عميق للقواعد النحوية، ودراية تامة بمسالكها وأسرارها مع أدب جم وعقل وحلم.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 12:52 م]ـ
ألف شكراٌ
ثم مليارا
وألفا
السلام عليكم ورحمة الله وبعد
فسأحاول أن أقرب وجهات النظر فعند كل واحد بعض الحق ..
أمامنا نص عطف فيه بالنصب على ألف، يعني أن (ألف) منصوبة، وهي مضافة إلى لفظة (شكرا) وليس إلى المصدر، فالنصب ليس على المصدرية، وإنما الألف منصوبة على المفعولية، أي: أقدم لكم ألف لفظة كل واحدة منها (شكرا)، ولا يعني أن الشاعر يشكر ألف مرة، ولكن أيعقل أن يكون مراد الشاعر أن يقدم اللفظ المحكي لمن أحسن ويريد الشاعر أن يشكره، إن الشكر لا يكون إلا بفعل الشكر، أما حكاية لفظ الشكر فليس بشكر كما أن حكاية لفظ الكفر ليس بكفر، فإذا كان مراد الشاعر أن يشكر صاحبه ألف مرة فعليه أن يقول: ألف شكر، بالجر، وإذا كان يريد أن يقدم له ألف لفظة كل لفظة منها (شكرا) قال كما ورد: ألف شكرا، أي: خذ ألف لفظة، وهذا معنى مستبعد.
ثم ينبغي أن يعلم أن مجال الحكاية معروف في الأسماء وفي الاستفهام وفي مجال نقل الأقوال والآراء، فلا يجوز أن أقول: أعطيتك ألف درهما، لمن قال لك: أعطيتك درهما، وأنت تقصد أنك أعطيته فعلا هذه الدراهم، فإن قولك أعطيتك ألف درهما بالنصب، أي: أعطيتك ألف لفظة كل واحدة منها (درهما) ولا يعني أنك أعطيت الدراهم الحقيقية.
أرجو أن تكون الصورة قد اتضحت للطرفين.
مع التحية الطيبة.
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 12:59 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الأغر ...
ـ[الحامدي]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 04:01 م]ـ
أخي الأغر سلمك الله.
شكرا لك على تقريب وجهات النظر، وعلى نظرتك التحليلية في المسألة.
لكن قياس "شكرا" في مثال السائل على "درهما" في مثالك قياس مع وجود الفارق!.
ولو تأملت معنى كلامي في المشاركات السابقة وتدبرته بعمق لفهمت قصدي.
وحكاية لفظة "شكرا" لا تعني تجريدها من معنى الشكر قبل انتقال استعمالها إلى الحكاية، لأنه ــ وإن كان المقصود في العبارة لفظها ــ إلا أن معناها قبل السياق كامن فيها.
ثم ما المانع أن يكون مقصود القائل اللفظ فقط؟ أليس اللفظ كان قبل الانتقال إلى السياق الجديد دالا على الشكر، إذ أن اللفظ يوحي بالمدلول حتى لو قصدنا حكايته.
فتأمله!!
شكرا لك أخي الكريم.
ـ[خالد مغربي]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 05:09 م]ـ
أهلا بك حكما رائعا
فألف شكر يا دكتور
تحياتي
ـ[ضاد]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 05:54 م]ـ
أخي الأغر سلمك الله.
شكرا لك على تقريب وجهات النظر، وعلى نظرتك التحليلية في المسألة.
لكن قياس "شكرا" في مثال السائل على "درهما" في مثالك قياس مع وجود الفارق!.
ولو تأملت معنى كلامي في المشاركات السابقة وتدبرته بعمق لفهمت قصدي.
وحكاية لفظة "شكرا" لا تعني تجريدها من معنى الشكر قبل انتقال استعمالها إلى الحكاية، لأنه ــ وإن كان المقصود في العبارة لفظها ــ إلا أن معناها قبل السياق كامن فيها.
ثم ما المانع أن يكون مقصود القائل اللفظ فقط؟ أليس اللفظ كان قبل الانتقال إلى السياق الجديد دالا على الشكر، إذ أن اللفظ يوحي بالمدلول حتى لو قصدنا حكايته.
فتأمله!!
شكرا لك أخي الكريم.
أراهم اجتمعوا علينا أخي الحامدي: D
أنظر وتنظر بنظرة الشاعر وينظرون بنظرة النحوي, فبورك نظرانا وأنظارهم.
نحن نختلف ولكننا لا نتباغض.
نحبكم في الله طراّ.
الشاعر أراد بحكاية اللفظة أن يقول أنه يمنحهم لفظة الشكر, لا معناها؛ أي "إذا أردتم الشكر, فخذوا ألف "شكرا" أو مليونا أو مليارا", بقدر ما تطلبوا من لفظ الشكر أعطكم, ولكنها خالية من معناها. هذا هو المعنى الشعري للحكاية هنا.
والذي فهمته وأخي الحامدي.
بوركتم جميعا.
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 07:13 م]ـ
الأخ الحامدي
هل قولنا: ألف شكر بالجر مساو في المعنى لقولنا: ألف شكرا؟
وهل توافق الأخ ضاد؟
سأجيبكما بعد الجواب إن شاء الله.
مع التحية.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[16 - 01 - 2007, 10:35 م]ـ
إخواني الكرام
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستبعد تماما أن تكون كلمة (شكرا) هنا منصوبة بعامل محذوف؛ لأن العدد (ألف) يحتاج إلى تمييز ـ في المعنى ـ يكون مجرورا بالإضافة.
وعدم تنوين (ألف) يدل على أنها مضافة، والمضاف إليه إنما هو كلمة (شكرا) لأن تقدير مضاف إليه محذوف هنا لا يصح لعدم مسوغاته، والقول بأن شكرا فصلت المضاف عن المضاف إليه لا يصح أيضا لعدم مضاف إليه متأخر، ولأن العطف على (ألف) المضاف يدل على أنه استوفى معموله المضاف إليه.
مما سبق نستنتج أن (شكرا) مضاف إليه حتما، ولما كانت معمولا للمضاف فإنه لا يصح أن تكون معمولا لعامل آخر مقدر.
وعليه لا أستبعد أن يكون الشاعر أراد المبالغة في تكرار لفظة (شكرا) إلى أن تصل إلى ألف لفظة لأن الزيادة في تكرار لفظ (شكرا) زيادة في الشكر نفسه لاسيما أن الشكر من الأفعال التي تكون قولا باللسان على الحقيقة لا المجاز في كثير من الأحيان.
فلو أنه قال مثلا: (ألف ضرباً) لكان المعنى فاسدا لأن الضرب من الأفعال التي لا تكون على الحقيقة إلا بالجوارح، إضافة إلى أن المصدر (ضربا) ليس كلمة كثيرة الدوران منصوبة بالعامل المحذوف مثل (شكرا).
وبما أن (شكرا) كلمة شائعة الاستعمال هكذا وحدها (أي محذوفة العامل) والتلفظ بها يعني الشكر نفسه وجدنا الشاعر يجعلها مضافا إليه بلفظها كما ينطقها الشاكر وذلك للمبالغة في الشكر الذي هو عمل لفظي أصلا وزيادة عدد الألفاظ المستعملة فيه تعد زيادة في العمل اللفظي أي الشكر، وقد جرها بالكسرة المقدرة باعتبارها لفظا محكيا أفاد مع العدد الذي أضيف إليه المبالغة في الشكر الذي هو فعل لفظي بزيادة عدد اللفظ المستعمل في الشكر وهو كلمة شكراً، وكأنما يقول له: لا أقول لك شكرا مرة واحدة، وإنما أقول لك ألف شكرا، أي ألف مرة.
هذا ما أراه والله أعلم.
¥