فإني لآتيكم بشكري ما مضى = من العرف واستيجاب ما كان في غد
بمعنى: يكون في غد.
4 - بمعنى وقع
كان الأمر. أي: وقع
5 - بمعنى خلق
أنا أعرفه مذ كان زيد. أي: مذ خلق
جواز حذف كان
ومن خصائص كان جواز حذفها. ولها في ذلك حالتان:
أـ تحذف وحدها ويبقى الاسم والخبر ويعوض عنها (ما).
ب ـ تحذف مع اسمها ويبقى الخبر ولا يعوض عنها شيء. (227)
شروط حذف (كان) وجوباً دون اسمها وخبرها.
ويسمى وجوب حذف (كان) بعد (أما) فيَجِبُ حَذْفُ كانَ وَحْدَهَا بَعْدَ أمَّا.
يشترط لحذف (كان) وجوباً خمسة أَمور:
أـ أن تقع صلةً لأَنْ. أي: بعد أن المصدرية في كل موضع أريد في تعليل فعل بفعل
ب ـ أن يدخل على أنْ حرفُ التعليلِ.
ج ـ أن تتقدم العلة على المعلول.
د ـ أن يُحذف الجار.
هـ ـ أن يؤتى بما.
مثال: أمَّا أنْتَ ذَا نَفَرٍ.
ولم يسمع من لسان العرب حذف كان وتعويض (ما) عنها وإبقاء اسمها وخبرها إلا إذا كان اسمها ضمير مخاطب، ولم يسمع مع ضمير المتكلم، نحو: أما أنا منطلقا انطلقت. والأصل: أن كنت منطلقا، ولا مع الظاهر، نحو: أما زيد ذاهبا انطلقت. والقياس جوازهما كما جاز مع المخاطب، والأصل: أن كان زيد ذاهبا انطلقت، وقد مثل سيبويه في كتابه بـ: أما زيد ذاهبا. (228)
شرح المثال: أَمَّا أَنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ. (229)
انْطْلَقْتُ لأن كنتُ منطلقاً، أَي: انطلقت لأجل انطلاقك، أصله انطلقت لأن كنت منطلقا فقدمت اللام وما بعدها على الفعل للاهتمام به أو لقصد الاختصاص فصار لأن كنت منطلقا انطلقت ثم حذف الجار اختصارا، ثم دَخَلَ هذَا الكلام تغييرٌ من وُجُوهٍ:
أَحدها ـ تقديمُ العلة (وهي: لأَن كنت منطلقاً) على المعلول (وهي: انطلقت) وفائدة ذلك: الدلالةُ على الاختصاص.
الثاني ـ حذفُ لام العلة، وفائدة ذلك الاختصار.
الثالث ـ حذفُ كان، وفائدته أَيضاً الاختصار.
الرابع ـ انفصال الضمير، وذلك لازمٌ عن حذف كان.
الخامس ـ وجوبُ زيادة ما، وذلك لإِرادة التعويض.
السادس ـ إِدغام النون في الميم، وذلك لتقارب الحرفين مع سكون الأول، وكونهما في كلمتين.
ثم حذفت كان اختصارا أيضا فانفصل الضمير، فصار: أن أنت ثم زيد ما عوضا، فصارت: أن ما أنت، ثم أدغمت النون في الميم فصار: أما أنت. (230)
يقول ابن مالك:
وبعد أن تعويض ما عنها ارتكب = كمثل أما أنت برا فاقترب
ذكر ابن مالك في هذا البيت أن: كان تحذف بعد أن المصدرية ويعوض عنها ما ويبقى اسمها وخبرها نحو أما أنت برا فاقترب والأصل أن كنت برا فاقترب فحذفت كان فانفصل الضمير المتصل بها وهو التاء فصار أن أنت برا ثم أتى بما عوضا عن كان فصار: أن ما أنت برا، ثم أدغمت النون في الميم فصار: أما أنت برا. (231)
ومن شواهد هذه المسألة قولُ العباس بن مرداس:
(أَبَا خُرَاشَةَ أَمَّا أَنْتَ ذَا نَفَرٍ= فَإِنَّ قَوْمِيَ لَمْ تَأكُلُهُمُ الضَّبُعُ)
فأن مصدرية وما زائدة عوضا عن كان وأنت اسم كان المحذوفة وذا نفر خبرها ولا يجوز الجمع بين العوض والمعوض. (232)
أَبا منادى بتقدير يا أَبا وخُرَاشَةَ بضم الخاء المعجمة وأَما أَنت ذا نفر أَصله لأَن كنت ذا نفر فعمل فيه ما ذكرناه والذي يتعلق به اللام محذوف أَي لأن كنت ذا نفر افْتَخَرْتَ عَلَيَّ والمراد بالضَّبُع السَّنَةُ المُجْدِبة.
شروط حذف كان مع اسمها وابقاء خبرها.
ويسمى جواز حذف (كان) و (اسمها) بعد (إن) و (لو) الشرطيتين:
يَجُوزُ حَذْفُ (كان) مَعَ (اسْمِهَا) بَعْدَ أنْ وَلَوِ الشَّرْطِيَّتَيْنِ.
يجوز حذف كان مع اسمها مع إبقاء خبرها، وهذا جائز فقط ولكنه ليس بواجب، وشَرْوطُهُ
1ـ أَن يتقدمها أنْ الشرطية.
وهو من أنواع جواز حذف كان مع معموليها
أن تُحْذَفَ مع مَعْمُولَيْهَا وذلك بعد (انْ) في قولهم (افْعَلْ هذَا إمَّا لاَ) أي: إن كنت لا تفعل غيره فما عِوَضٌ ولا النافيةٌ للخبرِ
مثل: النَّاسُ مَجْزِيُّونَ بِأَعْمَالِهِمْ إِنْ خَيْراً فَخَيْرٌ وَإِنّ شَرّاً فَشَرٌّ.
تقديره: انْ كان عملُهم خيراً فجزاؤهم خير وان كان عملُهم شراً فجزاؤهم شر، وهذا أَرجح الأوجه في مثل هذا التركيب وفيه وُجُوهٌ أُخر. (233)
¥