تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونشكر الأستاذين الكريمين أبا محمد الأغر وأبا عبدالكريم علي على جميل طرحهما , وحسن حديثهما , وجمال نقاشهما. فجزاكما الله عنا خيرًَا

وبارك لكما في علمكما

وجزى الله الجميع خيرًا

ـ[علي المعشي]ــــــــ[20 - 01 - 2007, 11:40 م]ـ

أهلا أستاذي د. الأغر

شكر الله لك ونفع بك وجزاك خير الجزاء .. اللهم آمين.

ألا ترى أن جعل (إلا) بمعنى (غير) يمكن أن ينسحب على كل استثناء تام موجب، مثل: القوم رحلوا إلا زيدٌ (القومُ غيرُ زيدٍ رحلوا) وبذلك يصبح النصب جائزا لا واجبا!!

أخي الكريم لا يصح جعل (غير زيد) صفة للقوم، لأن القوم معرفة و (غير زيد نكرة)

أستاذي .. يعلم الله أني لمْ أردْ أن (غير) صفة لـ (القوم) وإنما أردت شيئا آخر أخفاه خطأ غير مقصود في الضبط إذ جعلت الضمة بدل الفتحة في (غيرَ) ولم أتنبه لذلك لولا ملحظك السديد.

أستاذي، إنما أردت أنه يمكن جعل (غير) مكان (إلا) في أي استثناء تام موجب لأن معناهما واحد في التام الموجب وأن تغير الحكم الإعرابي مقيد باللفظ لا المعنى، ولم أقصد أن تكون (غير) صفة بالضرورة.

ثم إن لي أربعة ملاحظ على تخريج (إلا الفرقدان) أود ذكرها، ولكن قبل ذلك أريد أن تعلم يقينا ـ أستاذي الجليل ـ أن ما سأذكره لا يمس قولك لا من قريب ولا من بعيد لأني أعلم جيدا أن هذا القول هو من أقوال أئمة النحو السابقين، وإنما هي تساؤلات ربما يتجلى من خلالها شيء مِن تكلف مَن خرج البيت على هذا النحو عليه رحمة الله ..

الملاحظ هي:

1ـ إن كانت (إلا) بمعنى غير فهل ترى منطقية القول بأن رفع (الفرقدان) جاء لأن (إلا) لا تقبل الرفع فانتقل إلى ما بعدها؟ وهل يصح أن يأخذ المضاف إليه حكم المضاف مع بقاء المضاف؟

2ـ هل يوجد في التام الموجب حالة يختل المعنى فيها إذا جعلنا (غير) مكان (إلا) أو أنها ليست بمعنى (غير)؟ أليس اللفظان من حيث المعنى لا فرق بينهما في التام الموجب، وإنما العبرة باللفظ فإن كانت (إلا) نصب ما بعدها، وإن كانت (غير) نصبت وجر ما بعدها؟ وعليه هل ترى جديدا في قوله إن إلا بمعنى غير؟

3ـ ما دام معناهما واحدا في كل تام موجب، واللفظ لفظ (إلا) أليس الأولى أن تحتفظ بحكمها؟ إلا أن يكون المراد أن (إلا) أصبحت اسما وهنا يكون حق ما بعدها الجر بالإضافة لا الرفع، ولا مبرر لنقل حكمها إلى المضاف إليه بحجة أنها لا تقبل الإعراب لأن جميع المبنيات كذلك.

4ـ إذا كان المضاف كلمة (كل) فالأفصح أن تكون الصفة للمضاف إليه فتكون مجرورة، أما إتباع الصفة في الإعراب للمضاف (كل) فهذا ضعيف جدا وأنت به أعلم. وعليه لو سلمنا بأن (إلا) أخذت حكم (غير) وأن حكمها انتقل إلى (الفرقدان) فالأفصح أن يكون الحكم المنتقل هو الجر باعتبار الصفة للمضاف إليه (أخٍ).

وبهذا يزداد التخريج ضعفا إلى ما به من ضعف.

أستاذي .. إني أحبك في الله وأُجِلك كثيرا فلا يقعنّ في ذهنك أني أجادل أستاذي لمجرد الجدل، وما هذه التساؤلات إلا للفائدة والتأمل وتدقيق النظر، والموازنة بين هذا التخريج وغيره من حيث القوة والضعف.

وتقبل مني كل محبة واحترام.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[24 - 01 - 2007, 08:29 ص]ـ

أخي الكريم الأستاذ علي وفقه الله ..

تقول:

أستاذي، إنما أردت أنه يمكن جعل (غير) مكان (إلا) في أي استثناء تام موجب لأن معناهما واحد في التام الموجب وأن تغير الحكم الإعرابي مقيد باللفظ لا المعنى، ولم أقصد أن تكون (غير) صفة بالضرورة.

وأقول: الاستثناء بـ (غير) جائز في التام الموجب بدلا من (إلا) وله حكم الاسم الواقع بعد إلا وهو وجوب النصب والعامل فيه تمام الكلام قبل إلا، تماما كما عمل الكلام التام في الحال في قولنا جاء زيد راكبا، فليس للمستثنى في الكلام التام الموجب إلا النصب، وإنما جاز الإبدال في التام المنفي في نحو: ما جاء القوم إلا زيد، لأنه يجوز أن تسقط القوم وتقول: ما جاء إلا زيد، فـ (إلا زيد) بمجموعهما بدل وليس زيد وحده البدل، وقد ظهرت علامة الإعراب على زيد، فمعنى البدلية يشمل إلا مع ما بعدها وعلامة الإعراب لا تظهر إلا على ما بعد إلا، كالجار مع المجرور، محلهما في الغالب النصب على المفعولية وعلامة الإعراب لا تظهر إلا على الاسم المجرور.

وإنما وجب النصب في الاستثناء التام الموجب لأنه لا يمكن إبدال (إلا) وما بعدها من المستثنى منه، ففي قولنا: جاء القوم إلا زيدا، لا يصح أن أقول: جاء إلا زيد، فلا يصح الإتباع، وهذا هو الذي نقله أئمة اللغة عن العرب، فما جاء عنهم مما ظاهره أن الاستثناء تام موجب وأتبع ما بعد إلا ما قبلها وكان له وجه من التأويل أول، كقراءة: فشربوا منه إلا قليل منهم، وما لم يحتمل التأويل فإما أن تكون (إلا) خارجة عن الاستثناء للوصفية المحضة كقوله تعالى: لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا، (والوصف هنا إلا مع ما بعدها وليس ما بعدها) وإما أن تكون إلا قابلة أن تكون مع ما بعدها وصفا أو مستثنى، فمن النحاة من يجعلها مع ما بعدها وصفا ولا يحكم على ما جاء بالشذوذ كالبيت الشاهد (وكل أخ ... )

ومنهم من يحكم عليه بالشذوذ لصلاحية إلا للاستثناء، وأنا أفضل جعلها مع ما بعدها وصفا.

وسأناقش الملاحظ التي ذكرتها ونسبتها إلى نفسك مع أن بعض النحاة ذكروا بعضها، ولا يكن في صدرك شيء من ملحظي هذا فإنما أردت تنبيهك لمنهج البحث العلمي لا غير .... سأناقشها فيما بعد إن شاء الله.

أحبك الله الذي أحببتني فيه وأحيي فيك حب البحث وعدم التسليم بكل ما يقال وهو ما أوصي به طلابي وطالباتي فبدون هذا الأمر لا يحدث التقدم في العلوم.

مع التحية الطيبة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير