تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولكن لا بأس، سأحاول على الضبطين مقتصرا على ما يخالف إعراب أخينا أبي تمام، وإن كان المعنى العام للمقطوعة مازال لدي فيه بعض الغموض.

أيدي النعام، بفتح النون (على أنه جمع للطائر المعروف كما تفضلت)

أيدي: إما مفعول به لفعل محذوف على الذم (استعارة تصريحية حيث شبه الرماح بأيدي النعام حاذفا المشبه ومصرحا بالمشبه به وهو أيدي النعام)، وإما هي صفة لـ (أرماح) مؤولة بالمشتق أي طويلة، فكأنه أخذ من أيدي النعام صفة الطول، ومن النعامة الجبن، والمعنى أن هذه الأرماح طويلة لكنها لا تخيفه.

النعام: مضاف إليه مجرور.

أيدي النعام: بكسر النون بمعنى إكرام، تقول العرب (نِعام عينٍ) أي فعلت ذلك إكراما لعينك أو لك، وبإضافة أيدي التي تتضمن معنى العطاء يكون المعنى العام لـ (أيدي النعام) هو (العطايا) وعليه يكون الإعراب:

أيدي: مفعول به أول مؤخر للفعل (يعطي) و (ثمنا) مفعول به ثان مقدم. والمعنى، لم يسلبوها ولم يجلبوها بالعطايا، فنفى عنهم الشجاعة والكرم، والثراء.

النعام: مضاف إليه.

عمرو (لأن المقطوعة كلها ثلاثة أبيات فقط لم يتضح لي هل عمرو مشكو إليه أو مهجو) فإن كان مشكوا إليه فالأصح ضبطك أخي الحامدي وأرى أنه مبني على الضم في محل نصب على النداء، و (ابن) نعت مرفوع أو منصوب بالتبعية للفظ أو المحل.

وإن كان مهجوا فالرفع على البدلية من ضمير الرفع كما قال أخي أبو تمام، والنصب على البدلية من ضمير النصب كما قال أيضا.

فا: مفعول به لاسم الفاعل (الساقي) منصوب وعلامته الألف، وهو مضاف.

زباء: على أنها فرس، مضاف إليه مجرور وعلامة جره الفتحة.

قاربة: صفة لـ (زباء) مجرورة بالتبعية، وعلامة جرها الكسرة الظاهرة، والقاربة طالبة الماء ليلا لتشرب من الغد.

ماء الكلاب: ماء مفعول به لاسم الفاعل (قاربة) منصوب، وهو مضاف، والكُلاب مضاف إليه مجرور، والكلاب مورد ماء.

عليه الطنء: المفردات كما قال أبو تمام، والجملة في محل نصب حال لـ (ماء الكلاب). والطنء هنا بقية الماء.

عليها الطنء: المفردات كالسابق، والجملة في محل جر نعت ثان لـ (زباء)

معناق: المعناق الفرس طويلة العنق، نعت ثالث لـ (زباء) مجرور وعلامة جره الكسرة. والطنء هنا ضمور البطن، أي باد عليها الضمور لظمئها.

والمعنى (لا أسقاهم الساقي فمَ فرس طويلة العنق طالبة الماء من الليل ضامرة البطن)

هذا اجتهادي ولك شكري وتقديري لهذا الاختيار الجميل.

ـ[الحامدي]ــــــــ[22 - 01 - 2007, 03:02 ص]ـ

أخي علي المعشي صبحك الله بالخير ومساك.

محاولتك الأولى في إعراب "أيدي" صحيحة.

أما الأخريان فهما رأي اجتهادي منك أحترمه.

وإن كنت أقول إن المعنى الذي بنيت عليه إعرابك الأخير لهذه العبارة ليس هو المقصودَ حسب علمي المتواضع، بل المقصود ما فهمتَه أولا، لكن الاستعارة للمهجوين، وليست للرماح، يريد وصفهم بالجبن والفرار عند الزحف كأنهم لجبنهم وسرعة فرارهم كالنعام، وعبر بأيدي النعام لسرعته.

فإعراب "أيدي" هو كما تفضلتَ منصوب على الذم.

أما "عمرٌو" فهو المهجوُّ، وتلقيتُ ضبطه هكذا من ثقات مبرزين في هذا الفن.

وإعراب "عمرٌو" كما أعلم: بدل بعض من كل من الواو في "أوعدوني" في البيت الأول، كما ذكرتما معا. لكن لا أظن أن هناك ما يمنع من نصبها على الاختصاص أو البدلية من الهاء في "أسقيناهم" لأن المعنى يقبله.

أما إعراب "فا" المضافة إلى "زباء" فيبدو أنه أشكل على الأخوين، وإن كانت محاولاتهما جيدة.

الزباء هي الناقة الكثيرة شعر الوجه والعثنون، وعبر بفي الزباء قصدَ ذم عمرو بكثرة الشعر في وجهه وطوله، فشبه وجهَه بفي الزباء. فـ "فا": منصوب على الذم، وعلامة نصبه الألف نيابة عن الفتحة لأنه من الأسماء الخمسة، فهي كـ "أيدي" في إعرابها.

وباقي الإعراب تعرفونه.

لك شكري أخي المعشي على مشاركتك الثرية وتفاعلك المعطاء.

ـ[أبو تمام]ــــــــ[23 - 01 - 2007, 12:38 ص]ـ

السلام عليكم

تحية لكما أخي الحامدي، وأخي عليّ عا ما تفضلتم به.

أخي الحامدي لولا نصبت لي (أيديَ) بالفتح وأرحتني منها:) ظننتها مرفوعة أو مجرورة بما أنك ضبطت الباقي وتركتها.

أما (زبّاء) فحسبتها علما، لذا استبعدت الصفات النكرات التي بعدها أن تكون لها.

أما وإنها ناقة فإعرابي انقلب رأسا على عقب.

ومن وجة نظري أن عنترة أساء لعمرو بن أسود، فليت شعري كيف كان وجه من وُصف بهذه الأوصاف القبيحة:)

هلّا بسطت لنا القول في معنى وإعراب البيت الأخير، وخصوصا في معنى الوصفين.

ولكما التحية

ـ[الحامدي]ــــــــ[23 - 01 - 2007, 03:03 ص]ـ

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أخي أبا تمام، بعد التحية.

من حق "أيدي " كما قلت أن تظهر الفتحة على يائها، ولكن تسكين الياء هنا ضرورة، وهي تجوز في الشعر على كثرة.

الأبيات يهجو بها عنترةُ عمْرَ بنَ أسود، فهو المقصود بجميع صفات الذم فيها.

هل تقصد بالوصفين في البيت الأخير: "قاربة" و "معناق"؟؟

التقريب والإعناق: ضربان من السير، ولكن أشكل علي استعماله لاسم الفاعل (قاربة) من الثلاثي، وإنما هو التقريب، فالقياس أن يقول (مقربة).

فلعل أحد الإخوة يبحث في ذلك بما يشفي الفؤاد وينقع الغلة.

أظنك الآن فهمت المعنى، وما عدت تحتاج إلىَّ لإعراب البيت الأخير!!.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير