تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

قلتَ ما وددتُ قوله، فكفيتني سلمك الله

وأما " مغربيا " و " رائدا " ففي النفس منها شيء!!!

ـ[الحامدي]ــــــــ[04 - 02 - 2007, 11:03 م]ـ

أخي بيانًا، (وسأشرح لك ذلك عما قريب).

مرحبا بك صديقا محبا ومحبوبا، وأرجو منك أنت وأخي المغربيَّ ورائدًا أن تتسع صدوركم للنقاش العلمي، فالود والاحترام باقيان بيننا، ويعلم الله كم أجلكم وأقدر علمكم.

وإلى الموضوع الآن:

أما بخصوص المواضع التي ذكرتُ؛ فهي عن حذف الجار عموما، سواء مع تقديره وبقاء عمله، أو مع إسقاطه وإيصال الفعل مباشرة إلى ما بعده ناصبا له.

والثاني يدعى "النصب على نزع الخافض" (ولا أقول:"بنزع الخافض") فعامل النصب هو الفعل اللازم نفسه بعد الحذف والإيصال.

فالأمران متداخلان في موضوع واحد، وبينهما وشائج قوية، وتترك المزايلة للتفاصيل والمسائل الفرعية.

يقول ابن مالك عن الحذف والإيصال رحمه الله:

وَعَدِّ لازِمًا بِحَرْفِ جَرِّ ..... وإنْ حُذِفْ فَالنَّصْبُ للمُنْجَرِّ

نقلاً، وفي (أنَّ) و (أنْ) يَطَرِدُ ..... معَ أَمْنِ لَبْسٍ كـ:"عَجِبْتُ أنْ يَدُوا"

فالنصب على نزع الخافض ــ أستاذي الفاضل ـــ كما قرر كثير من النحاة وعلماء العربية موقوف على السماع، وهو مذهب الجمهور، وهو المفهوم من قول ابن مالك: "نَقلا": أي سماعًا.

ويطرد انقياسه قبل (أنَّ) و (أنْ) بشرط أمن اللبس، كما في قوله تعالى: "إذهمَّتْ طائفتان منكمْ أنْ تفشلا" [آل عمران:122]، أي: بأن تفشلا. وقولِه تعالى: "شهدَ الله أنه لا إله إلا هوَ" [آل عمران:118]، أي: بأنه.

أما ما ورد من غير ذلك مسموعًا نحوُ: "تمرون الديارَ" و "توجهتُ مكة"، و"ذهبتُ الشامَ"، فهو قليل لا يقاس عليه.

أما الأمثلة التي تفضلتم بها: فالضمير الثاني في:"كالوهم" و"وزنوهم" يجوز فيه النصب على المفعولية ونزعِ الخافض معا، لأن الفعلين يأتيان لازمين ومتعديين؛ قال الألوسي في تفسيره: ((و"كال" تستعمل مع المكيل باللام وبدونه، فقد جاء في اللغة على ما قيل: كال له وكاله بمعنى كال له، وجعل غيرُ واحد كاله من باب الحذف والإيصال على أن الأصل: كال له، فحذف الجار وأوصل الفعل)).

وانظرالفعلين في المعاجم تجد مصداق كلامي.

أما "اهدنا" فالفعل يتعدى بغيره وبنفسه كما في كتب اللغة والمعاجم، فالأولى جعل الضمير (نا) منصوبا على المفعولية المباشرة.

أخي الحامدي .. بدا لي أن ما ذكره الأستاذ مغربي هو حذف حرف الجر من باب الاتساع في الاستعمال اللغوي وعدم التضييق فيه، وهذا أمر واضح ولا يحتاج إلى هذا النقاش ..

بل يحتاج إلى النقاش! فهل حذف الجار متاح للجميع دون ضابط من قاعدة أو سماع؟؟؟، لو كان الأمر كذلك لضاعت قواعد العربية بحجج كهذه.

أخي الكريم، نحن في هذا الموضوع لا نحتكم إلى رغباتنا وميولنا بل نحتكم إلى قواعد العربية وقوانينها؛ وقد بسطت لك في هذا الموضوع ما فيه الغنية والكفاف منها.

وإذا سمحتَ لي أن أسألك أخي الفاضل كما سألتَ أخي مغربي: لماذا نصبتَ المنادى (مغربياً) و (رائداً)؟ هل يمكن نصب العلم المنادى؟ ولك الشكر والتحية الخالصة ..

أخي بيانًا، وفقك الله ورعاك.

لو أعدت النظر إلى الجملة موضع الاستدراك، لوجدت أنني قلت: "أخي مغربيا" و"أخي رائدا"، عد إليها أولا، ثم تأمل مقصدي.

ألم تكتشفْ ــ أخي وأستاذي الفاضل ــ بعد التأمل أن المنادى في العبارتين هو "أخي" وهو منادى مضاف منصوب، وعلامة نصبه الفتحة المقدرة لاشتغال المحل بكسرة المناسبة لأنه مضاف إلى ياء المتكلم.

أما "مغربيا" و"رائدا" فهما عطفا بيان (وليسا مناديَيْن)، وحكمهما وجوب النصب؛ لأن التابع للمنادى المنصوب يجب نصبه مراعاة للفظ المتبوع، إلا في عطف النسق والبدل فيجوز فيهما الرفع على قلة.

وانظر ذلك في مبحث "أحكام تابع المنادى" في كتب النحو.

مع تحياتي الصادقة وشكري الجزيل.

ـ[أحمد الفقيه]ــــــــ[05 - 02 - 2007, 07:05 م]ـ

صدق أخي أبو حامد الشنقيطي لولا أنه خرج عن الموضوع المطروح المعنون له وتتبع هفوات أستاذنا المغربي حفظه الله!!!

وإتماما للفائدة فقد ذكر صاحب كتاب التبيان في تعيين عطف البدل شهاب الدين الأصبحي العنابي ت776هـ ذكر اثني عشر موضعا يتعين فيها عطف البيان ويمتنع البدل-لأن البدل على نية تكرار العامل وهنا لايصح تكراره -وهي:

1 - أن يكون التابع علما مفردا معرفة معربا، والمتبوع منادى.

نحو: (يا أخانا زبدا) و (يا غلام زيدٌ أو زيدا)

2 - أن يكون التابع فيه (أل)، والمتبوع منادى.

نحو: (يا أخانا الحارث)

3 - أن يكون التابع خاليا من (أل)، والمتبوع مقترنا بها مجرورا بإضافة صفة مقترنة بها كقول الشاعر:

أنا ابن التارك البكري بشرٍ * عليه الطير ترقبه وقوعا

فبشر عطف بيان على البكري ولا يجوز جعله بدلا لأن البدل على نية إحلال الثاني محل الأول أو على نية تكرار العامل فلا يجوز (أنا ابن التارك بشر) لأن الصفة المقترنة بـ (أل) لا يجوز أن تضاف إلى الخالي منها على مذهب البصريين ...

4 - أن يكون التابع مشتملا هلى ضمير يربط جملة المبتدأ بالخبر، أو جملة الصلة بالموصول، أو جملة النعت بالمنعوت،

وذلك نحو: هند ضربتُ الرجلَ أخاها، وأجاد الذي تكلم عليٌ خالُه، وأجاد رجل تكلم عليٌ خالُه ...

5 - أن يكون التابع تفصيلا لمجرور اسم التفضيل

نحو: زيد أفضل الناس الرجال والنساء

6 - أن يكون التابع تفصيلا لمجرور (أي)

نحو: أي الرجلين: زيد وعمرو أفضلُ.

7 - أن يكون التابع تفصيلا لمجرور (كلا)

نحو: كلا أخويك: زيد وعمرو قال ذلك

8و9 - أن يتبع موصوف (أي) في النداء بمضاف أو بمنون

نحو: يا أيها الرجل غلامُ زيد) و (يا أيها الرجل زيدٌ)

10و11 - أن يتبع المنادى المضموم أو المضاف باسم الإشارة

نحو: (يا زيد هذا) و (يا غلامَ زيدٍ هذا) ..

12 - أن يتبع وصف اسم الإشارة في النداء بمنون

نحو: يا هذا الطويل ُ زيدٌ)

والله أعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير