المصيرا: منصوب لأنه معمول (شعري) والألف للإطلاق، أما (أين) فهي ـ وإن كانت من حيث المعنى ـ تصلح خبرا لـ (المصير) لو كان مرفوعا ولكن نصبه يدل على أنه معمول لعامل آخر ولم أجد ما يصلح للعمل فيه غير (شعري) وعليه يكون (أين) خبرا لمبتدأ محذوف والتقدير (ليت شعري المصيرَ أين هوَ؟)
سلمانَ إبنُ أخينا ليتَ مِقوَلَه ... وناقلِ القولِ بالأحجارِ محثوثُ
سلمانَ: مفعول به لفعل الأمر (إ) من وأى والفاعل ضمير مخاطب مستتر، وفعل الأمر هذا وصل بابن ـ وحذفت همزة الوصل من ابن ـ للإلغاز.
ابن أخينا: مبتدأ مضاف فمضاف إليه مضاف فمضاف إليه.
ليت مقوله: ناسخ فاسمه المضاف فمضاف إليه.
وناقل القول: الواو عاطفة والمعطوف محذوف منصوب، وهذا المحذوف مضاف (مقْوَلَ) وقد سوغَ لحذف المضاف هنا وبقاء المضاف إليه مجرورا كونُ المضاف المحذوف معطوفا على اسم مضاف يطابقه لفظا ومعنى وحرف العطف متصل بالمضاف إليه والتقدير (ليت مقوله ومقولَ ناقل القول) وقد اخترتُ هذا الوجه لأنه يوافق المعنى أحسن من العطف على هاء الغيبة في (مقوله).
بالأحجار محثوث: بالأحجار جار ومجرور متعلقان بـ (محثوث)، ومحثوث خبر ليت، وجملة الناسخ خبر (ابن) والتقدير العام:
عدْ سلمانَ، (ثم استأنف) ابنُ أخينا ليت مقولَه ومقولَ ناقلِ القولِ محثوثٌ بالأحجار.
لا تبادرْ برحلةٍ وانشراحٍ ... لستَ تدرِي متى تكونُ المماتَا
واحذرِ اللهُ إنه لك راعٍ ... وتأبدْ لكلِّ جمعٍ شتاتَا
لن أعرب البيتين كاملين، وإنما سأقتصر على ما أراه مشكلا:
متى تكون: متى هنا ظرف زمان غير شرطي مضاف إلى جملة تكون التامة، والظرف متعلق بالفعل (تبادر).
المماتا: مفعول به منصوب بالفعل (تدري) والألف للإطلاق.
الله: لفظ الجلالة مبتدأ، والجملة (إنه لك راع) خبره.
شتاتا: مفعول به منصوب بالفعل (احذر) ولكل جمع متعلق بشتات.
والله أعلم.
فيما يخص هذا البيت:
سلمانَ إبنُ أخينا ليتَ مِقوَلَه ... وناقلِ القولِ بالأحجارِ محثوثُ
لي استدراك:
سلمان = سلْ + مان: فعل ماض من المين وهو الكذب.
ابن أخينا: ابن أخينا: فاعل مضاف فمضاف إليه مضاف فمضاف إليه، وقد قطعت همزة ابن للضرورة الشعرية.
وعليه تكون جملة (ليت مقوله ... ) مستأنفة.
والتقدير: سلْ، كذَب ابنُ أخينا، ليت لسانه ولسان ناقل القول محثوث بالأحجار.
والله أعلم.
ـ[الحامدي]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 12:27 ص]ـ
أخي الغالي المعشي، أحسنت، ولكن بقي عليك شيء واحد:
ــ أن همزة الاستفهام مقدرة بعد فعل الأمر "سلْ". فالتقدير: ((سل أمانَ ابنُ أخينا ... )).
ـ[علي المعشي]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 12:53 ص]ـ
وبالاستفهام يكون الفعل (سل) معلقا إذ إن جملة الاستفهام سدت مسد مفعوليه .. أليس كذلك؟
بارك الله فيك أيها النبيل.
ـ[الحامدي]ــــــــ[06 - 03 - 2007, 02:13 ص]ـ
هو كذلك، أخي الفاضل، فلله درك!.
ـ[الحامدي]ــــــــ[10 - 03 - 2007, 12:15 ص]ـ
إليكم هذا اللغز:
أقولُ لِعبدَ اللهِ لَمَّا سِقاؤُنا .............. ونحنُ بوادِي عبدِ شمسٍ وهاشمِ
ـ[الحامدي]ــــــــ[11 - 03 - 2007, 04:26 م]ـ
لا أحد يُعمِلُ ذهنه في إعراب اللغز حتى الآن؟؟
أين عباقرة المعربين في الفصيح؟؟
ـ[علي المعشي]ــــــــ[12 - 03 - 2007, 10:46 م]ـ
إليكم هذا اللغز:
أقولُ لِعبدَ اللهِ لَمَّا سِقاؤُنا .............. ونحنُ بوادِي عبدِ شمسٍ وهاشمِ
لا أحد يُعمِلُ ذهنه في إعراب اللغز حتى الآن؟؟
أين عباقرة المعربين في الفصيح؟؟
السلام عليكم ورحمة الله
ويحك يا حامدي!! والله ما تأخرت إلا لأن هذا البيت مما قرأته وعرفت حله منذ زمن بعيد، لذلك لم أشأ تفويت الفرصة على من يرغب في المحاولة .. ولكني وجدت به هنا تغييرا لم ألحظه إلا الساعة، إذ إن الرواية المشهورة التي أوردها ابن هشام في (أحد كتبه) وذكرها كثيرون إنما هي بجر (عبد) وإضافته!! فهل الفتحة هنا مقصودة أو هي غير مقصودة؟
أنتظر ردك بشأن فتحة (عبد) فإن كانت مقصودة فسأحاول حينئذ في هذا الشق من اللغز، أما الشق الآخر الذي أعرفه من قبل فسأتركه لبقية إخواننا وأخواتنا مكتفيا بالتلميح الآتي:
إذا ولي (لما) اسم فإنه يعرب فاعلا لفعل محذوف يدل عليه فعل مذكور فيما بعده غالبا .. (ابحث عن هذا الفعل المفسر فيما بعد (سقاؤنا) تجده ملتصقا بفعل آخر لإيهامك أنهما اسم بعد حرف!!!!
تحياتي.
ـ[الحامدي]ــــــــ[13 - 03 - 2007, 04:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مرحبا بعودتك أخي الغالي المعشي.
إذ إن الرواية المشهورة التي أوردها ابن هشام في (أحد كتبه) وذكرها كثيرون إنما هي بجر (عبد) وإضافته!! فهل الفتحة هنا مقصودة أو هي غير مقصودة؟
بل هي مقصودة، وهي من تصرف الملغزين في البيت، وجعلهم ذلك من قبيل الضرورة الشعرية.
وأصلُ رواية البيت بجر "عبد" كما في المغني وغيره، وهو شاهد نحوي كما ذكرت.
مع الود.
¥