تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إلى أن يقول " ومن الألوان والعيوب والحلى على أفعل ".

وقد بسط الرضي – رحمه الله- في شرح شافية ابن الحاجب ذا القول قائلا:" وما كان من العيوب الظاهرة كالعور والعمى، ومن الحلى كالسواد، والبياض، والزبب، والرسح، والجرد، والهضم، والصلع - أن يكون على أفعل، ومؤنثه فعلاء، وجمعها فعل ".

وقد عمّم الصبّان - رحمه الله- في حاشيته كل ذلك على لفظة الحلى، يقول "ويعنى بالحلى الخلق الظاهرة كالزبب، والغمم فيعم الألوان والعيوب".

يقول الشيخ مصطفى الغلاييني- رحمه الله- في جامع الدروس العربية:" يأتي أفعل من فعِل اللازم قياسا مطردا، لما دلّ على لون، أو عيب ظاهر، أو حلية ظاهرة ... " جامع الدروس العربية 1/ 136 طبعة التوفيقية.

أما "فَعِل" التي تكون في الغالب للصفات الباطنة – على حد قولي- فتأمّل معي نص الشيخ سيبويه – رحمه الله-، يقول في باب باب ما جاء من الأدواء على مثال: وجع يوجع وجعاً وهو وجع، لتقارب المعاني:" وذلك: حبط يحبط حبطاً وهو حبطٌ ...

وقد يجيء الاسم فعيلا نحو: مرض يمرض مرضا فهو مريض ..

وقالوا: حزِن حزنًا. وهو حزين، جعلوه بمنزلة المرض لأنه داء ... " 4/ 131

إلى أن يقول:" وجاء ما كان من الذعر والخوف على هذا المثال، لأنه داء قد وصل إلى فؤاده كما وصل ما ذكرنا إلى بدنه، وذلك قولك: فزعت فزعاً وهو فزعٌ، وفرق يفرق فرقاً وهو فرقٌ، ووجل يوجل وجلاً وهو وجلٌ، ووجر وجراً وهو وجرٌ ... ".4/ 131 - 132

إلى أن يقول:" وجاؤوا بضد ما ذكرنا على بنائه. قالوا: أشِرَ يأشَرُ أشرا، وهو أَشِر، وبطر يبطر بطرا وهو بَطِر، وفرح يفرح فرحا، وهو فرِح ... " 4/ 132

ويقول أيضا:" وقد بنوا أشياء على (فعِلَ يفعلُ فَعَلًا، وهو فَعِل) لتقاربها من المعنى، وذلك ما تعذّر عليك ولم يسهل.

وذلك عسر يعسر عسرا وهو عسِر، وشكس يشكس شكسا وهو شَكس ....

فلما صارت هذه الأشياء مكروهة عندهم صارت بمنزلة الأوجاع، وصار بمنزلة ما رُموا به من الأدواء " 4/ 133 - 134.

فنستنتج من كلام الشيخ – رحمه الله-:

1 - يبنى على (فعِل) من الصفة المشبهة ما دل على الأدواء الباطنة وما شابهها من كالأحزان، ودليله قوله:"باب ما جاء من الأدواء على مثال وجع يوجع وجعاً " وقوله:" وقالوا: حزِن حزنًا. وهو حزين، جعلوه بمنزلة المرض لأنه داء".

2 - يبنى على (فعِل) من الصفة المشبهة ما دلّ على ذعر، وخوف، ودليله قوله:" وجاء ما كان من الذعر والخوف على هذا المثال، لأنه داء قد وصل إلى فؤاده "، وقد تقارب الذعر، والخوف ههنا مع الأدواء، والأمراض "لأنه داء وصل إلى فؤاده، كما وصل ما ذكرنا إلى بدنه".

فوجه الشبه أن كليهما داء الأول قد يصل إلى البدن وهو داخلي كـ " الوجع"، والثاني نفسي لا يصل إلى البدن كـ" الذعر".

3 - يبني على (فعِل) من الصفة المشبهة ما جاء ضد ما سبق من الأفراح وغيره، ودليله قوله " وجاؤوا بضد ما ذكرنا على بنائه. قالوا: أشِرَ يأشَرُ أشرا، وهو أَشِر، وبطر يبطر بطرا وهو بَطِر، وفرح يفرح فرحا، وهو فرِح ... "

4 - يبنى على (فعل) من الصفة المشبهة ما جاء مشابها للأدواء الباطنة، لثقله على النفس، وعجزها عنه، نحو: عسِر، و شكِس، ودليله قوله:" فلما صارت هذه الأشياء مكروهة عندهم صارت بمنزلة الأوجاع، وصار بمنزلة ما رُموا به من الأدواء".

قال الرضي – رحمه الله- في شرحه للشافية:" اعلم أن قياس نعت ما ماضيه على فَعِل - بالكسر - من الأدواء الباطنة كالوجع، واللوى، وما يناسب الأدواء من العيوب الباطنة كالنكد، والعسر والحز.

ونحو ذلك من الهيجانات، والخفة غير حراره الباطن، والامتلاء كالأرج والبطر، والأشر، والجذل، والفرح، والقلق، والسلس أن يكون على فَعِل".

ويقول الشيخ مصطفى الغلاييني – رحمه الله – قي كتابه جامع الدروس العربية:"يأتي فعل – بكسر العين- من فعل – بكسر العين- اللازم، الدال على الأدواء الباطنية، أو مايشابهها، أو مايضادها، ومؤنثه فعلة.

والأدواء إما جسمية: كوجع، ومغص ...

وإمّا خلقية: كضجر وشرس ...

ويشبه الأدواء ما دلّ على حزن، واغتمام: ككمد، وحزن ...

ويضادها ما دلّ على سرور: كجذل، وفرح ...

أو على زين من الصفات الباطنة: كفطن، وندس ... " جامع الدروس العربية 1/ 137 طبعة التوفيقية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير