تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

استغلال القوم ما تمر به مصر من أزمة اقتصادية خانقة، ليست هي السبب الرئيسي في هذه البلية، وإن كانت عاملا حفازا، كما يقول أهل الكيمياء، له أبلغ الأثر في إتمام هذا التفاعل القاتل. كتاب وسي دي بجنيه .............. إلخ، إنجيل وسي دي بجنيه .......... إلخ: عروض مغرية في أروقة المعرض لا تروج إلا في مجتمع يعاني أزمة اقتصادية، على طريقة: "أبو بلاش كتر منه"!!، وكأننا نقف أمام أحد الباعة المتجولين في سوق العتبة عندنا في القاهرة، وليس في معرض يفترض أنه يقدم لزواره خلاصة الفكر الإنساني، ولكنه عند التحقيق صار سوقا شعبيا يفد عليه الزوار للفسحة وأكل السندوتشات وتناول المرطبات، وربما كان فرصة لكل عاشق أن يقضي يوما مع صديقته بعيدا عن أعين الأهل والجيران!!!، وفي مثل هذا الجو، وفي ظل غياب الوعي الديني الذي نجني ثماره الآن، لما غيب العلم الشرعي الصحيح من حياتنا، بحجة محاربة التطرف، وفي ظل غياب العلماء الربانيين المكممين في مقابل علماء من طراز: "زوار الكنائس" في أعياد الميلاد لتقديم التهنئة على صلب ناسوت الإله فداء للنوع الإنساني، ومن ثم قيامه وصعوده إلى الملكوت بعد أن أدى مهمته بنجاح!!!!، وفي ظل أزمة الأخلاق والقيم التي نعيشها في مصر حتى صارت الرشوة الجنسية، إن صح التعبير، وسيلة فعالة للدعوة!!!، وأزمة العفة: أزمة متأصلة في النوع الإنساني في زماننا، فقد ضيقت دائرة الحلال الطيب، واتسعت دائرة الحرام الخبيث، وبثت الشهوات، في مثل هذا الظرف يسهل اصطياد أتباع جدد لدين المحبة بطعم: صديقة أو زميلة جامعية، خفيفة الظل، تنسج شباكها حول الضحية المسكين الذي لم يرب تربية شرعية صحيحة، فألقى به أبواه في أتون الحياة الجامعية بلا أي درع واق من دين أو علم أو أخلاق، باستثناء الأخلاق العرفية أخلاق: "عيب ما يصحش"، و: "ما تعملش كده لحسن أبو رجل مسلوخة يطلعلك"!!!، فيسهل على كل منها كسرها إذا غاب الرقيب الإنساني من أب أو أم أو جار ........... إلخ أو غاب أبو رجل مسلوخة إذ لا وجود له أصلا فهو من الفزاعات الشهيرة عندنا في مصر لزجر الأطفال، فلا اعتبار عندنا للرقيب الشرعي لأننا لم نترب على مراقبته في السر والعلن.

وإذا كنا نلومهم على غزوهم صفوف شبابنا بالمال والجنس ........ إلخ لاصطياد أتباع جدد يدخلون الملكوت من باب الرذيلة!!، أو فرصة عمل، أو شقة سكنية، كما وقع لمحمد، طالب كلية الخدمة الاجتماعية، أو تأشيرة هجرة إلى الفردوس الأمريكي أو الكندي أو الأوروبي، وقصص المتنصرين: "المساكين" بكل المقاييس، خير شاهد على ذلك، فهم يعانون أزمة إنسانية، مادية، تتعلق باحتياجاتهم الحيوانية!!!، يسهل على أتباع دين المحبة!!!، استغلالها، فلكل نقطة ضعفه، فكما يشترى الأتباع في أدغال إفريقية بكسرة خبز، وزجاجة دواء، يشترى الأتباع في شمال إفريقية باحتياجات حيوانية، أيضا، ولكنها أرقى نوعا ما!!!، وحال المسلمين في مصر والجزائر والمغرب تحديدا خير شاهد على ذلك، ففي الجزائر الحبيبة التي فشل الاستعمار الفرنسي في صرف أهلها عن دينهم بقوة السلاح القاهر تتحدث الإحصائيات الآن عن أن الشباب الجامعي الذي يفترض فيه أنه النخبة والعماد الذي يقوم عليه فسطاط الأمة الجزائرية المسلمة يشكل نسبة 60 % من المهاجرين غير الشرعيين من الجزائر إلى أوروبا في ظل أزمة اقتصادية كتلك التي عندنا فضلا عن أنشطة التنصير الواسعة في منطقة القبائل، وفي المغرب الحبيب قلعة الإسلام الغربية تتحدث الإحصائيات عن أن نصف النصارى من المغاربة مرتدون عن الإسلام!!!، الشاهد أننا إذا كنا نلوم المنصرين على استطالتهم علينا، فلنلم أنفسنا أولا، لقد ربينا أجيالنا على: الأكل والشرب والنوم والذهاب إلى المدرسة فالجامعة فالوظيفة فالنكاح فالإنجاب فالموت!!!!، وهكذا مضت أجيال ولا تزال إلى الجانب المظلم من التاريخ، فمع دنو الهمم بل وخستها، صار الدين مهمشا، فضعفت المناعة الإيمانية، فسهل على أي عدوى عقدية أو أخلاقية، من شبهة أو شهوة مهاجمة البناء الإنساني المتهالك لمعظمنا، فنحن ما بين: شبهة رضاع الكبير وزواج النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم من عائشة رضي الله عنها في سن التاسعة، وشهوة: بنطلون ضيق أو

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير