تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

سترة عارية في الحرم الجامعي، هكذا يسمونه، وهو الذي ترتكب فيه أقذع الفواحش!!!، فكيف لا يستغل أعداء الملة هذا الوضع الاجتماعي المزري، إن العجب ألا يستغلوه!!!.

إن الفقر داء، أي داء، أعاذ الله أمة الإسلام منه، فهو قرين الجهل في أي معادلة هدامة، ولكن الأدهى والأمر منه: ما نعانيه من أمية دينية تجعل المسلمين زبائن لأكشاك الدعوة!!!، على طريقة: "خد فكرة وتعال بكرة"، ولا أدري أهي دعوة إلى دين، أم دعوة إلى محل كباب وكفتة يقدم تخفيضات بمناسبة الافتتاح؟!!!.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل صار المتدين الذي يحرص على أداء الشعائر وطلب العلم الشرعي: درويشا لا يعي ما يجري حوله، فنحن في زمن: الإنترنت والموبايل ...... إلخ، وهو قد عكف على الكتب الصفراء التي تروج للتطرف وثقافة العنف وكراهية الآخر!!!!. فكيف ينصر الله، عز وجل، دينه، بأتباع كأمثالنا لا يرجون لدين الله، عز وجل، وقارا.

ومع كل تلك المحاولات المستميتة لإضلال شباب المسلمين، فهو هدف استراتيجي في حد ذاته، ولا أدري كيف يحترم أولئك أنفسهم وهمهم الوحيد نشر الإنحراف الأخلاقي في صفوف المخالف تمهيدا لدعوته إلى الدين الحق!!!، مع كل تلك المحاولات تشهد أرقام الكنيسة لا أرقامنا أن كفة الإسلام الذي تخاذل أتباعه عن نصرته والدعوة إليه، هي الراجحة، أيما رجحان، فالإسلام يغزو صفوفهم بقوته الذاتية، فهو أكمل الملل: علما وعملا، ففيه من العلوم ما يريح العقول المضطربة بين إله اليهود الذي بكى بعد خلق الإنسان ندما، وإله النصارى الذي عجز عن مغفرة خطيئة آدم، ففدى النوع الإنساني بناسوته، فتحررت البشرية من سجن إبليس الشبيه بالسجن الحربي عندنا في مصر!!!!، وفيه من الشعائر الغذاء النافع للقلوب الحائرة، ومشكلة القوم أنهم تصدوا لحرب الله، عز وجل، بسلاح التثليث: "الفشنك" كما يقال عندنا في مصر، وهو سلاح لا يقدر على التصدي لأفكار الملحدين والعلمانيين، بل هو خير معين لهم على هدم الأديان، والثورة الصناعية الحديثة خير شاهد على ذلك، فما تقدمت أوروبا ماديا إلا بعد أن نبذت أفكار الكنيسة الظلامية التسلطية على عقول البشر، فظنوا أن حل الإشكالية الإنسانية: العلمانية التي تعزل الدين عن منصب القيادة، فتابعهم على ذلك جهال المسلمين الذين سووا بين دين الإسلام الذي أنار العقول، بشهادة المخالف ومن شاء فليقرأ تاريخ العلوم الإسلامية التي تعد، عند التحقيق، أصل العلوم الإنسانية الحديثة فضلا عن رقي العلوم الإسلامية الإلهية التي لا توجد عند غير المسلمين، الذين سووا بين دين الإسلام وأفكار الكنيسة التي أخرت أوروبا عن التقدم المادي مئات السنين، والتسوية بينهما: تسوية بين مختلفات تأباها العقول الصريحات.

والمعركة الآن قد أخذت طابع الانتقام اليائس، فبعد فشلهم في حجب نور الحق عن صفوفهم المظلمة، صار الهم الأول الآن: إضلال أكبر عدد ممكن من شباب الموحدين، واصطيادهم بوسائل رخيصة تحاكي سيناريوهاتها في بعض الأحيان سيناريوهات أفلام البورنو!!!، حرقا لقلوب الموحدين على طريقة: "حنرق قلبكم على عيالكم كما حرقتم قلوبنا على عيالنا"!!!، ولو استعانوا بأطقم من فتيات الليل اللاتي استعان بهن محققو جوانتانامو في التحقيق مع إخواننا فك الله أسرهم إمعانا في إهانتهم، لو فعلوا ذلك في دعوة المسلمين إلى دينهم لكان بأصولهم الدعوية أليق!!!.

والمتابع للمشهد الأمني المصري يعلم تماما ما يعانيه الموحدون من ضغوط، فلا يستطيعون حتى مجرد الذب عن ملة الإسلام، إلا في حدود ضيقة، في مقابل انتفاش واضح للباطل المغرور بإمكانياته المادية، في ظل تخاذل مخز للقيادات السياسية والأمنية في مصر استجابة للضغوط الخارجية ظنا منها أن سياسة المسكنات الأمنية ناجعة في حل أي إشكال، فالمهم هو أن يكون المجتمع هادئا في الظاهر، لو كان مشتعلا في الباطن، فهي: وحدة وطنية تحت تهديد السلاح!!!!، و:

إذا ما الجرح رمّ على فساد ******* تبين فيه تفريط الطبيب.

فيراد للجرح أن يرم على فساد ويسكن حفاظا على أمن السلطان وإن ضيع أمن الأديان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير