كنت أود أن أجيب كل واحد منكم على حدة ولكنه والله سيف الوقت الذي تسلط عليّ و أعد أني لا أبرحكم حتى آتيكم مني بشهاب علم أو قبس.
وطن من ورد لا يبلى.
.
ـ[الحب خطر]ــــــــ[06 - 02 - 2009, 10:20 ص]ـ
عود على بدء.
فصاحة اللفظ ومطابقته للمعنى.
( .. فصاحة الكلام تكون بثلاثة أوجه:
الأول: مجانبة الغريب الوحشي حتى لايمجه سمع ولاينفر منه طبع.
والثاني: تنكُّبُ اللفظ المبتذل والعدول عن الكلام المسترذل حتى لا يستسقطه خاصيّ ولا ينبو عنه عاميّ كما قال الجاحظ في كتاب البيان والتبيين: اما أنا فلم أرى قوما أمثل طريقة في البلاغة من الكتاب وذلك أنهم قد التمسوا من الألفاظ مالم يكن متوعرا وحشيا ولا ساقطا.
الثالث: أن يكون من بين الألفاظ ومعانيها مناسبة ومطابقة أما المطابقة فهي أن تكون الألفاظ كالقوالب لمعانيها فلا تزيدعليها ولاتنقص عنها وأما المناسبة فهي أن يكون المعنى يليق ببعض الألفاظ إما لعرفٍ مستعمل أو لاتفاقٍ مستحسن حتى إذا ذكرت تلك المعاني بغير تلك الألفاظ كانت نافرة عنها وإن كانت أفصح واوضح لاعتياد ما سواها .. )
صباح طيب وبعد
اليوم هو معرض فلان بن فلان أتمنى أن تحضره مع مجموعة من مثقفي .. هذه الزيارة تحسب لصالحنا من أوجه عدة.
إذا أتينا للشرطيين الأول والثاني التي ذكرت عن فصاحة الكلام فإننا سنجد حتماً أنه ما من تثريبٍ إذ الرسالة تخلو من الغريب والوحشي والمبتذل .. الخ.
ونأتي إلى بيت القصيد وهو مطابقة اللفظ للمعنى.
الأمر هو طلب حصول الفعل من المخاطب على وجه الاستعلاء وله أربعة صيغ.
والرسالة لم تحمل أي صيغه من صيغه.
سواء أكان الأمر فعلاً أم مضارعاً أومقترناً بلام الأمر أم كان مصدراً نائباً عن فعل أمر.
فإنني ولخجلي ولاحترامي من أن تتضمن رسالتي فعل أمر أتيت بكلمة أتمنى أن تحضره وكنت وكما قالت الحبيبة المستبدة أشك في حضوره ليس لأنني أسيء الظن به ولكن لأن المعرض كان في مدينة أخرى غير مدينتنا.
وأما في قولي تحسب لصالحنا من أوجه عدة فقد كان الاحترام والتقدير يلف الأطراف الثلاثة.
فما هي أوجه هذا الصالح؟
وما الفرق بين مصالح وصالح؟
مَصْلَحَةٌ - ج: مَصَالِحُ. [ص ل ح]. 1."مِنْ مَصْلَحَتِهِ الخَاصَّةِ أَنْ يَبْحَثَ عَنْ حَلٍّ": مِنْ نَفْعِهِ، أَي مَا يُمْكِنُ أَنْ يَعُودَ عَلَيْهِ بِالخَيْرِ.
2."قَامَ بِذَلِكَ العَمَلِ لِمَصْلَحَةِ جَارِهِ": لِفَائِدَةِ ... ، لِصالِحٍ.
3."يُضَحِّي بِكُلِّ شَيْءٍ لِأَجْلِ الْمَصْلَحَةِ الوَطَنِيَّةِ": كُلُّ عَمَلٍ فِيهِ فَائِدَةٌ وَخَيْرٌ لِلجَمِيعِ.
4."مَصْلَحَةُ الشُّؤُونِ الاجْتِمَاعِيَّةِ": قِسْمٌ فِي مُؤَسَّسَةٍ يُشْرِفُ عَلَى الشُّؤُونِ ا
الاجْتِمَاعِيَّةَ وَيُسَيِّرها. "مَصْلَحَةُ الْمِيَاهِ وَالغَابَاتِ" "مَصْلَحَةُ الْمُوَظَّفِينَ
وأظن أن الأخوة القراء والمشاركين من الأعضاء قد يتبّهون إلى الفرق بين لصالحنا ومصالحنا؟
ولنزيد أنني قمت بتوضيح ما عنيته من كلمة لصالحنا.
منها تقدير أخينا ومشاركته فرحته وغيرها نسيت أريد أن أكون دقيقة في نقل ألفاظ الرسالة.
ثم أن هذا الأخ ليس لديه ما نطمع فيه إلا علم وقد أغدق بكل حب علينا به وكان من جزائه _على جميل معروفه _ أن نتقاسم وإياه فرحته وحزنه .. الخ.
فكيف جنح إلى فهم هذه الكلمة على هذا النحو؟
رسالته رده
" صباحك أطيب، الافتتاح كان البارحة وحضرته بدعوة شخصية من أخي فلان وكان حضوري أخوياً له وللثقافة وليس لأي اعتبار آخر أولحسابات مصالح وشكرا ".
فجاء رده مفاجئاً مدهشاً كيف أوّل رسالة مكوّنة من سطرين على الأكثر إلى هذا المعنى؟
والإيجاز في الرسالتين هل كان مخلاً في معناه؟
أم أنه يتعيّن علينا حين نرسل أن نقيس قدرة فهم المتلقي ونحدثه على قدر فهمه؟
لا زالت هناك جوانب مهمة في فنّ الرسالة إذا ما غضضنا الطرف عن " الشحناء " التي ملأت الأفق ".
.
.