أرشيف منتدى الفصيح - 1

جهة تفرده، فلا شريك له ولا ند ولا نظير، ولا يفتقر كما يفتقر الخلق إلى الأزواج، بل تعالى عن الصاحبة والولد، ففقر خلقه الذاتي إلى السكن الزوجي مئنة من غناه الذاتي إذ لا يفتقر إلى ما سواه، بل كل ما سواه مفتقر إليه، وهو من جهة أخرى خالق الشيء ونظيره، وتلك من أخص أوصاف الربوبية، فلا يعجزه خلق، فخلق الأنثى في مقابل الذكر، وخلق السالب في مقابل الموجب، فالعالم المشهود قائم على مبدأ الزوجية الدال على وحدانية الخالق، عز وجل، وتلك السنة الشرعية: سنة الزواج: من علامات التكامل البديع الذي لا يأت به إلا وحي النبوة الذي استوعب الحياة تشريعا وتقنينا، فكفانا مؤنة تسول الشرائع المستعارة من عقل فلان وفلان من مشرعي الأمم.

والشاهد أن: التسوية بين المتباينات: عين الظلم، تماما كالتفرقة بين المتماثلات.

وشعارات المساواة الجذابة تخدع كثيرا من الفتيات الصغيرات، فتنشأ الأنثى في ظل نظرية الصراع مع الذكر، لتفقد بذلك كثيرا من المزايا الشرعية بل والكونية التي جبلت عليها، فالفتاة التي تكثر الاختلاط بالرجال تجد أثر ذلك في دينها، بل وفي سلوكها كأنثى، فتجدها قد فقدت كثيرا من حيائها الفطري المحبب إلى نفوس الرجال، في مقابل جرأة، وإن شئت الدقة فقل: "بجاحة" كما يقال عندنا في مصر، فهي تزاحم الذكر في كل مكان:

في مقاعد الدراسة الجامعية، ولو كانت دراسة صورية من باب التسلية وتضييع الأوقات في تحصيل شهادات، أشبه ما تكون بشهادات الزور، فلا علم ولا عمل!.

في مقاعد العمل في ظل أزمات بطالة يعاني منها الذكور، وعليهم يقع واجب الإنفاق الشرعي، حتى اقتحمت النساء في ظل الظروف الاجتماعية المختلة في كثير من البلاد مجالات ذكورية بحتة، ومن كان يظن أن فتيات مصر تحت ضغط الحاجة وتأخر سن الزواج الذي كان يكفل لهن العائل المكلف شرعا بالإنفاق عليهن، من كان يظن أنهن سيعملن في مجال البناء فيحملن مواد البناء على أكتافهن كالرجال، كما يشاهد في بعض مواقع البناء في مصر الآن!!، وما ذلك إلا لتعطل الوظيفة الحقيقية للمراة لتفشي ظاهرة العنوسة، في ظل قيود حديدية على الحلول الشرعية من قبيل: تعدد الزوجات. وتعطيل الشرع المنزل في أي مجتمع ذريعة إلى تفشي الأمراض الاجتماعية، وانظر إلى ارتفاع معدلات الجرائم الأخلاقية في مصر في الآونة الأخيرة فهو خير شاهد على ذلك.

وحتى المواصلات العامة، فلا تكاد تقف أمام منفذ من منافذ بيع التذاكر حتى تفاجأ بفتاة أو سيدة تزاحمك في تحد سافر يتنافى مع ما جبلن عليه من حياء فطري، ولو نظرت إليها معاتبا أو مستنكرا، لوجدت نظرات التحدي والتحفز، وإيثار السلامة في تلك المواقف المحرجة أسلم عاقبة!!!.

وما ذلك إلا لخروجهن عن الوظيفة الشرعية اللاتي خلقن من أجلها، فقد خرج المجتمع بأكمله عن الوظيفة الشرعية العامة، وظيفة: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ)، وخرجن عن الوظيفة الشرعية الخاصة، فصارت رعاية شؤون الزوج والأولاد، وإدارة البيت المسلم، والخروج إلى طلب العلم الشرعي الواجب دون إخلال بحق الزوج والأولاد، وممارسة الأنشطة الدعوية العامة في أوساط النساء وفق الضوابط الشرعية ................ إلخ من الوظائف الشرعية النافعة صار كل ذلك: بطالة!!!، فالمرأة لا تحقق ذاتها إلا إذا صارت كالمرأة الروسية تقود الحافلات في الشوارع، وتعمل في تكسير الحجارة في مناجم الفحم، بل وتمارس رياضة الملاكمة والمصارعة!!، وقد استضافت إحدى الدول العربية التقدمية التي نبذت الرجعية: (الإسلام كما يزعمون)، فهي من أشد الدول تطرفا في فرض العلمانية حتى صح اعتبارها الوريث الشرعي لعلمانية "أتاتورك" استضافت أول بطولة عربية، إن لم تخني الذاكرة، للملاكمة النسائية!!، وتلك إحدى ثمار المساواة بين الجنسين، وهو نصر استراتيجي هام في المعركة الدائرة في أذهان كثير من النساء المسترجلات، وخطوة واسعة على طريق إلقاء الرجال في سلة المهملات تمهيدا لبسط نفوذ النساء على المجتمعات الإسلامية، لتجري علينا سنة: (لَا يُفْلِحُ قَوْمٌ تَمْلِكُهُمْ امْرَأَةٌ)، و "امرأة": نكرة في سياق النفي تفيد العموم، فمهما كانت قدرات تلك المرأة فهي لا تصلح لقيادة المجتمعات لأن ذلك

¥