تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وما تقدم هو من ثمار الحركة النسائية المصرية التي افتتحتها المناضلة: أمينة السعيد التي كانت أول من لبس: "الشورت" من فتيات مصر الجامعيات، وكان يوما مشهودا كما يحكي الصحفي المعروف مصطفى أمين، إذ انثال طلبة الجامعة على الساحة التي كانت تمارس فيها رياضة التنس، لا شهوة، وإنما دهشة من تلك الجرأة غير المألوفة.

ونساء المسلمات، لا سيما نساء مصر، مخيرات بين تصديق كلام النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم والسير على طريقة أزواجه، رضي الله عنهن، وبين تصديق كلام شمطاوات المجلس القومي للمرأة، وإن شئت الدقة فقل: المجلس القومي لإفساد المرأة، فقد بلغن من العمر أرذله ومن الفساد غايته، عجل الله بهدايتهن أو أخذهن وكفايتنا شرورهن.

ولم يعرف الإسلام التمييز الذي عرفته أوروبا ضد المرأة، ولم يعرف عدم التسوية في أجور الأعمال الدنيوية الذي أقرته الرأسمالية الجشعة، ولم يعرف إلغاء استقلاليتها حتى في الاسم فتنسب إلى الزوج كأي قطعة أثاث يملكها، وصورة المرأة في النصرانية المحرفة باعتبارها مصدرا من مصادر الشر الأصلية، إذ هي سبب الخطيئة الأولى في مقابل تكريم الإسلام لها خير شاهد على ذلك.

والصراع بين الدين والحياة لا يوجد إلا بين الأديان المحرفة أو الأرضية وواقع الحياة، أو في أذهان العلمانيين الذين لا يعرفون شيئا عن دين الإسلام فيسوونه ببقية الأديان لمجرد الاشتراك اللفظي في اسم: "الدين"!!.

وإلى الله المشتكى.

ملاحظة: التحليل السابق لعملية التحول من المجتمع الزراعي إلى المجتمع الصناعي مقتبس بأكمله من كتاب: "مذاهب فكرية معاصرة"، فقد أجاد المؤلف، حفظه الله وبارك في عمره وعمله، في عرض إشكالية أوروبا الدينية والاجتماعية والاقتصادية والتي كانت بذرة العلمانية اللادينية المعاصرة، وأفرد المرأة بفصل في كتابه: "واقعنا المعاصر" تعرض فيه لتجربة تغريب المرأة المصرية على وجه الخصوص، إذ اختار الغرب: تركيا لتكون نموذجا لعلمانية السياسة، ومصر لتكون نموذجا لعلمانية الفكر والأخلاق، وكانت المرأة بطبيعة الحال محور هذه التجربة، وتحرير المرأة المصرية نموذج أريد له التعميم في بقية البلاد الإسلامية، فمن مصر اندلع حريق ثورة تحرير المرأة!!.

والله أعلى وأعلم.

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير