تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[دفاع عن صحيح البخاري أمام أوهام فؤاد سزكين]

ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[12 - 10 - 08, 04:36 م]ـ

منقول

http://www.dd-sunnah.net/forum/showthread.php?t=74912

[دفاع عن صحيح البخاري أمام أوهام فؤاد سزكين]

هذا البحث كتبته في بعض الدوريات وأحب أن أنقله هنا لعله يفيدني رأيكم في بعض جوانبه ولكم الشكر والتقدير

[دفاع عن صحيح البخاري أمام أوهام فؤاد سزكين]

=====================================

ليس من الأمر الثابت الدائم أن يكون الهجوم على السنة من اناس مأجورين اوحاقدين عليها، فأحيانا يشكل الجهل بجزئيات تاريخها، أو دقيق عناصر علومها الفذة المتشعبة ركنا ركينا من أسباب التخليط في دراستها، وتتبع قواعدها في الرواية والدراية، ودراسة مشاهير رواتها وعلمائها الذين صاغوا علومها، وتحملوا مهمة تبليغها للدنيا على مر العصور 0فقد قام بعض الناس قديما وحديثا باقتحام الميدان الصعب، وهو الهجوم علي السنة النبوية، وهم لم يلتفتوا إلي أن حفظ السنة فرع علي الذكر (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) {1}، وأن نصرها هو فرع علي نصر النبي صلي الله عليه وسلم (فاصبر لحكم ربك فإنك بأعيننا) {2} وأن المستهزئين صنف واحد شرقوا أم غربوا، تقادموا أم تحادثوا، وهم جميعا مدحورون (فاصدع بما تؤمر وأعرض عن المشركين، إنا كفيناك المستهزئين) {3} ومن أجل أعمدة السنة، وأرسي جبالها، ذلك الكتاب الأغر الذي صنفه زين المحدثين وأمير المؤمنين في الحديث، أبو عبد الله محمد بن إسماعيل البخاري، والذي سماه (الجامع الصحيح المسند المختصر من حديث رسول الله صلي الله عليه وسلم وسنته وأيامه) {4} 0وكان البخاري طبيب الحديث حقا وصدقا؛ فقد شهد بذلك الفضل معاصره وقرينه مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح، إذ أهوى علي قدمه، وقال: " دعني أقبل قدمك يا أستاذ الأستاذين ويا طبيب الحديث في علله ولعل أحسن ما وصف به الصحيح قول القائل:صحيح البخاري ـ لو أنصفوا لما خُطَ إلا بماء الذهب قال العلامة العقيلي معارضاً: صحيح البخاري لو أنصفوا لما خُطَ إلا بماء البصروما ذاك إلا لضبط الأصول وعدل الرواة بنقل الخبروقد فاق فضلا علي غيره فأضحي إماما لكتب الأثروالشهادات التي جمعها الإمام الحافظ ابن حجر في مقدمة شرحه للصحيح دليل علي رسوخ الكتاب وصاحبه والتي لا تذكرمنها إلا هذه الشهادة للبخاري من شيخه الجليل علي بن عبد الله المدني إذ يقول: " هو ما رأى مثل نفسه " {6} سزكين والدقة العلمية:فالإمام البخاري ـ إذن ـ أضحي صخرة تهزأ بالناطحين، ومنهجه في كتابة الصحيح، يعد مفخرة علماء الحديث قاطبة، بل علماء الدنيا بأسرها، ولذلك نعجب من سلسلة الاتهامات التي ساقها الأستاذ سزكين في كتابيه:1 ـ الأول الذي صنفه ـ بالغة التركية ـ عن البخاري 0 2 ـ الثاني " تاريخ التراث العربي " الذي صنفه بالتركية، وترجم إلي العربية في مصر سنة 1971م 0 {7} ومصدر عجبنا أن الأستاذ سزكين مشهور بدقته وتحريه، ومثل هذا النوع يستغرب منه إلقاء القول علي عواهنه ـ الأمر الذي يجعلنا نتساءل بأي قياس علمي ادعى سزكين دعاواه الجديدة، فقد قرر فؤاد سزكين في كتابه عن البخاري: 1 ـ أن كتابه (الصحيح) " ليس إلا جمعا ملخصا للمؤلفات السابقة " 2 ـ وأنه ليس رائدا في ميدان التصنيف علي أبواب الفقه 03 ـ وأنه استخدم الكتب السابقة دون انتقاء، ودون توفيق 04 ـ وأنه لم يكن موفقا أيضا في جمع المواد اللغوية والتاريخية والفقهية 05 ـ تم ختم ذلك بأن البخاري في كتابه " الجامع " قد " برهن علي أنه ليس عالم الحديث الذي طور الإسناد، بل هو أول من بدأ معه انهيار الإسناد " {8} 0ومثل هذه الاتهامات المتلاحقة تجعلنا لا نتردد في اتهامه بالتسرع الذي يستغرب من أمثاله في سياقه الأحكام غير المفسرة ولا المبرهن عليها، بل التي تخالف كل المعطيات التاريخية والمنهجية، وإذا كانت هذه الاتهامات غير المدققة جديرة بأن يفرد لها دراسة ـ من خلال هذا الرد علي اتهامات الأستاذ سزكين لكثير من المحدثين في مقدمته التي كتبها عن علوم الحديث (من ص 225 إلي ص 249) وفي غيرها من صفحات كتابه الضخم " تاريخ التراث العربي- الذي طبع في مصر ثم أكملت طباعته في المملكة العربية السعودية، وأصبح مفزع الباحثين في تاريخ العلوم أو معينا لهم في

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير