تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تخريج حديث "صلاة ركعتين بعد الرجوع من المنزل بعد صلاة العيد"]

ـ[عبدالله المزبن]ــــــــ[05 - 01 - 09, 08:39 م]ـ

إن الحمد لله نحمده، ونستعين به ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله تعالى فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبدُه ورسوله، أما بعد:

فهذه رسالة صغيرة في تخريج حديث (صلاة الركعتين في المنزل بعد الرجوع من صلاة العيد)؛ انْفَصَلْتُ فيها إلى ثبوت الحديث برمته على تفصيل سيأتي ذكره في الخلاصة في نهاية هذه الرسالة إن شاء الله. التزمت فيها قواعدَ هذا العلم الشريف قدر الاستطاعة. فأسأل الله التوفيق والسداد.

أقول وبالله أصول وأجول:-

حديثُ صلاة ركعتين في المنزل بعد الرجوع من صلاة العيد يُروى من طريقين عن عبد الله بن محمد بن عقيل، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال: " [كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم العيد حتى يَطْعَم]، فإذا خرج صلى للناس ركعتين، [فإذا رجع صلى في بيته ركعتين]، [وكان لا يصلي قبل الصلاة شيئا] " أ. هـ

أخرجه أحمد في "المسند" (17/ 323 - 324 - ط. الرسالة)، وابن أبي شيبة في "المصنف" (3/ 8/5645)، وابن ماجه في "سننه" (1293)، والبزار في "مسنده" (1/ 312 - كشف)، وابن المنذر في "الأوسط" (4/ 297)، وابن عدي في "الكامل" (4/ 129 - ط. دار الفكر)، وابن خزيمة في "صحيحه" (1469)، وابن عبد البر في "الاستذكار" (7/ 38/9570)، وأبو يعلى في "مسنده" (2/ 500)، وفي "معجم شيوخه" (ص/190)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (3/ 424 - ط. عطا)، والحاكم (1/ 297) (1/ 428 - ط. الوادعي) من طريق عبيد الله بن عمرو الرَّقي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل به.

وتابع عبيدَ الله بنَ عمرو أبو أيوب الأفريقي.

أخرجه أبو يعلى في "معجم شيوخه" (ص/190) قال: حدثنا عبد الله بن عامر بن زرارة الحضرمي، عن ابن أبي زائدة، عن أبي أيوب الأفريقي، عن عبد الله بن محمد بن عقيل به.

قلت: الجزء الأول أخرجه كل من: البزار وابن عدي بلفظه وأخرجه أحمد وابن أبي شيبة، وابن عبد البر. والجزء الثاني الذي هو موضع الشاهد أخرجه ابن ماجه وابن خزيمة والبيهقي وأبو يعلى والحاكم. والجزء الثالث أخرجه ابن ماجه وابن خزيمة. وأخرجه بتمامه ابن خزيمة وأبو يعلى إلا أن أبا يعلى لم يذكر الجزء الثالث. والقاعدة أنه إذا اتحد مخرج الحديث لا يُحمل الحديث على التعدد، بل يقال إن الحديثَ حديثٌ واحد بهذه الأجزاء؛ تارة يُختصر الحديث وتارة يُروى جزء منه وتارة يُروى بتمامه ... وهكذا. انظر رسالة "لا جديد في أحكام الصلاة" (ص/58) للشيخ العلامة النحرير بكر أبو زيد - رحمة الله عليه -؛ وكذا "أحكام حضور المساجد" (ص/177) للشيخ الأصولي عبد الله بن صالح الفوزان - حفظه الله -.

قال البزار عقيب إخراجه الحديثَ:"لا نعلمه عن أبي سعيد إلا بهذا الإسناد"أ. هـ.

قال الحاكم: "سنة عزيزة، وبإسناد صحيح" ووافقه الذهبي.

قلت: هذا إسناد حسن؛ للخلاف المعروف في عبد الله بن محمد بن عقيل وهو حسن الحديث إن شاء الله تعالى كما سيأتي إذا انفرد ما لم يخالف وإلا فلا. أما عبد الله بن محمد بن عقيل فهو عبد الله بن محمد بن عقيل ابن أبي طالب أبو محمد المدني تابعي، روى عن جماعة من الصحابة والتابعين وروى عنه الأئمة.

قال فيه الترمذي -رحمه الله-: "تكلم فيه بعض أهل العلم من قبل حفظه، وسمعت البخاري يقول: كان أحمد بن حنبل واسحاق ابن إبراهيم والحميدي يحتجون بحديثه. قال البخاري: مقارب الحديث ... " أهـ.

قال الذهبي -رحمه الله-: "صدوق" وقال أيضا: "حسن الحديث، أحتج به أحمد واسحاق". أ. هـ.

وقال ابن الملقن -رحمه الله-: "والترمذي تارة يحسن حديثه وتارة يصححه .. " ثم ذكر ابن الملقن أبواباً لأحاديث حكم عليها الترمذي بالحسن والصحة" أ. هـ.

وقال النووي -رحمه الله-: "اختلف الناس بالاحتجاج بمحمد بن عقيل؛ واحتج به الأكثرون وحسَّن الترمذي أحاديث من روايته" أ. هـ.

وقال الحاكم -رحمه الله-: "هو مستقيم في الحديث مقدم في الشرف" أ. هـ.

وقال الحافظ ابن حجر -رحمه الله-: "عبد الله بن محمد بن عقيل سيء الحفظ، يصلح حديثُه للمتابعات، فأما إذا انفرد فيُحسَّن، وأما إذا خالف فلا يقبل ... " أ. هـ.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير