وحسَّن حديثه العلامة الألباني – رحمه الله – وشعيب الأرناؤوط ومن معه في تحقيقهم للمسند الأحمدي والشيخ حسين أسد -محقّق مسند أبي يعلى.
انظر: "تهذيب الكمال" للمزي (16/ 84)، "الكاشف" للذهبي (2916 - ط. عوامه وزميله)، وتعليقهما عليه، و"المغني في الضعفاء" (3337) له أيضا، و"البدر المنير" لابن الملقن (2/ 169 - 171)، وتعليق محققه عليه، و"المجموع" للنووي (1/ 401)، و"التلخيص الحبير" للحافظ ابن حجر العسقلاني (3/ 1169 - ط. أضواء السلف)، و"الإرواء" (3/ 100) و"المسند" (17/ 323 - ط. الرسالة)، و"مسند أبي يعلى" (2/ 500).
وقد رواه عن عبيد الله بن عمرو (وهو ثقة) غيرُ واحد من الثقات منهم: زكريا بن عدي عند الإمام أحمد في "المسند" (17/ 323 - 324 - ط. الرسالة) وأبي يعلى في "مسنده" (2/ 500) وفي "معجمه" كما في "البدر المنير" لابن الملقن (5/ 73 - 74)، وأبو مطرف – محمد بن عمر – ابن أبي الوزير عند ابن خزيمة في "صحيحه" (1469)، والهيثم ابن جميل عند ابن ماجه (1293). كلهم ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد صلى ركعتين في بيته بعد انفلاته من صلاة العيد الذي هو الجزء الثاني من الحديث المراد تخريجه.
وانظر تراجمهم - زكريا وأبا مطرف والهيثم - في "التقريب" للحافظ (ص/238)، (ص/881)، (ص/1029) طبعة شاغف الباكستاني.
وتابعهم على ذكر موضع الشاهد جندل بن والق. وهو صدوق يغلط ويصحف كما قال الحافظ في "التقريب" (ص/204). وقال أبو حاتم الرازي: "صدوق" وذكره ابن حبان في "الثقات" أنظر: "تهذيب الكمال" للمزي (5/ 150 - 151).
أخرجه الحاكم (1/ 297) (1/ 428 - ط. الوادعي) قال: ثنا أبو بكر ابن أبي دارم الحافظ، ثنا محمد بن عبد الله بن سليمان، ثنا جندل بن والق عن عبيد الله بن عمر به.
وقال عقيبه: "سنة عزيزة وبإسناد صحيح". ووافقه الذهبي.
قلت: ليس كما قالا – رحمهما الله – ولا يُفرح بهذه المتابعة؛ فأبو بكر ابن أبي دارم الحافظ قال عنه الذهبي نفسه في "ميزان الإعتدال" (1/ 139 - ط. المعرفة): "أبو بكر الكوفي الرافضي الكذاب" وقال: "روى عنه الحاكم وقال (أي: الحاكم): رافضي غير ثقة". فأقل ما يقال أنه إسناد ضعيف أو ضعيف جداً. وانظر تعليق الشيخ مقبل الوادعي - رحمه الله – على "المستدرك".
ولجزئه الأول شواهد منها:
(1) ما أخرجه البخاري في "صحيحه" عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات".
(2) ما أخرجه أحمد والترمذي (542)، وابن حبان (2812) وهو صحيح عن بريدة بن الحصيب قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يخرج يوم الفطر حتى يَطْعَم، ولا يَطْعَم يوم الأضحى حتى يضحي". صححه ابن القطان في "بيان الوهم والإيهام" (5/ 355 - 356). انظر "صحيح سنن الترمذي". للعلامة الألباني.
(3) ما أخرجه البزار في "مسنده" (1/ 299 - مختصر زوائده) عن جابر بن سمرة: "كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم الفطر أكل قبل أن يخرج سبع تمرات، وإذا كان يوم الأضحى لم يطعم شيئا" قال الحافظ ابن حجر: "لا نعلمه يروى عن جابر بن سمرة إلا بهذا الإسناد، وناصح لين الحديث وقد تركوه". انظر: "موسوعة الحافظ ابن حجر الحديثية" (1/ 576).
(4) ما أخرجه الطبراني في "الأوسط" (2/ 238 - مجمع البحرين) من طريق سوار بن مصعب، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي – رضي الله عنه – قال: "كان النبي صلى الله عليه وسلم يطعم يوم الفطر، قبل أن يخرج إلى المصلى". قال الهيثمي في "مجمع البحرين" (2/ 238): "لا نعلمه عن علي إلا بهذا الإسناد، تفرد به سوار" وقال أيضا في "مجمع الزوائد" (2/ 238): "رواه الطبراني في الأوسط، وفيه سوار وهو ضعيف جداً".
قلت: بل له أكثر من علة. تكلم عنها محقق "مجمع الزوائد". فانظرها – غير مأمور -. ولهذا الجزء شواهدُ كثيرةٌ انظرها في "التلخيص الحبير" (3/ 1084)، و"مجمع الزوائد" (2/ 431 - 432)، و"الإرواء" (3/ 99 - 100)
ولجزئه الثالث شاهد من حديث ابن عباس – رضي الله عنهما –: "أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى يوم العيد ركعتين لم يصل قبلها ولا بعدها" أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما. وله شواهد أخرى. انظرها في "التلخيص الحبير" (3/ 1082).
فإن قيل: كيف يُجمع بين حديث ابن عباس – رضي الله عنهما – المتقدم في نفي الصلاة قبل صلاة العيد وبعدها وبين حديث أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – هذا؟
الجواب: ما قاله الحافظ ابن حجر العسقلاني في "التلخيص الحبير" (3/ 1083): "ويُجْمَعُ بين هذا (أي عدم التنفل قبل العيد ولا بعدها) وبين حديث أبي سعيد: أن النفي إنما وقع على الصلاة في المصلى".أهـ. ونقل هذا الجمع وارتضاه العلامة الألباني – رحمه الله – في "الإرواء" (3/ 100).
الخلاصة: مما سبق يتضح أن الحديث برمته ثابتٌ لا مرية فيه؛ وأن موضع الشاهد من الحديث (الجزء الثاني) الذي باللون الأحمر حسنٌ لذاته، أما جزأه الأول والثالث فهما صحيحان لغيرهما بشواهدهما. والله أعلم.
• مَسْرَدٌ بأسماء من صحح الحديث أو حسنه:
1. إمام الأئمة أبو بكر بن خزيمة بإيراده إياه في "صحيحه" (1469) وبوَّب عليه "باب استحباب الصلاة في المنزل بعد الرجوع من المصلى (قلت: أي: مصلى العيد) ".
2. قال الحاكم في "المستدرك" (1/ 428 - ط. الوادعي): "صحيح الإسناد" ووافقه الذهبي.
3. الحافظ ابن حجر العسقلاني في "بلوغ المرام" (ص/194) قال: "رواه ابن ماجه بإسناد حسن".
4. البوصيري في "مصباح الزجاجة" قال: "هذا إسناد حسن".
5. العلامة الألباني في "الإرواء" (3/ 100) – متعقباً الحاكم في تصحيحه الحديثَ -: "إنما هو حسن فقط، فإن ابن عقيل فيه كلام من قبل حفظه".
هذا وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتبه: أبو فاطمة فواز بن سطم الشمري
تم تبييضُ هذه الرسالة والفراغ منها: الأحد مع طلوع شمس يوم عرفة لعام 1429 هجرية
الموافق ليوم الأحد 7 كانون الأول لعام 2008 ميلادية
منقول
http://www.kwtsalafy.com/vb/showthread.php?t=137
¥