ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[23 - 08 - 2004, 08:12 م]ـ
الأستاذ الكريم: ديك الجن
أنت تعلم أن يائية مالك قد تكون آخر قصيدة قالها بعد انضمامه إلى الجيش، فقد لا تسعفنا قصائده الأولى في إيضاح ما تريد.
ولكن لي سؤال، إذا تفضلت: كيف عرفت أن مالكًا كان مُهدرَ الدم؟
لك تحياتي.
ـ[ديك الجن]ــــــــ[23 - 08 - 2004, 09:29 م]ـ
أخي الكريم خالد الشبل
أنت قلت بنفسك أن دمه مهدور، وهي معلومة غير جوهرية، وليست ذات قيمة في حديثنا، الأهم منها هو أننا نعرف جميعا أنه عاش حياته فاتكا ولصا.
ونحن لا نتكلم عن قصائده الأولى، نحن نقصر حديثنا على قصيدته هذه لا سواها وهي كافية لتفصح عن نفسية واهتمامات مالك وهو مقبل على الموت.
قد يكون له قصائد أخرى يصف فيها بلاءه في الغزو وغيره من المعاني الجهادية لكنها لا تهمنا إلا عندما ندرس حياته كلها بشكل عام أما قصيدته هذه فهي كما ترى خالية إلا من عالمه القديم وما يعز عليه وذكرياته.
ولا يمكن نفسير بيت أو جملة من بيت بمعزل عن سياق وأجواء القصيدة كلها.
قد يكون مالك أخلص النية والتوبة وأحب الجهاد لكن هذا لا أجده في قصيدته هذه وهي موضوع حديثنا. إننا لا نقوم بأكثر من استنطاق القصيدة والاستدلال بها، بكلام مالك عن نفسه أثناء نظمه قصيدته، لا قبلها يهم ولا بعدها يهم، فالقصيدة هي لحظات من عمر الشاعر يتجاوزها إلى سواها بعد انتهائه منها.
فهل أنا في ذا يا لهمدان ظالم؟!
أعرف أن ضميركما الأخلاقي لا يحب أن يتصور مالكا غير راض عن خروجه للغزو وأنه لا يحب العودة إليه، وهذا شعور مقدر لكما، لكن هل قصيدة مالك تدعمكما؟ هذا أنت بنفسك تقول إن (قصائده الأولى قد لا تسعفنا بما تريد) وأقول: ولا هذه القصيدة.
ثم هل تظنان أنه مات مباشرة بعد نظمه آخر بيت فيها؟
لا بد أنه دخل في لحظات قرب موته غير لحظات نظمه القصيدة.
ـ[حمزة]ــــــــ[24 - 08 - 2004, 10:45 ص]ـ
التحية لك ديك الجن والتحية للإخوة النحوي الصغير وخالد الشبل والتحية للجميع
والله إن الموضوع لشيق ويسعدني أن أشارك فيه بحسب معرفتي في هذه القضية التي شغلت الأدباء والنقاد في هل مالك بن الريب فعلاُ رثى نفسه أم هو تباكى على منيته التي دنت بعد رجوعه من الغزو؟؟؟
هنالك ما يؤيد حديث الشبل والنحوي بأنه فعلاُ رثى نفسه ولم بندم على ما أقدم عليه وهو بيت من الأبيات لم يدرج في القصيدة ألا وهو ـ في مخاطبته لإبنته بعد أن رفضت في البدء أن يذهب إلى المعركة ـ:
ذريني من الإشفاق أو قدمي لنا ... من الحدثان أو المنية واقيا
هذا البيت يا ديك الجن دليل قاطع على أنه لم يندم على غزوه مع أنه حسب حديث ديك الجن أنه تباكى على المصير وذاكرته رجعت به إلى الحصان والنسوة والقلوص النواجيا وغيرها وهذا الذي استند عليه ديك الجن.
والله أعلم (يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور) صدق الله العظيم
لكم التحية جميعاً مرة أخرى.
ـ[ديك الجن]ــــــــ[24 - 08 - 2004, 05:51 م]ـ
الأخ الكريم حمزة
كلنا نتفق على أن مالكا رثى نفسه
مالك دخل في الجيش بعد أن منوه الأماني، وهو بلسانه يقول إنه لو نجا هذه المرة فلن يعود مهما رغبوه فيه بالأماني، وأكثر من ذلك فإن في أبياته ما يشير إلى أنه كان يتوقع من أبويه أن ينهياه عن الخروج.
وكما ترى فإن القصيدة كلها تتحدث عما يحبه مالك وليس للجهاد والغزو فيها مكان.
سأحاول توضيح فكرتي أكثر
الضلالة عند مالك هي طريق الموت والهلاك والهدى عنده هو طريق النجاة والحياة وبهذا المعنى أفهم أنا مفردتي ضلالة وهدى عند مالك.
لن نختلف مطلقا في أن الجهاد في سبيل الله هدى وأن اللصوصية والفتك ضلالة، لكن مالكا لا ينظر للأمر إلا أنه موت وحياة.
إن مالكا يريد أن يحيا عندما قال قصيدته ولو عاش ربما كان سيقلع عن السرقة وقد أشار إلى ذلك بنفسه ولكنه أيضا لن يعود للغزو وأشار إلى ذلك أيضا بنفسه.
أما البيت الذي ذكرت أنت وقلت أنه غير مدرج في القصيدة (إذا صحت نسبته له) فهو كلام يقوله أي عربي خارج يبغي المال وليس فيه إشارة قليلة ولا كثيرة إلى أمر الغزو.
أؤكد مرة أخرى أننا لا نحكم على نية ومصير مالك، نحن نتعامل مع قصيدة واضحة.
تحيتي لكم أجمعين
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[24 - 08 - 2004, 06:14 م]ـ
الأستاذ الكريم: ديك الجن
أين ذكر مالكٌ أنه لن يعود إلى الغزو؟
ـ[ديك الجن]ــــــــ[24 - 08 - 2004, 11:51 م]ـ
الأخ الكريم خالد الشبل
من قوله:
لعمري، لئن غالت خراسان هامتي**لقد كنت عن بابي خراسان نائيا
فإن أنج من بابي خراسان لا أعد**إليها، وإن منيتموني الأمانيا
جيش ابن عفان خارج إلى خراسان، خراسان التي يصفها مالك بأرض الأعادي وأنه طالما تجنبها.
وتأمل قوله (وإن منيتموني الأمانيا) فهو قول يدل على أنهم منوه الأماني ليخرج معهم ويترك ما هو عليه ويكف عن الناس شره، وأكاد أجزم أن تلك الأماني ـ بما فيها رجاء الثواب ـ كانت وعودا بغنائم حلال.
لك تحيتي وتقديري أخي خالد، وبكم جميعا اعتزازي.
¥