ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[25 - 08 - 2004, 02:39 ص]ـ
الأستاذ المفضال: بديع الزمان
أهلاً بك، افتقدناك كثيرًا. تحليل جميل ليس بغريب من مثلك.
الأستاذ العزيز: ديك الجن
لا أرى في البيتين ندمًا على انضمامه إلى جيش الغزو والجهاد، ولكنه إفراز نفسي للحالة التي يعيشها مالك في لحظات الموت، وليس في القصيدة، خاصة هذين البيتين، ما يشعر بندمه على الذهاب إلى الغزو خاصة.
ـ[ديك الجن]ــــــــ[25 - 08 - 2004, 12:41 م]ـ
أخي الكريم خالد الشبل
حسنا، أنت لا ترى في البيتين ندما، ولا ترى فيهما إلا " إفراز نفسي للحالة التي يعيشها مالك في لحظات الموت ". فماذا تسمي هذا الإفراز وبم تصفه؟ هل هو تشوق للجهاد وحنين إلى أرض الجهاد (خراسان) ورغبة في الغزو في سبيل الله؟ وفرحة بالاستشهاد؟
إن تعبير (إفراز نفسي) بحاجة إلى توضيح فكل الشعر هو (إفراز نفسي).
م وما زال سؤالي قائما لك ولللإخوان: ما الذي يعنيه مالك بالبيتين؟، وما هو الشعور الذي حظيت به خراسان (أرض الجهاد والأعادي) من مالك في القصيدة؟ ولماذا قال لن يعود إليها مهما منوه الأماني؟
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[25 - 08 - 2004, 03:20 م]ـ
الأخ العزيز: ديك الجن
مَثَلُ هذا الإفراز النفسي كمَثل من ذهب إلى مكان بعيد، ربما أنه لم يقتنع - باديَ الرأي - بالذهاب إليه، ثم واجهه مكروه لم يخطر بباله، فقد يكره ذلك المكان، ويكرَهُ العودةَ إليه.
مالك، رحمه الله، قد يكون اقتنع بالأماني لمن خرج مجاهدًا، بإحدى الحسنيين، النصر والغنيمة أو الشهادة والموت في سبيل الله، ثم يفوته الشيئان، فتتلاشى الأماني التي كان مُنِّيَها.
ـ[ديك الجن]ــــــــ[25 - 08 - 2004, 03:47 م]ـ
أخي العزيز خالد الشبل
ربما أنه لم يقتنع ...
فقد يكره ذلك المكان ...
قد يكون اقتنع بالأماني ....
هذه الاحتمالات كلها واردة.
وبما أنه لم يحقق شيئا مما كان يحلم به، وبتعبيرك (فاته الشيئآن) فما هو شعور من (فاته الشيئآن) وستفوته حياته نفسها؟ أليس هذا الشعور اسمه الخيبة والفشل؟
الخيبة والفشل هما خلفية القصيدة، وهما نتيجة اختيار مالك الخروج مع الجيش بعد أن منوه الأماني الكبيرة.
ولو أنه عاش وطلبوا منه الخروج ثانية فلن يفعل .. لن يفعل، وهو يقول إنه لن يفعل مهما منوه الأماني، ولماذا لن يفعل؟
ببساطة شديدة لأن أيا من الأماني لم يتحقق. وأكاد أجزم أن الشهادة ليست من بين تلك الأماني التي منوه بها، فالذي يظهر أن الأماني كلها دنيوية، ويلاحظ تكرار كلمة (المال، والقلاص النواجي) ولم يرد ذكر للشهادة، والإنسان لا يقول إلا ما يفكر به، وفي لحظات كلحظات مالك فإنه يتحدث بصدق عما يفكر به وهو كله أمر دنيا من أوله لآخره.
إن تعقيبك الأخير يؤكد أن مالكا نادم على خروجه لأنه لم يحقق له مصلحة، وكيف لا يندم ويتحسر من (فاته الشيآن) بل فاتته الأشياء كلها؟
وبهذا لاخلاف بيننا.
أشكرك، كما أني أرجو من بقية الزملاء الكرام أن يجيبوا على سؤالي الذي أجبت أنت، مشكورا، عنه.
يحفظكم الله تعالى.
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[25 - 08 - 2004, 04:09 م]ـ
الأستاذ الكريم: ديك الجن
أنت طلبت أن نتحاكم إلى قصيدته هذه، ونعرف حاله منها. أليس كذلك؟
ثم أنت تقول: وأكاد أجزم أن الشهادة ليست من بين تلك الأماني التي منوه بها، فالذي يظهر أن الأماني كلها دنيوية.
كيف تجزم بذلك وقد قال في قصيدته هذه التي طلبتَ أن نتحاكم إليها:
ألم ترني بعت الضلالة بالهدى ** وأصبحت في جيش ابن عفان غازيا
وقد بان لي منك شبه اعتراف بأن الضلالة والهدى مرادٌ بهما دلالتهما المعنوية الظاهرة، فيكون مالك قطع الشك باليقين في هذا البيت، ولا يمنع أن يصيبه الجزع من خروجه لتلك البلاد لا بسبب كرهه الغزوَ، لكن بسبب الحالة التي آل إليها في ميتته.
لك تحياتي.
ـ[ديك الجن]ــــــــ[25 - 08 - 2004, 07:44 م]ـ
أخي الكريم خالد
إذا كانت الشهادة في الغزو من ضمن الأماني التي منوه بها فهو بلسانه لا يريد العودة لخراسان مهما كانت الأماني
وإذا كانت الأماني التي منوه بها دنيوية (وهو ما أعتقد) فهو أيضا خاب ظنه ولم يحصل على شيء ولن بعود للغزو مهما بلغ حجم الأماني.
في الحالتين هو بنفسه يقول إنه لن يعود لو عاش.
¥