تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لأهليَ حتى لامني كل ناصح * * * شفيق له قربى لدينا وأيصر

وقطّعني فيك الصديق ملامة * * * وإني لأعصي نهيهم حين أُزْجَر

وما قلت هذا فاعلمنّ تجنّبا * * * لصرم ولا هذا بنا عنك يقصر

ولكنني –أهلي فداءك- أتقي * * * عليك عيون الكاشحين وأحذر

وأخشى بني عمّي عليك وإنما * * * يخاف ويبقي عرضه المتفكّر

وأنت امرؤ من أهل نحد وأهلنا * * * تهام وما النجدي والمتغوّر

غريب إذ ما جئت طالب حاجة * * * وحولي أعداء وأنت مشهّر

وقد حدّثوا أنا التقينا على هوى * * * فكلهم من حمله الغيظ موقر

فقلت لها: يا بثن أوصيت حافظا * * * وكل امرئ لم يرعه الله معور

فإن تك أم الجهم تشكي ملامة * * * إليّ فما ألفي من اللوم أكثر

سأمنح طرفي حين ألقاك غيركم * * * لكيما يروا أن الهوى حيث أنظر

وأكني بأسماء سواك وأتقي * * * زيارتكم والحبّ لا يتغيّر

فكم قد رأينا واجدا بحبيبه * * * إذا خاف يبدي بغضه حين يظهر

قافية العين

ديار ليلى إذ نحلّ بها معا * * * وإذ نحن منها بالمودّة نطمع

إلى الله أشكو لا إلى الناس حبها * * * ولا بد من شكوى حبيب يروّع

ألا تتقين الله فيمن قتلته * * * فأمسى إليكم خاشعا يتضرّع

فإن يك جثماني بأرض سواكم * * * فإن فؤادي عندك الدهر أجمع

ألا تتقين الله في قتل عاشق * * * له كبد حرّى عليك تقطّع

فيا ربّ حببني إليها وأعطني * * * المودّة منها أنت تعطي وتمنع

وإلا فصبّرني وإن كنت كارها * * * فإني بها يا ذا المعارج مولع

تمتّعْتُ منها يوم بانوا بنظرة * * * وهل عاشقٌ من نظرةٍ يتمتّع

كفى حزنا للمرء ما عاش أنه * * * ببين حبيب لا يزال يروّع

فوا حزني لو ينفع الحزن أهله * * * ويا جزعي إن كان للنفس مجزع

فأي قلوب لا تذوب لما أرى * * * وأي عيون لا تجود فتدمع

أبت مقلتي كتمان ما بي وبيّنت * * * مكان الذي أخفي وفاض المدامع

غداة لقيناها على غير موعد * * * بأسفل خيم والمطيّ خواضع

وأومت بجفن العين واحتار دمعها * * * لتقتلني مملوحة الدّلّ مانع

كمت دمعها عين الصحيح وبيّنت * * * مكان ذوي الشوق العيون الدوامع

ورقرقت دمع العين ثم ملكته * * * مجال القذى فالدمع في الجفن ناقع

أحقّا عباد الله أن لست زائرا * * * بثينة إلا أُصْغِيَتْ لي المسامع

وإلا عداني دون بثنة أعينٌ * * * حداد ولامتها النساء الهلامع

قافية الفاء

أتاركتي للموت أنت لميّتٌ * * * وعندك لي لو تعلمين شفا

فوا كبدي من حبّ من لا يحبّني * * * ومن عثرات ما لهن شفا

فما سرت من ميل ولا سرت ليلة * * * من الدهر إلا اعتادني منك طائف

ولا مرّ يوم مذ ترامت بكِ النوى * * * ولا ليلة إلا هوى منك رادف

أهمّ سلوّا عنك ثم تردّني * * * إليك وتثنيني عليك العواطف

فلا تحسبنّ النأي أسلى مودتي * * * ولا أن عيني ردّها عنك عاطف

وكم من بديل قد وجدنا وطرفة * * * فتأبى عليّ النفس تلك الطرائف

قافية اللام

بثينة من صنف يقلّبن أيدي * * * الرماة وما يحملن قوسا ولا نبلا

ولكنما يظفرن بالصيد كلما * * * جلون الثنايا الغر والأعين النجلا

يخالسن ميعادا يرعن لقولها * * * إذا نطقت كانت مقالتها فصلا

وقالوا: تراها يا جميل تبدّلت * * * وغيّرها الواشي فقلت: لعلها

أظن هواها تاركي بمضيعة * * * من الأرض لا مال لديّ ولا أهل

ولا أحد أوصي إليه وصيّتي * * * ولا وارث إلا المطيّة والرّحل

تصدّ إذا ما النّاس بالقول أكثروا * * * علينا وتجري بالصّفاء الرسائل

فإن غفل الواشون عدنا لوصلنا * * * وعاد التّصافي بيننا والتّراسل

فيا حسنها إذ يغسل الدمع كحلها * * * وإذ هي تذري الدّمع منها الأنامل

عشيّة قالت في العتاب: قتلتني * * * وقتلي بما قالت هناك تحاول

فقلت لها: جودي! فقالت مجيبة * * * أللجدّ هذا منك أن أنت هازل؟

لقد جعل الليل القصير لنا بِكُمْ * * * عليّ لروعات الهوى يتطاول

ألا رُبَّ لاحٍ لو بلا الحبّ لم يَلُمْ * * * ولكنته من سورة الحب جاهل

فما هكذا أحببت من كان قبلها * * * ولا هكذا فيما مضى كنت تفعل

فيا قلب دع ذكرى بثينة إنها * * * وإن كنت تهواها تضنُّ وتبخل

فما غاب عن عيني خيالك لحظة * * * ولا زال عنها والخيال يزول

أتتني و العوائد مسنداتي * * * فقالت: صحّ جسمك يا جميل

فقلت لها: وأنت جزيت خيرا * * * فأنت العائد الحَسَنُ الجميل

ألا ليت قلبي عن بثينة يذهل * * * ويبدو له الهجران أو يتبدّل

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير