ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[18 - 11 - 2004, 07:08 م]ـ
دُعِي في مرةٍ ليشاركَ في أحدى ندوات معرض الكتاب بالشارقة، فتحدثَ وأشادَ بشيخِ الشارقة / الدكتور سلطان القاسمى ومدحهُ وقال فيه شعرا كثيراً تقديرا لاهتمامه بالعلم والأدب والأدباء وتقديرا لتبرعه ببناءِ قاعة الشارقة بجامعةِ الخرطوم أبان تقلد الدكتور إدارة الجامعة.
بعد أن ألقى القصيدة، وقف شاب إماراتي مثقف ليخاطب الدكتور عبد الله الطيب، وبعد أن أثنى عليه وعلى عِلمِهِ الغزير، وأوضح أنه تتلمذ على يده من خلال كتبه وقبل أن يعرفه، لكنه عرج إلى سؤالٍ قال فيه، بخصوص قصائد المدح: (ألا يتفق معي الدكتور أن المديح هو ضرب من ضروب النفاق)؟؟
أبتسم الدكتور عبد الله الطيب بطريقته تلك، ولم يظهر عليه أي نوعٍ من الضيق أو الحرج، وبعد أن أكمل الشاب مداخلته وجلس.
أجاب الدكتور/ عبدالله الطيب: - (أن كان المديحُ صادقاً ونابعاً من القلب فلا يعتبر نفاقاً، لكن ألا يتفق معي السائل أن النفاق هو أكثر ما يحبه الناس في هذه الأيام؟)
فضحك الجميع لهذا العالم الحاضر البديهة، وعندما انتهت الندوة، تقدم أحد شيوخ الشارقة وهو مدير الديوان الأميري وأخذه من يده وأوصله حتى سيارته وأنتظر حتى تحركت السيارة، ثم ذهب وغادر بعده.
ـ[رامي ابراهيم]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 11:52 ص]ـ
ويروي الداعية والمفكر الإسلامي المعروف والمؤسس للجامعة الإسلامية المفتوحة في الولايات المتحدة الأمريكية الدكتور جعفر شيخ إدريس الذي كان قد تتلمذَ على يدِ الدكتور عبد الله الطيب – رحمه الله – عنه ما يلي:
تحولت العربية الفصيحة عند عبد الله الطيب إلى ما يشبه السليقة فكان إذا حاضر بها في القاعة يتكلمها كلاما لا تكلف فيه حتى إنك لتظن أنه إنما كان يتكلم بالعامية إلى أن ترجع إلى ما كتبته عنه لتجده عربيا فصيحا. وكان إذا ألقى القصيدة من الشعر العربي ـ حتى الجاهلي منه العصي الفهم ألقاها بطريقة يطرب لها المستمعون، وكان طلاب الجامعة كثيرا ما يعبرون عن إعجابهم بالتصفيق الشديد حين يستمعون إليه ينشد بعضها في المناسبات العامة.
كان شيخنا علّامة النحو العربي الذي لا يشق له غبار. كان مفتونا بالكتاب لسيبويه يقرؤه كالورد اليومي كلما ختمه بدأه، حتى رأيته يحمله معه ويقرؤه في المسجد الحرام تبركا به! اذكر أنه كان يقرأ في طبعة قديمة فقلت له هنالك طبعة جديدة بتحقيق الأستاذ عبد السلام هارون كنت قد اطلعت عليها لأمر يتعلق بالفلسفة، لكنه أعرض عن كلامي وقال إنه يفضل الطبعات القديمة ويراها مباركة، وكان هذا ديدنه فعلا مع كل الكتب العربية فكان لا يقرأ من تفسير الإمام الطبري مثلا إلا طبعة بولاق ويراها مباركة.
يقول الدكتور جعفر: دخل علي (البروف) ذاتَ يومٍ في مكتبي وهو عميد لكلية الآداب ليسألني: أليس لك الآن محاضرة في قاعةِ كذا؟ استنكرت أن يأتي عميد الكلية ليحاسبني في مكتبي على عدم الذهاب لمحاضرة، فما هكذا يعامل الأساتذة بجامعة الخرطوم.
قلت ـ ولا بد أنه رأى آثار الإنكار على وجهي- "بلى ولكنني نسيت بسبب انشغالي بهذا البحث" فابتسم وقال "الآن صرت أستاذا" فانطلقت أسارير وجهي وابتسمت وقلت " لماذا؟ " قال لأن الأستاذ الحق هو الذي تشغله بحوثه عن أموره الأخرى".
ثم شرح لي أنه إنما جاء ليستشيرني في مسألة فلسفية أشكلت عليه هو طلابه. كان هذا من تواضعه الجم الذي لم يكن يتكلفه. أبدا. وكان من تواضعه وكرمه أنه كثيرا ما يدعو طلابه إلى منزله ثم يطلب من الشعراء منهم أن يباروه قي تأليف قصيدة في موضوع يختاره.
الأخوات: عاشقة الضاد والمستبدة،،،
شكراً على حضوركما وتشجيعكما، ونواصل سمرنا في حضرة الدكتور عبد الله الطيب إن شاء الله
ـ[د. خالد الشبل]ــــــــ[20 - 11 - 2004, 12:07 م]ـ
الروائي الطيب صالح صاحب الرواية المشهورة (موسم الهجرة إلى الشمال) غير البروفيسور عبد الله الطيب.
http://www.al-jazirah.com.sa/culture/11102004/5.jpg
الأستاذ الطيب صالح
سمر أدبي جميل.
واصِلُوا فالمتابِعون كثيرون.
ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 11 - 2004, 12:32 ص]ـ
الأستاذ /رامي:
بحق تقديمك جميلٍ ومغرٍ ...
أتحفتني بذكر بعض سيرة هذا الأديب ...
هكذا هي حياة الأدباء والأعلام في ترحالٍ دائم ..
يشعرون أنْ لا مكان لهم إلا في هذا البحر ...
(الأدب)
¥