تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

مغيّبون فيها عن الواقع والحقيقة، وهنا تستبدّ الرموز والأشياء والأسماء التي تسكن

أغوار أرواحنا رغماً عنّا .. شئنا أم أبينا!!! هي التي تقفز من فورها .. وغيرها يندس

بجبن وخيانة!! ـ بالطبع كل هذا من غير حولٍ ولا قوة لا منّا ولا منها! ـ تقفز

و كأننا نُناديها .. !

نحن ـ حينها ـ في حالة عري .. فقدان .. ضياع وتشتت!

أما الفرح، فالعكس تماماً!

تختاره عقولنا وقلوبنا بوعي سطحي .. يرفرف مع هذه الفرحة! مغيّباً عن الحقيقة

التي تُريدها أرواحنا! بعيداً ـ بعض الشيء ـ عما تريد تلك الأرواح .. تلك التي لا

تستيقظ إلّا في حالة غفوتنا، وغيابنا عن عالمنا! فتمتهن ـ هي ـ البحث عن كل حقيقة

وصدق وشفافية في حياتنا! دعوني أؤكد مرة أخرى .. أنّ أكثر الأشخاص قرباً منا أولئك

الذين تبحث عنهم أرواحنا المكلومة، ونحن بلا حولٍ ولا قوة!

في الحقيقة نحنُ لا نريد شيء أكثر من: (ص. د. ق)! وَ (خ. و. ف) .. !

ودعوني ـ أيضاً، وكم تركتموني! 1 ـ أضيف للكلمة الأخيرة، ـ لكيلا .. تعتلي

الدهشة قسمات وجوهكم المتسائلة! التي تقطّب حاجباها عجباً! ـ كلمة جديدة .. !

(علينا)!! لتصير (خوف علينا)!. . .))

وعودة لسابق أبيات ...

ـ ما الحكاية ... ؟!

قالت أميمة ما لجسمك شاحباً ... منذ ابتذلت ومثل مالك ينفعُ

أم ما لجنبك لا يلائم مضجعاً ... إلا أقضَّ عليك ذاك المضجعُ

ـ وماذا كان منك أيا شاعرنا .. ؟!

فأجبتها أن ما لجسمي أنّه ... أودى بنيَّ من البلاد فودعوا

أودى بنيَّ وأعقبوني غصة ... بعد الرقاد وعبرة لا تقلع

سبقوا هويَّ وأعنقوا لهواهم ... فتخرّموا ولكل جنبٍ مصرعُ

فغبرت بعدهم بعيشٍ ناصبٍ ... واخال أني لاحق مستتبعُ

ولقد حرصتُ بأن أدافع عنهم ... فإذا المنيّة أقبلت لا تدفع

فإذا المنيّة أقبلت لا تدفع!!!

أحسنت ... !

تجدك أمام كهذا نص ـ أيها القارئ والمتصفّح الكريم ـ قد رقّت روحك ..

وشنف سمعك .. وتأهبت روحك لحديث روحٍ محزونة محروقة ..

بل ستجد أنها غمرتك بدفئها .. فكان هذا الجوّ البارد،الشبم الذي تعيش .. قد

قُلِبَ دفئاً .. تتنفسه روحك وعقلك وقلبك! مشتعلاً قد أحرق كل جليد .. !

أنت أمام هذا النص .. كأنك في خميلةٍ هادئةٍ إلا من خرير الماء .. وانسياب الجدول

في شلالٍ يترنح صوته بأشجان،لواعج ومكنونات تفيض بها نفسه .. فتارة يعلو صوته

ـ هذا الشلّال ـ يخاطب هذا العالم:

وااااحزناااااااه!

ثم ما تلبث روحه أن تستكين .. فيتمتم: بأنها تراتيل قدر، وأنه مؤمن قانع بها غير

ساخط!

ثم لا تلبث ـ ثالثة ـ أن تفيض عيناه ببناتهما .. فلا يدر أين يولّي وجهه؟!

إلا باندفاعه .. وانسكابه في الجدول .. !

ألم تُلاحظ سقوطه من الأعلى إلى الأسفل .. ؟!!

وأنت أمام هذي النقلات البديعة الرائعة .. لا تملك إلا قلبا مشفقا .. وعينا تُشارك بأقل

جودهما .. ! وروح سافرت مع روح أخرى محزونة كليمة .. !

ثم ألم تسل نفسك ـ أيها القارئ الكريم ـ ما سرّ كل هذا الجمال .. وهذا الفن ..

بل وحتى هذا الحزن السافر .. ؟!

أمعن مرة أخرى .. !

ستجدها .. حتماً ستجدها!!

ذات الشاعر .. نفسه، روحه، لغته، براعته .. أسلوبه الفطن الساحر .. الذي صنع لنا

من مثل هذي الحروف (الثماني والعشرين) عقداً جميلاً .. بل زورقاً ملتهباً تميد به

الأمواج يمنة ويسرة ...

ثم ـ أخيراً ـ دعني أصفق لهذا الحوار مع نفسك .. !

وأن أقف إعجاباً بك ـ أيها القارئ الكريم ـ على ما توصلت إليه .. ولعلّي أؤيدك ..

فما هذا الجمال إلا لهذه الروح الشفيفة أولاً،ثم لهذا التناسب الجميل بين اللفظ والمعنى،

وهذا الاختيار الموفق والموفق جداً ... !

أعتذر عن هذا الاستطراد .. وهذا الإسهاب المخلّ للقصيدة (العينيّة) والمتطفل لوقتكم

الكريم .. وما ذاك إلا قراءة يسيرة لما انعكس في نفسي من جمال (بعض) قصيدتنا

(العينيّة) ...

آمل تصويب ما لحقني من خطأ .. فليس للكمال رداء ليزهو به أحد .. وما أنا إلا قليلة

علم أسأل الله أن يكتب لها الرواء ...

أستاذي الاكرم: ابن هشام

في ردك الذي بدأ بأبياتٍ جميلةٍ رقّت لها روحي وسمرت:

هي رَامةٌ فخُذوا يَمينَ الوادي ... وذَروا السيوفَ تَقَرُّ في الأَغمادِ

وحذارِ مِنْ لَحَظاتِ أَعْيُنِ عِيْنِها ... فَلَكَمْ صَرَعْنَ بِها مِنْ الآسادِ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير