مَنْ كان مِنكم واثقاً بِفُؤادهِ ... فهناكَ ما أَنا واثقٌ بِفُؤادي!
ازددتُ إيمانا بذائقتك الأدبية .. وبرقيق معان تختار ..
وإزاء تحليلكم البديع ـ وفقكم الله ـ .. تأمّلت .. ووقفتُ غير مرة.
فمن حقك أن أقول:راااائع.
ومن حقي أن أجهر بروعتك ..
فحين استرسالي في القراءة ـ وأحسب كل من قرأ كذلك ـ كنتُ أعجب
لدقيق تحليل .. وجميل تنوير .. فكنّا في متعة وحبور ..
ولا أجدني سوى معجبة بما أوردتموه .. وموافقة لما توصّلتم إليه ..
فهي حقيقة .. المحب الصادق من لا يجفل حرفه من الجهر بما يعتمل في قلبه ..
ومن ضعفه وقلة ذات اليد أمام جبروت الحب ... فطريقه أبداً غير ممهد .. !
وهكذا دوما هي الأشياء الجميلة .. ! لا نصل إليها بسهولة .. ولا نأمن إن مررنا
بجوارها .. فلديها من السحر ما يأخذ بلبّ لباب القلب والعقل .. !
لا تُخْفِ ما صنعتْ بكَ الأشواقُ ... واشرحْ هَواكَ فكلُّنا عُشَّاقُ
فلقدْ يُعينكَ مَنْ شكوتَ له الهوى ... في حَمْلِهِ، فالعاشقونَ رفاقُ
أتدرون .. !
كم يزداد عشقي للغتي .. عروبتي .. أعشق الأدب وأهله .. إرثنا العربي الخالد ..
تجد كل تعبيرٍ جميل تاهت عنه حروفك في قالبٍ بديع الصياغة ...
وأتدرون ثانية .. ! أحسستُ الآن بتلك اللحظات التي أنطقت (تائية) شاعر النيل!
أحسستُ بحبه .. غيرته .. فخره بلغته .. شكرا حافظ .. شكراً يا مشاعره .. !
أفكر دوماً بأولئك الأدباء الشعراء الكبار الذين أفنوا حياتهم في رفعةٍ وشموخ ..
تلتفّ حروفهم في لغةٍ تعجز كل لغات العالمين عن محاكاتها .. فاسلمي لغتي، وليسلم
أهلك ...
عودة ..
((فهنا قد وجدت هذه المعاني في شعر الشعراء كثيراً،
وإذا فتشت في شعرهم وجدت لها أخوات من الصور
والتعابير، فتقول:
سبحان الله! تجد تشابهاً في الأفكار بين المبدعين من الشعراء،
الصادقين في نقل مشاعرهم، ومشاعر الآخرين،))
وهذا ما أعجبُ له دوماً ... ! فاستكين إلى حقيقة الإبداع التي ترتسم
ملامحها في لغة كل أديب مبدع .. فنعثر على التشابه تتوشح به
حروفهم .. لذا .. أعجبُ أيضاً ممن يعجل في إطلاق كلمة (سرقة أدبية)
على بعض منجزنا التاريخي .. ! فيتشاغلون عن الأهم في تقليب أبيات
للطعن في أحدهم .. فلم يصلوا لحقيقة الإبداع والتشابه الكبير في بعض
الأحايين .. أما ترى أنَّ في بعض التوأم .. شبه وامتزاج .. !
أنستطيع أن نقول أنَّ أحدهما سرق من أخيه .. !؟ ثمة شبه لكن لكلٍ روح .. !
وما هذا إلا للإبداع الذي وهبه الله سبحانه وتعالى من يشاء ..
وقد لا يكون ثمة تشابه .. لكن ثمة إبداع .. وأيضاً في هذا ملكة .. وموهبة ..
((ولذلك نحب قراءة ما يكتبه الأدباء في أشعارهم
وآثارهم لأننا نجد فيها شيئاً منا،))
أحسنت!
بالضبط هذه هي الحقيقة ... فنحن في واقع الأمر .. لا نقرأ لأنها حكايتهم
والخاصة بهم .. بل إننا " نجد فيها شيئاً منا "،
ولن أزيد على بديع ما قلتَ شيء آخر ..
أما بخصوص وقفتكَ الثالثة .. ففيها من الجمال .. ما يلجم غيرها من الحروف
فتتركني متأملة لما قرأت .. باسمة .. معجبة ... فلله دركم ..
أما بعدُ ... !
أعتذر عن الاستطراد والإسهاب، وما هذا إلا لجمال حروفٍ قرأت ..
أشكر الأساتذة الأفاضل: ابن هشام، خالد، سلاف .. ومن يقرأون .. ممن
بودي أن يشاركونا .. في التصويب ونثر الفائدة ...
أشكر الأستاذ / ابن هشام .. لأن جعل لنا الوقوف معه ..
ثم نشاركه .. لنستفيد منه، فيقوّم الزلل ويعفو عن الخطل .. ـ كما ذكرتُ
في ردٍ سابق ـ
كما أشكرهم على أن شرعوا لنا نافذة لقراءة أدبنا العظيم الخالد، و الاعتداد
به ..
آمل أن تصفحوا عن الزلل ..
[ line]
) ينظر: الأسلوب: أحمد الشايب، 74.
2) بطولة الشاعر العربي القديم، العاذلة إطاراً " دراسة نصيّة في تحولات المضمون
والبنية ": د. إبراهيم أحمد ملحم، أربد، دار الكندي، الأردن،ط 1،2001: 227.
ـ[المستبدة]ــــــــ[07 - 04 - 2005, 02:16 م]ـ
البيت الرابع:
قال العلاء بن حذيفة الغنوي:
يقولونَ: مَنْ هذا الغَريبُ بأَرْضِنا؟ ** أَما والهَدايا إِنَّنِى لَغَريبُ
غَريبٌ دعاهُ الشَّوقُ، واقتادَهُ الهَوَى**كما قِيْدَ عَودٌ بالزمامِ أَديبُ
وماذا عليكمْ إِنْ أَطافَ بِأَرْضِكُمْ** مُطالِبُ دَيْنٍ أَو نَفَتْهُ حُروبُ
أُمَشِّي بأَعْطانِ المِياهِ وأَبْتَغي** قلائصَ منها صَعْبَةٌ ورَكُوبُ
[ line]
¥