تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ وسن .. دعينا من أحاديثهنّ التي شطت بنا بعيداً، ولنتأمّل كما كُنا قبل هنيهة!

(منار تُبحرُ في قسمات وجه وسن!)

ـ منار .. ما بك؟! أيّ عالمٍ قبضتِ عليه يجول في وجهي؟!!

(منار باسمة:

ـ هذا العالم الذي أبحثُ عنه يا وسن، هنا بين صباحات وجهك المشرق .. أنعمُ به دوماً، وفي أزاهير فكرك،وسمّوك أتلذذُ بدفئه!

ـ منار .. أنتِ يا عزيزتي لاترتلين إلا ما أشدو به دوماً،حين أنصهر في عالمك الفكري الأدبيّ. مشاعرك الرقيقة التي تعصف بكل جمود هذا العالم الذي أعيش! تميّزك الذي يحملني أن أؤمن ـ دوماً ـ بأنَّ الورود الحمراء مازالت تتنفس على سفوح الجبال المثلجة!

ولكن ما رأيك أن نترك هذي (المغازلة الأدبيّة)، ونعود إلى ما كان حديثنا يورق فيه،قبل أن يأتينَ صويحباتنا بصخبهنّ!

ـ نعم كنتُ سأعود .. لكنني أعجبُ دوماً ـ لن أخفيك، وأسعد ـ حين تنتصرين دوماً لدقائقك وساعاتك التي تودّين أن تنصهر ـ دوماً ـ في كل جميل، وجمالك هذا، هو الأدب الذي أُشاطرك فطائره!

زميلاتنا كُنَّ يخربشن حديثهنّ بالألوان والأزياء،وكل دستور أنثوي جديد! وكنتُ أختلسُ إليك النظر! أعبث بهذه الفرقعة التي أسرتكِ، فأشعر بكمدك! لأني أعلم حقيقتك فأنتِ ـ وأنتِ التي تُجيدين وبمهارة،كل هذه الفنون الورديّة التي يقلّبن الحديث فيها،ويأملنَ أن تقاسميهنّ الحديث ـ تثورين إن بُتِرَ حديثُ الأدبِ بسيف الجرم والظلم! أو انتُهِكَ بسرقةٍ سافرة لملامحه!!

أشعر بفوضويّة تمتلكك في تلك الأحايين! فأُقْبِلُ إليكِ صادحةً بما تُحبين: أنْ أكملي عزيزتي فأنا معك!

تذكركِ ذاكرة لن تغيبي عن أروقتها،صغيرها ولا كبيرها، أذكُرُ حديثاً ـ لكِ ـ ساخراً،يعكسُ هذا الوقت الضيّق الذي نعيشه في جامعتنا، فلا وقت للقاء أو حديث إلا في فسحة طعام! فلا لقاءات مفتوحة لعقولنا،أقول .. كنتِ تسكبين حديثك الساخر في ساعةٍ كهذه التي نعيشها الآن، قلتِ:

" أتدرين يا منار .. أُقدِّرُ (بطني) كثيراً! فهي تتبرّعُ باسمة،جذلى بغذائها لعقلي وفكري!)

أذكرُ أننا ضحكنا غير ثانية، فتعاهدنا أن يدوم هذا التبرّع! فما أجمله من تبرّع،حين نمسك كتاب لنلتهم حروفه،فنستلذَ،أو ندلف عالم أدبي آسر مع بعض الزميلات، أو نحاول أن نقرأ لغيرنا بنقد! لنستعرض عضلاتنا النقديّة التي لم تنضج بعد!،أو نقتل الوقت بحضور أصبوحةٍ أو ندوةٍ أو أننا نحنُ من يُسمع لنا!

كنتِ تتسائلين دوماً وتعجبين: لمَ لا يكون لعقولنا وقت، شبيه بوقت بطوننا! نريد لقاءات مفتوحة غير المحاضرات!

ما أجمل تلك الثلة من المثاقفات (إن صحّ التعبير) اللاتي أشعر بهنّ،وقد تبرعن،فنسعدُ أيّ سعادة!

(وسن .. وقد امتلكها هذا الحديث الشائق،الذي أجاد لمس الروح! وياااااه من يستطيع لمس الروح؟!!:

ـ منار .. نحنُ في هذي الدُنى لن نسعد بشيء بمقدار ما تُسعِدُنَا روح تُجيد مخاطبة الروح! وعقل يعرف كيف يمسك بيد عقلك،ثم يمتطي غيم السماء ليسافر من رقيّ لرقيّ، ومن سموّ لشموخٍ ورفعة ..

ـ وسن!

ـ ما بك؟!

ـ الوقت يا وسن! ستبدأ المحاضرة الثالثة، ونحن لم نُكمل بعد مسيرة جمال قد أخذتني إلى شواطئها،فعجبنا إلى رسمها وفنّها!؟

ـ آه،صحيح!!

ـ لكن أتدرين يا وسن .. رغم الضيق الذي شعرتُ به عندما علمتُ أنَّ أستاذتنا غائبة ـ وبهذا قد غاب كم من المعلومات والأسئلة التي كان لا بد لها من الانتثار! فقد نرتقي! ـ أشعرُ بالسعادة! فهذا الغياب، سكب في أيدينا مزيد وقت، ومزيد فراغ ستفيض به الحروف التي نعشق، بل هاهي فاضت! فشكراً لها!

ـ منار .. يالحديثك الساخر المشاغب هذا! أسعدُ بطريقتك العجيبة دوماً،في إخراج ضيقنا من عنق الزجاجة!

هيّا ,, سيهرب الوقت إن لم نُعالجه بما كُنا قد توقفنا عنده،قبل زميلاتنا وصخبهن!

ـ أجل، وعند أيّ شطّ توقفنا؟

ـ كنتُ أقول لكِ:

ثم تأملي يا رفيقتي، لسحر حروفه حين قال:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير