تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أتركوه فقد ترك ما ضيه يعبث بعيداُ عن هنا .. تركه يعبث بمشاعره .. ويؤمِّلُ حاضره .. !

ماذا سأنتظر بعد؟ قد سار العمر بي،ولن أنتظر مزيد سير، ومزيد ظعن .. سأقف على مشارف دياركم إلى حين قدر ..

سأظلُ هنا عند صحبي (إزاء مبرك الإبل عند الماء!) أرقبُ ما يعتمل في نفسي فقد أحظى بالنظرة، وقد سيّرها صاحبها

لا يدري عما بقلبينا شيئا .. ! لن يدري عن آيات طهر ستنسكب في أرواحنا عند اللقاء ..

سأنتظر، فقد ضيّفني الصبر ولكنه رحل .. فأجملوا بربكم ولا تقهروا .. !

أتركوا هذا (العود) ينتظرُ ناقته تأتي ليرعاها وترعاه بالنظر .. !

ورب الكعبة، ليس أكثر من النظر .. !

كانت لي وقفة قويّة مع روحي، إزاء البيتين الأخيرين:

وماذا عليكمْ إِنْ أَطافَ بِأَرْضِكُمْ

مُطالِبُ دَيْنٍ أَو نَفَتْهُ حُروبُ

أُمَشِّي بأَعْطانِ المِياهِ وأَبْتَغي

قلائصَ منها صَعْبَةٌ ورَكُوبُ

ففيهما من الانكسار والنهاية (الصبر)، والحب الذي فاضت به نفسه فلم تجد الحلول سوى الوقوف غير ساعة،لانتظار

من (يبغي)، سأترككم مع هذي الكلمات القويّة:

مطالب دين، نفته حروب، (أمَشِّي، وهذه ليت ابن هشام يقف عند البلاغة في هيئتها)، أبتغي، قلائص (وهذه الحلم المقصود، والقيد الآسر من كل هذا الذي كان!)، (صعبةٌ وركوبُ، وهذه ـ أيضاً ـ ليته ـ وفقه الله ـ يمتعنا بالخلفيّة التي تنّدسُّ فيها الكلمتين)

**

سأقف معكم على ما ذُكِرَ في مختار الصحاح، دائرة المعاجم في مكتبة لبنان، د. ط، 1999: 482ـ عن (قلائص):

(القَلُوصُ) من النُّوقِ الشَّابةَّةُ وهي بِمَنْزِلَةِ الجَارِيَةِ من النِّسَاء وجَمْعُها (قُلُصٌ) بضمتين و (قَلائِصُ)، ... )

لا أدري، أشعر أنّي اكتفيتُ بهذا المعنى (الذي في مختار الصحاح)، عن مزيد تحليل،أو سبر غور للمعاني، وعن كل ما قد يشوّه ما ارتدَّ بنفسي،بعد

أن قرأت هذا المعنى .. فأدركت ما لذي يبحث عنه هذا (العود)، وليتني أستطيع أن ألّون ما أحسسته بعد قراءة (مختار الصحاح) بحروفي، لكن العزاء أن ثمة ما يفوق الوصف ..

فلله درّك أيها الشاعر المجيد (العلاء بن حذيفة الغنوي)،ولله ما أجمل قصائد أترابك في عصرك! وشكر الله لمن يزيل غبرة الزمن،عن مثل هذا الطهر والجمال.

[ line]

وضُرِبَ جرس بداية محاضرةٍ جديدة ..

فسارعتْ منار تستفهم:

ـ أوه ... ! وماذا عن:

باتَ ساجي الطرفِ الطَّرفِ والشوقُ يُلِحُّ

والدُّجى إِنْ يَمْضِ جُنْحٌ يأتِ جُنْحُ

وكأَنَّ الشرقَ بابٌ للدُّجى

مالَهُ خوفَ هُجومِ الصُّبحِ فَتْحُ

لا تَسلْ عَنْ حالِ أَربابِ الهوى

يا ابنَ وُدِّي، ما لذاكَ الحَالِ شَرْحُ

يوم مِنَّا الرَّكْبُ بالرَّكْبِ التَقَى

وقَضى حاجَتَهُ الشَّوقُ المُلِحُّ!

بادرتُها:

ـ ولكن ما رأيك بالصمت .. في حرمة هذا الجمال؟؟!

(دخلت الأستاذة .. فنظرتُ لمنار، وغمزتُها:

ـ أنْ في الوقت قادم، وفي الأستاذاتِ غيابٌ كثير .. !

[ line]

قررتا (وسن ومنار) أن ينتظرا البيت الخامس ...

فإليه ...

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[15 - 04 - 2005, 10:37 ص]ـ

الأستاذ الفاضل الأديب ابن هشام .. إخواني الأدباء أخواتي الأديبات

أستأذنكم في التعليق بشيء يسير على الأبيات الثلاثة التي أوردها ابن هشام نقلا عن عيون الأخبار وهي:

إذا كان إخوان الرجال حرارةً **** فأنت الحلال الحلو، والبارد العذبُ

لنا جانب منه دميث وجانب **** إذا رامه الأعداء مركبه صعبُ

وتأخذُه عندَ المَكارمِ هِزَّةٌ ****كما اهتزَّ تحت البَارحِ الغُصُنُ الرَّطْبُ

ولا أدعي أني بلغت ما بلغتموه في مضمار الأدب:

وابن اللبون إذا ما لُزّ في قَرَن ***** لم يستطع صولة البُزل القناعيس

فقد شغلني النحو والتصريف فنأيت بعض الشيء عن ظل الأدب الوريف.

أعود للأبيات فأقول: لم أجد في البيت الأول وجها لقوله:

إذا كان إخوان الرجال حرارةً

فتشبيه الإخوان بالحرارة،أو جعلهم كأنهم مخلوقون من الحرارة _ كقول الخنساء: فإنما هي إقبال وإدبار_ أمر غيرمستساغ في الذوق إذ لا يتصور مثل هذا المعنى، فالإخوان قد تشوب أخلاقهم بعض الشدة والحرارة ولكن لا يبلغ بهم أن يكونوا مثل الحرارة أ كأنهم مخلوقون من الحرارة، والأشبه عندي أن يكون في البيت تحريف وقد يكون صوابه:

إذا شان إخوانَ الرجال حرارةٌ .... أو:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير