تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 07:00 م]ـ

البيت السابع:

مَنْ كانَ يَزعمُ أَنْ سَيكتُمُ حُبَّهُ

حتى يشككَ فيهِ فهو كذُوبُ

الحبُّ أغلبُ للفؤادِ بقَهرهِ

مِن أَن يُرى للسترِ فيه نصيبُ

وإذا بدا سرُّ اللبيبِ فإِنَّهُ

لم يَبدُ إلا والفتى مغلوبُ

إِنِّي لأُبغضُ عاشقاً مُتستراً

لم تتهمهُ أعينٌ وقُلوب

...

لقد ذكّرنا ابن هشام بما لم ننس. بـ

مَنْ كان مِنكم واثقاً بِفُؤادهِ

فهناكَ ما أَنا واثقٌ بِفُؤادي!

من جميل ما تغنّت به الذاكرة ..

يقول ابن هشام:

وكأني به قد ذاقها ثم وصفها فوقع في وصفها على دقائق لم تتهيأ لغيره"""

وتقول المستبدّة: ألم نقل:أن الصدق هو مفتاح القصيد للنشيد البديع؟

ابن هشام:

" وهذه الأبيات قد نسبت لأبي العتاهية أيضاً، غير أنه ليس فيها روح أبي العتاهية الزاهدة، وهي أليق بالعباس منها بأبي العتاهية ".

عند مثل هذا نقف .. فالكبار يتحدثون.

أما والحديث عن الحب فهو لعمري ذو شجون ... لن أطيل هنا فثمّ من يجيّر البياض لسواد يلّف بعضا من الفكر .. ولكن ...

إن الحب حين يكون في رابعة النهار فهو الحب وربي.،في فطرته وقدسيته،أما وإن كان في ظلمة أسرفته وأرهقته .. فلا غبار أنه زائل بزوال النهار .. ينتظر شمسا ليهرب في عزلته .. وأنه مذموم جملة وتفصيلا ..

ولقد فصّل الشعراء في هذا وكان منهم .. من تأنق شعره في وصف الحب .. وقدسيّته .. لكني ألحظ أنّ رأي البعض يقول: كل من قال شعرا يصف فيه أو يتوجد ــ ليس الوصف الفاحش .. ولا التوجد المذموم ـ يكون قصيده سلبا أمام الأخلاق الفاضلة،وإني لأرى غير ذلك ..

فمنهم .. من جاء قصيده لمحبوبةٍ دون غيرها، علّقه بها رب العباد ــ وصحيح لو صرف طاقته للعبادة لما كان منه تعلقا مسرفا بها ــ فكان قصيده.وقد لم يكن يرغب وقت ذاك أن يعلن جلّ شعره .. ! لا ندري عن كثير من القصيد .. في بروزه للملأ! ويجب أن أقول أيضا: رغم ذلك،فالشعراء في عفتهم عند ذكر الحب هم الأولى بالإشادة ..

أما بخصوص الإعلام .. للحق أنّه شوّه الكثير .. في نظر جيل قادم يعيش الآن (مراهقته) ـإن صحّ التعبير ـ لكنني أؤمن كثيرا بأن العاقل الحصيف والتربية السليمة، ستقذف بذلك كله .. ولن ينالها شيئا منه.

خاتمة:

إن الحب بشجونه وألوانه العِذاب نعيشه نحن المسلمون حقا .. نحن من نتلذذ به ونسكن .. فالإسلام نعمة عظيمة قد تظل تلك العظمة نكتشفها كل يوم في سبلنا الحياتيّة .. لقد أزال وأضاف وأطّر. وأقول إن الحب في قصيد شعرائنا الأقدمين يحلو لي كثيرا .. نجده بألوانه .. لتختار الابنة والأخت والزوجة والصديقة و ... و ... و ... ما تهدي منه، بل وعلى الصعيد الأعظم .. قصيد نرتله للإله سبحانه وتعالى شكرا وعرفانا،ولنبينا الحبيب صلوات الله وسلامه عليه.

أشفق كثيرا على من إذا ذكرت قصائد الحب أمامهم تلوّنوا وزُمّت الشفاه غضبا .. إنهم لا يعيشونه ولا يعرفون منه إلا سواده الذي تشوّه به بعضهم الآخر ..

ألم نقل:إن الحب ذو شجون ... !

والسلام عليكم ورحمة من الله وبركاته أيها الأحباب ..

ـ[المستبدة]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 07:17 م]ـ

البيت الثامن:

قال الشاعر

لو كانَ يُوجَدُ عَرْفُ مَجْدٍ قَبْلَهُمْ

لَوَجَدْتَهُ مِنهُم على أَميالِ

إِنْ جئتَهُم أَبصرتَ بينَ بُيوتِهمْ

كَرَماً يَقيكَ مَواقفَ التسآلِ

نُورُ النُّبوةِ والمكارمِ فيهمُ

مُتوقِّدٌ في الشِّيبِ والأَطْفالِ

تصوير دقيق مفصّل ذلك الذي جاء به شاعرنا ابن هشام ..

في الحقيقة أبيات أمية بن أبي الصلت يمدح ابن جدعان:

جيدة خرج بالمعني إلى أقوى مظاهره ..

أما وبيت المتنبي هنا .. فلتصفح الأبيات السابقة واللاحقة .. فلقد أخمد كل نور نورها .. !! بيت عظيم لشاعر تروم قصائده النجوم ..

يقول:

وفي النفس حاجات وفيك فطانةٌ

سكوتي بيانٌ عندها وخطابُجمال سافر في تحقيق المعنى ..

حين جاء ذكر المتنبي توقفت .. ! أردتُ أن أستعد لأبيات جميلة، ستأخذ مني تأملات في ذاتها فريدة!

في الحقيقة أنا أقرأُ المتنبي كل يومٍ قراءة جديدة .. أتلذذ بقطع حروفه .. فتقفز ذائقتي فخرا .. وتسمر كلماتي في فضاءات فنّه ..

كلما حاولت أن أعلّق هاهنا،يلفّ حروفي الخجل في نثر بيتِ أحمد.

يكفيه أن يكون كما هو:

وفي النفس حاجات وفيك فطانةٌ

سكوتي بيانٌ عندها وخطابُ!! ..

فكفى .. الصمت في حرم الجمال جمال!

البيت الثالث:

هنا اختالت الحروف في ذكر الحبيب النبي صلوات الله وسلامه عليه،بأبي هو وأمي .. تضيء الكلمات أينما حل ذكره صلوات الله وسلامه عليه .. وحان للشوارد الفخر والتيه بذكر المصطفى الحبيب صلى الله عليه وسلم في صفحاتها ..

ويكفني من هذا البيت قول أستاذنا ابن هشام:

" وقد أحسن الشاعرُ أيما إحسان عندما ربط هذه المعاني الرائعة من الكرم والمجد والسؤدد بنور النبوة في سيدنا ونبينا محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والسلام. فإن بني هاشم على فضلهم وعلو نسبهم، ما كان لهم أن يبلغوا هذه المكانة في نفوسنا إلا لشرف النبوة الذي خص الله به نبينا محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم عليه الصلاة والسلام."""

" وهذا حق فرَّطنا فيه كثيراً في زماننا هذا عفا الله عنا"

نعم وربي .. أشدّ على يديك ابن هشام .. لقد فرطنا كثيرا كثيرا ..

ولعلنا في قابل الأيام نفرد للأبيات التي قيلت في حضرته صلوات الله وسلامه عليه، موضوعا نثريه حديثا وبيانا،وهذا يخجل أمام الأكثر.

شكري وتقديري ابن هشام ..

فحروفك المسك أنّى وطأت ..

ننتظر شاردا تاسعا!!

أمّا:

"إنَّ في مُنتدى الفَصيحِ لَسِحْراًيتركُ القَلبَ دَالهاً ليسَ يَهْنَا

يارِفاقَ القريضِ طَابَ هَواكمْإِنْ تُكُونوا أَحببتُمونَا فَإِنَّا .. "

فلله درّها .. إن للفصيح ذاك السحر .. أخوة هنا جمعتنا الكلمة الطيبة والعلم الذي جعل بيننا نسبا .. إنّها مودّة طاهرة سامية لا ينالها إلا كل صاحب قلب أبيض ..

وفق الله الجميع

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير