تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ ثمة مقولة كانت شائعة مفادها ان مصر تكتب ولبنان تطبع والعراق تقرأ كيف ترى هذه المقولة اليوم ألا تزال صالحة؟

ـ سمعت هذه المقولة بأن السوداني يقرأ ويبدو أنه طالما انه يحل بلد محل بلد آخر يبدو ان المقولة مصابة من منطقة الحق ان السودان يقرأ ولا شك في ذلك لانه لا يطبع واكثر ما قريء للسودان ـ الفيتوري، تاج السر حسن وغيرهماـ طبع في مصر لكن لا اريد ان اجعل من هذه المقولة مقولة محببة او مثيرة كما يريد بذلك اصحابها، الملحوظ ان الذين يقرأون في السودان ربما متوسطو الحال والجماعات التي تتوقع منها ان تقرأ بحق من الصفوة لاتقرأ حتى الصحف اليومية تشترك لهم فيها مصالحهم والمكتبة ليست جزءا من بنيانها وحينما قرأت هذه الفئة خلال الحركة الوطنية قرأت لجزء من الحركة الثقافية المصرية بمعنى انها كانت متحلقة حول الكاتب المصري حتى داخل السودان ويتابعون الصراعات والمناقشات الفكرية في مصر وهي ظاهرة سلبية نظرا لبعدها عن المحلية ومنذ الاستقلال اصبحت خارج الحسابات وهذه الصفوة اصبحت خارج الضوء احيانا.

من تجربتي ارى أنه تحدث صحوة حيث كان هناك تباطوء وهناك شعراء وكتاب كثيرون وتدخلت الحكومة لنشر الكتب والدواوين ولكنها محاولات متقطعة ومتباعدة لان الثقافة ليست عمل الحكومة، لذا نزيح عن هذه العبارة الوهج واللطف والغنى الذي يضحك الناس على هذه العبارة واكثرها كانت تحرك الافكار السياسية المباشرة والحركة الشيوعية خلقت طبقة من الكتاب والشعراء وكذلك الحركة الاسلامية، والاحزاب الكبرى ذات القرار لم يكن لها فكر وثقافة بعكس الاحزاب ذات الفكر العقائدي التي كانت كتبها تدور حول فكرتها.

ـ على هامش الصراع العربي الاسرائيلي كان المبدع العربي في السنوات الساخنة سياسيا جنديا في ساحة ميدان هذا الصراع هل يحق لنا القول ان هذا الجندي تراجع الى جبهات باردة او ما عاد جنديا في الصراع اصلا؟

ـ في الستينيات وابان تفجر الحركة الفلسطينية كان الشاعر تابعا للفعل الفدائي الاستشهادي، كان يدور في بلاط الحدث الاستشهادي وكان الشاعر يزين الفعل بعد وقوعه كتمجيد الحجر وتمجيد الجسد ولكن اين الابداع، اين الوعي بمايجري وكيف نعبر فكريا عن الشيطان الذي نرجمه، نحتاج الآن أن نعرف اكثر اذا كان الفكر العربي والاسلامي قد استبطن هذا الشيطان ونال واحرز وعيا دقيقا به في سياق استضعافنا الطويل كأمة عربية اسلامية.

والى اي مدى نجحنا بواقع مثل هذا الوعي من تقريب القضية الفلسطينية وتنزيلها في وقائع سياسية وبمجرد تمجيد الحجر نحن ننفي القضية الفلسطينية وكأنها تقع خارج حدودنا لانها تمتد الى حقائق حولنا في مواطننا العربية والمحلية وحرية التعبير والعدالة الاجتماعية باعتبار ان تحرير فلسطين مرتبط بجملة تحريرات لازمة في وطننا العربي ويبدو اننا لم نتحرك كثيرا او قليلا في خطة استبطان القضية الفلسطينية فهي لا تزال حدثاً خارجياً الفرق بينها وبين ماكان في جنوب افريقيا انها تقع بالنسبة لنا مع اناس قريبين منا جدا.

ـ برأيك ماذا ينتظر المشهد الثقافي العربي في ظل التوجه المطروح حاليا عن شراسة العولمة وهل هو كذلك بالفعل خاصة وانك مقيم في الولايات المتحدة الامريكية؟

ـ نحن بحاجة الى ان نخاف من العولمة الذي يبدو انه باق في الكتابات العربية وهذا يذكرني بتصرف وقع من السودان قادم من امريكا وذهب لتغيير العملة وقال لهم هذا دولار من بلد الدولار، العولمة حلقة اخرى من استضعافنا الذي نشترك فيه كمسلمين وعرب مع عالم آخر واسع فالقطبية الواحدة ليست حدثا فالاستعمار القديم كان قطبية عربية واحدة، واقصر المسافات لم ينتسب الى حسنا بالعالم الذي نحن فيه بينما هو فعل قديم فقد أحس الناس في آخر القرن الماضي بأن العالم اصبح قرية بعد اختراع البخار والتلجراف، العولمة إذن ما لم تنظر من موازين القوة والاستضعاف فسوف نرعب منها ونعتقد انها آخر الزمان.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير