تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

*وقال الرسول صلى الله عليه وسلم:" ألا فاستوصوا بالنساء خيرا". فهل أخذتم بهذه الوصية، فعملتم على صيانة المرأة المسلمة، مع جهلها وعريها وغرورها؟.

أتدري أخي القارئ أن المرأة المتبرجة بالشارع اليوم والمتعرية والمكشوفة إلا من رحم الله، هي أخت فلان أو ابنته أو أمه أو خالته أو عمته أو زوجته ... ؟.

ألا تعلم كم من مسلم اليوم يعيش الشرود عن دين الله بسبب المرأة؟.

اسمع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يحدثنا عن شرود لم يصل الى الزنا والوقوع في الحرام.

عن خوات بن جبير قال:" نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران قال: فخرجت من خبائي فإذا أنا بنسوة يتحدثن فأعجبنني فرجعت فاستخرجت عيبتي فاستخرجت منها حلة فلبستها وجئت فجلست معهن، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من قبته فقال: أبا عبد الله ما يجلسك معهن؟ فلما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم هبته واختلطت قلت: يا رسول الله جمل لي شرد فأنا أبتغي له قيدا، فمضى واتبعته فألقى إلي رداءه ودخل الأراك كأني أنظر إلى بياض متنه في خضرة الأراك، فقضى حاجته وتوضأ فأقبل والماء يسيل من لحيته على صدره أو قال يقطر من لحيته على صدره، فقال: أبا عبد الله ما فعل شراد جملك؟ [9] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn9) ثم ارتحلنا فجعل لا يلحقني في المسير إلا قال السلام عليك أبا عبد الله ما فعل شراد ذلك الجمل؟. فلما رأيت ذلك تعجلت إلى المدينة واجتنبت المسجد والمجالسة إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فلما طال ذلك تحينت ساعة خلوة المسجد، فأتيت المسجد فقمت أصلي وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من بعض حجره فجأة فصلى ركعتين خفيفتين وطولت رجاء أن يذهب ويدعني، فقال: طول أبا عبد الله ما شئت أن تطول فلست قائما حتى تنصرف فقلت في نفسي: والله لأعتذرن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولأُبرئن صدره، فقلت: والذي بعثك بالحق ما شرد ذلك الجمل منذ أسلم، فقال: رحمك الله ثلاثا ثم لم يعد لشيء مما كان". [10] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn10)

رسول الله يتبع هذا الرجل بالتوجيه والنصح إلى حين إعلانه التوبة من فعله، وهو مجالسة نسوة، دون الوقوع في الحرام، فكيف لو حضر رسول الله صلى الله عليه وسلم مجالسنا، وشاهد حالنا؟.

وديننا يقول ويقول ويقول، وما أروع ما قال ويقول ...

-أخي القارئ تخيل لو أن ذنوبنا لها روائح أكنا نقدر على الجلوس أمام من نحب ومن لا نحب؟. [11] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn11)

قال بعض أحبار بني إسرائيل: يا رب! كم أعصيك، ولا تعاقبني؟ فقيل له: كم أعاقبك، وأنت لا تدري؟ أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟. [12] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn12).

وجاء في الأثر: اللهم أرنا الأشياء كما هي.

وهذا كلام حسن غايةً، وأكثر الناس لا يرون الأشياء بعينها؛ فإنهم يرون الفاني كأنه باقٍ، ولا يكادون يتخايلون زوال ما هم فيه - وإن علموا ذلك - إلا أن عين الحس مشغولة بالنظر إلى الحاضر، ألا ترى زوال اللذة، وبقاء إثمها. [13] ( http://www.tafsir.net/vb/newthread.php?do=newthread&f=13#_ftn13)

اقرأ معي هذه القصة الطريفة: كان شاب في العشرين من عمره في قمة السعادة حينماأيقظته والدته لكي يستعد لسفر أداء العمرة، ركب الباخرة مع أهله، وبدأت السفينة في الإبحار، وفي ذلك الوقت كانت العائلة في المطعم تتناول الغداء، واستغل الشاب انشغال الجميع وذهب إلى سطح السفينة ليشاهدويتمتع بمنظر البحر، وذهب إلى نهاية السفينة وبدأ ينظر إلى أسفل، وانحنىأكثر من اللازم لكنه وقع في البحر، وأخذ يصرخ ويطلب النجدة ومن حسن حظه أن أحد المسافرين سمع صراخه فضرب جهاز الإنذار ورمى نفسه في المياه لإنقاذه. تجمع المسافرون وهرول المتخصصون وبسرعة ساعدوا الرجل والشاب وتمت عملية الإنقاذ، ونجا من موتمحقق. بعد استفاقته بحث عن الرجل المنقد وحضنه وقال: لا أعرف كيف أشكرك لقد أنقذت حياتي من الغرق. فرد الرجل عليه قائلاً: يا بني أتمنى أن حياتك تساوي إنقاذها؟.

هل فهمتهذا المثل جيدًا؟.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير