تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ولايفوتني هنا أن أقول أني لاأستطيع ادعاء أن فضيلتك من أصحاب الاسهامات العلمية أو القيمة العلمية وكذلك لاأدعي أن فضيلتك ليس كذلك، لأن مجال هذا التحديدلأهل العلم والفكر الكبار الراسخين.

ونظرا لأن في كل زمان ومكان كان العلماء يشتكون من وجود طلبة علم وعلماء متبلدين الطبع والعقل (بنص كلام المسعودي) "ج1 العبر ص4"،وكان ابن تيمية يُحمِّل المنتسبين الى السنة في زمنه مسئولية انتشار الأشاعرة لأن هؤلاء المنتسبين للسنة كانوا (تارة يروون مالايعلمون صحته وتارة يكونون كالأميين الذين لايعلمون الكتاب الاأماني ويعرضون عن بيان دلالة الكتاب والسنة على حقائق الأمور) "فتاوى ج12 ص 23".

وخاصّة في هذا الزمان الذي أقبل فيه الشباب على طلب العلم الشرعي من كل صنف ولون، فوجدنا منهم من حفظ الكثير وقرأ وثابر، لكنه لايتعدى أن يكون من أهل الحفظ أو هو أقرب لهم من قربه لأهل العلم، علما بأن الانضمام لأهل الحفظ متيسر لكل من يثابر على الحفظ والقراءة، أما الانضمام لأهل العلم والفكر فهو لايتيسر الا لعقول معينة لها امكانيات معينة في ذاتها وفي طريقة ادارتها لنفسها ولأنواع معينة من الطبع والوجدان مما يجعل الانسان قادرا على بناء ثقافة ناضجة وفكر ثاقب في تقدم مستمر، ولايجوز ياشيخنا الفاضل أن يصرح علماؤنا في هذا الزمن ويميزون بين أهل الحفظ وأهل العلم والفكر بالأسماء في زمن عز وقل فيه النصير، ولذلك نحن نشكر كل من له مساهمات في الدعوة الى الله تعالى. ولكن ياشيخ اذا أقدم أحد على نقد وتحليل لكلام أحد اهل العلم والفكر ثم بعد ذلك قام يرتب نتائج وتقييم خطير وفظيع يخالف به علماء جيلَين بتمامهم.

فهذا إما أن يكون رجل ممن عرفناه معرفة ضرورية بأنه من أهل العلم والفكر فنقول هذا رأيه (ككتاب عبد الصبور شاهين كمثال)، وإما أن يكون ممن لانعرف أنه كذلك – بهذه المعرفة الضرورية- مثل فضيلتك ياشيخ، فنحن لانعرف أفضيلتك أقرب لأهل الحفظ أولأهل العلم والفكر،ولذلك ياشيخنا فنحن نجلك لكن المنهج العلمي يُوجب علينا أن لانلتفت لدراستك ونقول لك (لقد كُفيت) ورحم الله زمانا قال فيه الامام الحجة "مالك" رحمه الله – تعالى - (وددت أن لو خرجت من الدنيا كفافًا لالي ولاعليّ) وهو من هو الامام مالك صاحب المذهب! قد كُفيتّ بعلماء جيلين، وكُفينا نحن بهم وليس لك إلا ان تنتقد في حدود مانتقدوا وليس لك أن تغلوا بهذا الشكل مما يجعلك أيضا تخلع على هؤلاء الأجلة بشئ من أوصاف المهادنة في الدين أو الغفلة والتقصير عن جهاد الدعوة!.

والآن انا رأيت فضيلتك بنيت نقدك على أسس غير صحيحة، كقولك في احدى مشاركاتك - مامعناه - بأن العقاد بذل سنين كثيرة من عمره في السياسة مما شغله عن التحصيل العلمي والفكري والأدبي أو بنحو ماقلت، وهذه جرأة منك عجيبة وكأنك شاهدت بل عايشت هذا الواقع! رغم أن العلامة محمود شاكر ثبت ماننقض به كلامك فيقول (فالرافعي والعقاد أديبان قد أحكما أصول صناعتيهما، كل في ناحيته وغرضه، وأفنيا الليالي والأيام والسنين في ممارسة ماهو فيه واليه، وكلاهما يعلم عن عمل صاحبه مثل مايعلم عنه، ولايظن بأحدهما أنه يجهل قيمة الآخر) جمهرة مقالاته ص127، ثم إنك ياشيخ تتجاهل كلام علماء الجيل السابق والحالي الذين ردوا على العقاد وبينوا أخطائه كأي عالم أو مفكر من مفكري الأمة ولم يتلفظ أحد منهم بشئ مماتلفظت به من تهم دينية وأخلاقية وفكرية وأدبية بمثل هذه الشناعة والفظاعة دون أية أدلة أو بينات مُعتبرة شرعا بل هناك من الأدلة المُعتبرة ماينقض أدلتكَ المُدعاة! فعندك محمود شاكر في كلامه الذي نقلته لكم في المقال السابق كان هذا الكلام مقتبسا من رد شاكر على سيد قطب بعد أن كتب "سيد قطب" في مجلة الرسالة متنقصًا من أدب "الرافعي" ليُرضي أستاذََه" العقاد" وكان "سيد" وقتها (قبل أن يتجه للاتجاه الاسلامي) تلميذ في مدرسة العقاد الأدبية فلو كان العقاد يصدُق عليه رُبُع ماتزعم أنت لكان حريٌ بمحمود شاكر أن يتعرض لشئ من تلك الفظائع عن العقاد في رده على سيد قطب، ولكن "محمود" لجأ للرد العلمي الأدبي ثم أثنى على العقاد كما نقلت لكم وهو ثناء في مثل هذا الموطن له دلالته الواضحة لكل ناظر وخاصة أن محمود شاكر (يتبين من كتاباته أنه شديد القسوة شديد الهجوم، يلاحق من يخالفه بالرأي ملاحقة

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير