تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ان أمامنا نماذج أخرى، تضيف للحقيقة التي عرضناها في بداية المقال، اضافات ذات دلالة، منها ماعرضه موقع المرصد لمقاومة التنصير اخيرا –يوم 29 اغسطس2010 - عن واقع إمرأة كريمة عفيفة، من خلفية مسيحية -وصف "أبو يحيي السيدة "كاميليا" بأن عندها (دماثة خُلق، مؤدبة جدا، حيية) -، أسلمت منذ سنوات، وأصبحت رغم صعوبة ماتواجهه من ملمات الحياة، ثابتة الجأش، واثقة النفس، صلبة الإرادة، يهون عندها كل شيء مادامت على اسلامها وفطرتها السوية. (نحسبها على خير ولانزكيها على الله) وقد ذكر ابن القيم في كتابه طريق الهجرين سبب من اسباب اعتزال الشرفاء الكفر والضلال والعصيان فذلك راجع إلى:"شرف النفس وزكاؤها وفضلها وأنفتها وحميتها" وهو ماعبرنا عنه في المقال السابق ب" فعل العقل الشريف" وكما يقول في مدارج السالكين ان الإنسان الشريف يشرف بالله، بالصناعة والرعاية والتكوين:" هي به شريفة وهو وجه كونها بالرب تعالى وأوليته أمرا وتكوينا وإعانة "وهنا سنتبين من كلام السيدة الكريمة التي سنذكر اسمها بعد سطور، مدى قدرتها الذاتية وخيرية شخصيتها وشرف عنصرها، وتعلق قلبها بالله عز وجل ومعرفتها بالخلل في عقيدة المسيحية كالأسرار السبعة والإعتراف، فقد نقدتها مرات-كما فعلت كاميليا التي قالت "لو شديت قضية "الخطية" اتهدت النصرانية كلها" وتقصد كامليا، عقيدة الخطية الموروثة ومايرتبط بها من لعنة وفدية وقتل الرب – ان ذلك سيضيف إلى رصيدنا الإيماني خبرات يقينية وعقلية وقلبية لوقائع دالة تثير الدهشة،خصوصا لو علمنا أنها نماذج رقيقة انبثقت من صخور كثيفة التعصب والتصلب والعنف!، انها تدل دلالة مباشرة على تعلق الروح البشري الفريد (عندنا في الإسلام فرادة الإنسان " ولذلك خلافته على الأرض" مقابل نجاسة الإنسان في المسيحية، ولذلك وجوب قتل الرب نيابة عن الإنسان في المسيحية) تعلق الروح البشري بالله عز وجل، وهنا يستحق الرب تعالى الحمد فهو الذي من علينا بمعرفته والإسلام العظيم، وهداية شرفاء النفس، " الحمد لله الذي جعل لمن لاذ به واتقاه من كل ضائقة مخرجاً، وأَعقب من ضيق الشدائد وضنك الأَوابد لمن توكل عليه فرجاً، وجعل قلوب أَوليائه متنقلة من منازل عبوديته من الصبر والتوكل والإِنابة والتفويض والمحبة والخوف والرجا. (من مقدمة "طريق الهجريتين وباب السعادتين" لإبن القيم رحمه الله)

.. إنها سيدتي " هويدا صادق شنودة المقدس" ابنة أخت الممثل جورج سيدهم والتي أجرى المرصد لمقاومة التنصير (أخي خالد الحربي) حوارا معها بالصوت والصورة، في التاريخ المشار اليه- أسأل الله أن يرضى عنا وعنها (كتبت لقب سيدتي، وكنت قبل أن ارسل المقال إلى المرصد، أتأمل هذا اللفظ ومايعنيه لي فعلا، وقد قلته عن خبرة بنساء الغرب ايضا ويمكنك القيام بمقارنة! ... وإذا بي وأنا أقرأ مقال الدكتور ابراهيم عوض "هُبل والمؤمنة" أجده يكرر لقب" السيدة" مرارا، فتأملت الأمر وهو أن المَلَك يُلقى في نفوسنا معان، مرتبطة بنماذج خالدة تستحق أن تصير من سادة وسادات البشر، كآسية إمرأة فرعون، وسمية أم عمار بن ياسر رضي الله عنهما- ولكم أن تتذكروا صحابيات آخر كان لهن مواقف شريفة في مواقف ومواقع ومعارك! - وهي نماذح تؤثر على الضمير البشري وتحفر فيه حفريات لايمحى أثرها ابدا، فهي دعم للفطرة السوية والروح العالية. ودعم عظيم للإنسانية الراقية في زمن المادية الحديثة والعلمانية الخبيثة!

لقد ضربوا سيدتي (ايمان وهي هويدا صادق قبل الإسلام) حتى اصيبت في رأسها، وقد أشارت أن آثار الإصابة مازالت موجودة كما منعوا عنها الطعام والرعاية، والحركة، حتى قالت: لو قتلوني يكفي اني ساموت مسلمة شهيدة. (فانظر إلى منزلة ودرجة الإنتماء وانظر الى بصرها أين وقع؟!)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير