تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

وجاءت امها بقسيس الى البيت فعرض عليها اغراءات شتى. وجهالات متعددة!، فكان رد فعلها يدل على صحوة ضميرها وتوازن عقلها، وسبقه لعقل القسيس ولروحه القدس!، قالت له:انت جئت من سكة غلط! (إمرأة عاقلة مؤمنة بألف قسيس، سبحانك ربي!)، ولما نفذت وسائل الإغراء أمر القسيس أمها بوضع: سكينة وملح وانجيل تحت رأسها! (ونعم الفكرة الجاهلية!، من أين استقي القسيس علمه وسحره هذا!؟ يبدو أن القسيس نسج من حيل العوام ورقع!! وخيطه بمافي ثقافته من سخافات وجهالات .. بيد ان هذه الإهانات العنيفة والتعذيب النفسي والجسدي لم تستطع ان تنتصر على عقلها الشريف وايمانها النظيف فهربت إلى الله. بما كان منها من عزمة صادقة، عزمة كان ابن القيم قد وصفها قبلا:" هى عزمة صادقة ونهضة حر ممن لنفسه عنده قدر وقيمة يغار عليها أَن يبيعها بالدون، وقد جاءَ فى أثر إلهى يقول الله عَزَّ وجَلَّ: ((ابْنَ آدَمَ خَلَقْتُكَ لِنَفْسِى [فلا تلعب وتكفلت برزقك فلا تتعب ابن آدم أطلبنى تجدنى] فَإِن وجدتَنِى وَجَدْتَ كُلَّ شَيءٍ، وَإِنْ فُتَّكَ فَاتَكَ كُل شَيءٍ، وَأَنَا أَحَبُّ إِلَيْكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ))، فمن طلب الله بصدق وجده، ومن [وجده] أغناه وجوده عن كل شيء، فأَصبح حراً فى غنى ومهابة على وجهه أَنواره وضياؤه، وإِن فاته مولاه جل جلاله تباعد ما يرجو وطال عناؤه، ومن وصل إِلى هذا الغنى قرت به كل عين لأنه قد قرت عينه بالله والفوز بوجوده، ومن لم يصل إِليه تقطعت نفسه على الدنيا حسرات" (طريق الهجرتين وباب السعادتين)

واول شيء واجهها عند هروبها من وسائل التعذيب تلك كانت خاطرة انسانية وردت في ذهنها -ولنترك لها التعبير عن ذلك قالت: خايفة يقتلوني هاأقعد فين هاأنام فين

ولكن رد الفطرة والايمان الجواني أعلن في طرفة عين عن نفسه وعلمه بالله، قالت: هذا قدري!، وهي كلمة حق قيلت في موقف حق. يوقد نوره ذكر الله، ويجب الالتفات إلى انها اعلنت بعد ذلك اسلامها يوم عيد الأضحي فصار عيدها عيدان، تقديرا وقضاء من الرب الرحمن كما قالت:"حسيت ان المسلمين لايحتفلون بعيد الاضحى إنما يحتفلون بي أنا"

ولما ذهبت للشرطة قالت: اتبهدلت نمت في الحجز مع الحرامية وضعت في نفس الموقف.

وهذه الشريفة قالت: لست متعودة على البهدلة، وقالت للبوليس انها لاتقدر على هذا الوضع.

وقالت:، عن ايام تواجدها في مكان لكفالة اليتيم كمحبوسة بإيعاز واشراف من الأمن -بحسب قولها- وبإشراف كامل! – انها: كانت لاتحب الحبسة .. لست متعودة على البهدلة .. إلخ)، لنتأمل ذلك وكيف أن أثرا ثالثا ولطفا أعلى حمل أختنا حملا لطيفا على تحمل الآلام والمتاعب، انه لطف المعية الربانية التي تلطف بالشرفاء وتطعمهم وتسقيهم وتكسوهم سكينة وحبا وودا مما لانستطيع التعبير عنه في كلمات، ومارأيكم بما أخبرتنا سيدتنا به وهي أنها صارت من محفظات القرآن!، أليس هذا الانتقال العجيب من لطائف الرحمن وقدر القيوم؟

يذكرني ذلك بأخي الدكتور ابراهيم من العراق (أعلن اسلامه منذ اكثر من 30 عاما هو واخته) هرب من جحيم صدام الى الغرب فكان يفسر القرآن للجالية الاسلامية وكأن سيد قطب أو الطبري يفسر كتاب الله، أي والله).

ثم تزوجت ايمان حافظ محمد "هويدا صادق شنودة المقدس، سابقا " من مسلم .. وبعد طلاقها –وبحسب قولها- ذهب رجلها إلى إمرأة أخرى عندها شقة وقد كان لايقدر على دفع ايجار شقته، فطلقها وذهب! (فتحملت هي،ايضا، هنا، مالم يتحمله الرجل) فلم تقدر على دفع ايجار منزلها .. فخرحت إلى الشارع وكانت تنام في أي مكان تنتهي اليه قدماها، حتى انها نامت في منور .. حدائق ... استاد .. إلخ

وعلى الرغم من انها مريضة بمرض " السكر" الا انها كانت عظيمة الإيمان، قوية التقوى ... كانت تحمل أطفالا ثلاثة: كنت أرمي حملي وحملهم على الله!!، واحيانا كانت تنام مع أولادها -سوزان وأحمد وسجود-في الإستاد على ورق كارتون

وانه كان يأتي عليها ليال تقول: ليس الأكل هو المشكلة ولكن اللبن!

كانت علبة اللبن اهم، قالت: ولكن الحمد لله رب العالمين.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير