وكررت: العوض في الله – انها ليست كلمات تُقال وانتهى ومثلها لايخرج بتكلف أو تصنع، انها البراءة الأصلية والنقاوة الإيمانية .. انها كلمات مُعلمة هادية ... اعلنت ان تمسكها بكتاب الله هو الذي حماها قالت الحمد لله فلولا كتاب الله لضعت- لكنها كانت قريرة العين بالله تعالى .. قالت انه كان عندها حب قوي لله ان تتعلم أكثر. وذكرت ان بنات ازهريات احبوها واحبتهن، فقرت عينها بصحبتهن، بعد أن قرت عينها بالله، وهذا كله تحقيق لما ذكره ابن القيم بقوله:" وقلب قد ولد وخرج إِلى فضاءِ التوحيد والمعرفة وتخلص من مشيمة الطباع وظلمات النفس والهوى، فقرت عينه بالله وقرت عيون به وقلوب، وأَنست بقربه الأَرواح، وذكرت رؤيته بالله، فاطمأَن بالله، وسكن إِليه، وعكف بهمته عليه، وسافرت هممه وعزائمه إِلى الرفيق الأَعلى، لا يقر بشيء غير الله، ولا يسكن إِلى شيء سواه، ولا يطمئن بغيره، يجد من كل شيء سوى الله عوضاً ومحبته وقوته، لا يجد من الله عوضاً أبداً، فذكره حياة قلبه ورضاه غاية مطلبه، ومحبته قوته، ومعرفته أَنيسه، عدوه من جدب قلبه ورضاه غاية مطلبه، ومحبته قوته، ومعرفته أَنيسه، عدوه من جذب قلبه عن الله: ((وإِن كان القريب المصافيا)). ووليه من رده إِلى الله وجمع قلبه عليه ((وإن كان البعيد المناويا)).
وقد قالت كاميليا ل"أبو يحيى" ان عندها (ثبات عجيب):"عندي ثبات عجيب" (لاحظ اللفظ الذي يؤيده الواقع!)، فمن أين لهذه الكريمة الثبات لو لم يكن الله تعالى غاية مطلبها، وحياة قلبها وأنيسها في بيت زوجها وفي هروبها الى الله وان شاء الله في كنيسة كهنة التعذيب؟
وقد عبرت "ايمان" عن فترة الاستقرار الأولى في زواجها بأنها كانت فترة دعم ومزيد قوة-وهذا ايضا من تقدير الله الحي القيوم ولطفه بها- ورغم كل تلك العوائق الضخمة التي عرضتها، فاننا نراها بعد مرور أعوام على إسلامها تقول انها رغم ذلك كله: صرت محفظة للقرآن العظيم!، وكأنها تعلن عن فرحة أخرى غير فرحة إسلامها يوم عيد)، يقول ابن القيم في هذا الشأن:" فإِن الله سبحانه غرس شجرة محبته ومعرفته وتوحيده فى قلوب من اختارهم لربوبيته، واختصهم بنعمته، وفضلهم على سائر خليقته، فهى {كَشَجَرةٍ طَيّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السّمَآءِ * تُؤْتِيَ أُكُلَهَا كُلّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبّهَا} * [إبراهيم: 24 - 25] "نعم ياربي تؤتي أكلها كل حين، وإلا فليخبرنا اهل الوقود من كنيسة الاخدود، كنيسة قساوسة التفتيش والمطاردة والتعذيب، التي يقذفون في اديرتهم اهل الإسلام من ابناءهم بعد صعقهم بالكهرباء والإرهاب، ليخبرونا من الذي عمر قلب المسلم بالإيمان والتوحيد وتنزيه الأنبياء عن الفسق والضلال، رغم ارهاب قساوسة الملح والسكين!،، ونسأل كامليا وايمان ووفاء وبقية المؤمنات، من:" عمر قلبك- بمحبته بعد طول الخراب، وآنسك بقربه بعد طول الوحشة والاغتراب ومن تقرب إِليك أَولاً حتى تقربت إِليه، ثم أَثابك على هذا التقرب تقرباً آخر فصار التقرب منك محفوفاً بتقربين منه تعالى: تقرب بعده وتقرب قبله، والحب منك محفوفاً بحبين منه: حب قبله وحب بعده، والذكر منك محفوفاً بذكرين: ذكر قبله وذكر بعده، فلولا سابق ذكره إِياك لم يكن من ذلك كله شيء، ولا وصل إِلى قلبك ذرة مما وصل إِليه من معرفته وتوحيده ومحبته وخوفه ورجائه والتوكل عليه والإِنابة إِليه والتقرب إِليه، فهذه كلها آثار ذكره لك" (من كلام ابن القيم) فهذا هو سر الإقبال على الله، فهو الذي يختار أهل القرآن وخاصته، وأهل الإسلام وعزته، واختنا ايمان، ابنة اخت جورج سيدهم عبرت عن هذا الشوق القديم الى الله بقولها: كنت أتمنى أن أكون مسلمة واني (كما قالت اخيرا): قدرت أن أحقق حلم حياتي بإشهار إسلامي الذي قدره الله في يوم عيد للأضحى!، فانضم فرحها بالإسلام مع فرح الأمة بالعيد
والأمر كما قال ابن القيم في مدارج السالكين:" فالفرح بالعلم والإيمان والسنة دليل على تعظيمه عند صاحبه ومحبته له وإيثاره له على غيره"
لله درهن من سيدات .. يعلمننا دروسا في الحياة والتاريخ والصمود ... دروس في معرفة –وماأثمنها من معرفة- اختيار الله للمؤمنين من عباده وكيف يجعل آثار ذلك على ألسنتهم في كل حين رغم مايعانونه من العدو ومايلقونه من بلاء الجوع والخوف ونقص من الأموال والأنفس، والمستمع بصورة مركزة إلى ماأخبرت به كاميليا للأخ (ابو يحيي) يعلم حقيقة ماقدمناه من كلام ابن القيم رحمه الله.
ومن بركة هؤلاء الكريمات أنه، فقط، في شهر أغسطس2010م، أشهر 400 مسيحي اسلامه في مشيخه الأزهر كما كشفت مصادر مشيخة الأزهر لجريدة المصريون
ولقد سبق هؤلاء المؤمنات، نساء كثر في التاريخ الإسلامي يبدآن بأم عمار بن ياسر، "سمية" رضي الله عنهما التي قتلتها قريش، وأغلب الظن ان كنيسة الاخدود المعاصرة قتلت ابنة قسطنطين "وفاء" بصور مقاربة من صور التعذيب النفسي والجسدي الذي مورس على مؤمنات قريش واسبانيا وقرطبة وغرناطة.
قالوا اقتلوها؛ قد صَبَتْ عن كفركمْ
أبَتِ المَسِيحَ وصَلبَهُ وتَخَلَّتِ
صرخت: أنا الإسلام ديني ليس لي
ربّ سِوَى الرحمن، تِلكَ عقيدتي
فاما الخرافة والملح والسكين وإما التعذيب تحت راية الإنجيل.
لوْ زالتِ الشُّمّ الرواسِخُ أو هَوَتْ
أنا ليسَ تَهوِى أو تَزُولُ عَزيمَتي
أنا للإلهِ الحَقّ رَبِّ مُحَمَّدٍ
والأنبيا مِنْ قَبْلُ أُسْلِمُ وجْهَتِي
¥