تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ورفع علمها عن الأمة، يشمل الرسول – صلى الله عليه وسلم – ولذا كان – صلى الله عليه وسلم – كما أخبرت عائشة – رضي الله عنها - «إذا دخل العشر أحيا ليله، وأيقظ أهله، وجد، وشد المئزر» رواه البخاري، في صلاة التراويح (1920) , و مسلم، في الاعتكاف (1174) , والنسائي، في قيام الليل وتطوع النهار (1639) , وأبو داود، في الصلاة (1376) , وابن ماجه، في الصيام (1768).

ولو كانت هذه الليلة معروفة وثابتة في ليلة محددة ومعينة لما خفي أمرها على الرسول – صلى الله عليه وسلم - بعد رفعها، فقد كان - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يعتكف العشر الأول من رمضان يطلب ليلة القدر، ثم اعتكف في العشر الأوسط، ثم رآها - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - في العشر الأواخر من رمضان. كما روى البخاري – رحمه الله – في فضل ليلة القدر، باب: التماس ليلة القدر (2016)، ومسلم – رحمه الله - في الصيام، باب: فضل ليلة القدر (215)، ثم تواطأت رؤيا عدد من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أنها في السبع الأواخر من رمضان فقال: «أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر» رواه البخاري، في فضل ليلة القدر، باب: التماس ليلة القدر (2015)، ومسلم في الصيام، باب: فضل ليلة القدر (215).

وهذا أقل ما قيل في حصرها في زمن معين.

وإذا تأملنا الأدلة الواردة في ليلة القدر تبين لنا أنها تنتقل من ليلة إلى أخرى، وأنها لا تكون في ليلة معينة كل عام، فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - «أري ليلة القدر في المنام، وأنه يسجد في صبيحتها في ماء وطين، وكانت تلك الليلة ليلة إحدى وعشرين»، وقال - عليه الصلاة والسلام -: «تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان» متفق عليه.

وهذا يدل على أنها لا تنحصر في ليلة معينة، وبهذا تجتمع الأدلة، ويكون الإنسان في كل ليلة من ليالي العشر يرجو أن يصادف ليلة القدر.

ولا يمكن لأحدٍ أن يجزم بليلة بعينها أنها ليلة القدر، وخاصة إذا علمنا أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أراد أن يخبر أمته بها، ثم أخبرهم أن الله تعالى رفع العلم بها.

وسألته عائشة -رضي الله عنها -، فقالت «يا رسول الله: إن وافقت ليلة القدر فما أقول فيها؟، قال: قولي، اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني» صحيح، رواه الإمام أحمد في مسنده (6/ 183)، والنسائي في الكبرى (4/ 408)، (6/ 219)، (6/ 519)، والترمذي في سننه (5/ 534) وقال: هذا حديث حسن صحيح، وابن ماجه (3850) وفيه: «أرأيت إن وافقت ليلة القدر»، والحاكم (1/ 530) وصححه.

أما تخصيص ليلة من رمضان بأنها ليلة القدر: فهذا يحتاج إلى دليل يعينها دون غيرها، ولكن أوتار العشر الأواخر أحرى من غيرها والليلة السابعة والعشرون هي أحرى الليالي بليلة القدر؛ لما جاء في ذلك من الأحاديث الدالة على ما ذكرنا.

لذا لا ينبغي للمسلم أن يتعاهد ليلة بعينها على أنها ليلة القدر، لما في ذلك من الجزم بما لا يمكن الجزم به؛ ولما في ذلك من تفويت الخير على نفسه، فقد تكون ليلة الحادي العشرين، أو الثالث والعشرين، وقد تكون ليلة التاسع والعشرين.

فإذا قام المسلم ليلة واحدة يعتقد أنها ليلة القدر فقد ضيع على نفسه خيراً كثيراً، ولم يصب تلك الليلة المباركة.

فعلى المسلم أن يبذل جهده في الطاعة والعبادة في رمضان كله، وفي العشر الأواخر أكثر، وهذا هو هدي النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وذهب الإمام ابن حزم – رحمه الله تعالى – على أنها لا تتنقل، ولا يمكن لأحد معرفتها، فقال في " المحلى " (7/ 33):

مسألة: ليلة القدر واحدة في كل عام , في شهر رمضان خاصة , في العشر الأواخر خاصة , في ليلة واحدة بعينها لا تنتقل أبداً، إلا أنه لا يدري أحد من الناس أي ليلة هي من العشر المذكور، إلا أنها في وتر منه، ولا بد.

فإن كان الشهر تسعاً وعشرين، فأول العشر الأواخر بلا شك: ليلة عشرين منه ; فهي إما ليلة عشرين , وأما ليلة اثنين وعشرين , وأما ليلة أربع وعشرين , وأما ليلة ست وعشرين , وأما ليلة ثمان وعشرين ; لأن هذه هي الأوتار من العشر الأواخر.

وإن كان الشهر ثلاثين، فأول العشر الأواخر بلا شك: ليلة إحدى وعشرين , فهي إما ليلة إحدى وعشرين , وأما ليلة ثلاث وعشرين , وأما ليلة خمس وعشرين , وأما ليلة سبع وعشرين , وأما ليلة تسع وعشرين , لأن هذه هي أوتار العشر بلا شك».

هذا، والله تعالى أعلم.

ـ[جمال أبو حسان]ــــــــ[08 Sep 2010, 07:01 ص]ـ

شكرا للاخوة المتداخلين في هذه المشاركات وان كنت ارى ان كثيرا منها خرج عن جواب السؤال كمشاركة الفاضل محمد فال

والذي عندي بعد طول نظر ان ليلة القدر ليلة في الوتر من العشر الاخير من رمضان كما صرحت به النصوص الشرعية-هذا اذا سلمنا بصحة صيام المسلمين في السنة المعنية- فان المسلمين يختلفون في بداية رمضان ما لا يختلفون في غيرة وبسبب هذاالاختلاف ارى انه ينبغي النظر الى اظهار الحديث القائل التمسوها في العشر الاخير حتى لا تفوت الفرصة على احد

وان هذه الليلة ليلة محددة التاريخ وليست محددة الاوصاف فقط وهي الليلة الموافقة تاريخيا لليلة التي ابتديء فيها نزول القران على الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وهي ليلة معماة ولايمكن الجزم بانها في ليلة كذا لا قبل ولا بعد

والقول بانها ليلة متنقلة لا اراه الا من قبيل الوهم والله اعلم

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير