تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

جزاكم الله خيرا.

عنوان المقالة يثير الاهتمام. ولكن للأسف وجدت المقال قد ذهب مذهبا جزئيا في تعريف هذا المصطلح.

1 - "القلق الفكري" ليس مفهوما سلبيا أو مرضيا في كل الحالات. وإنما قد يكون دليل صحة أو دليل صحوة، حين يدفع بصاحبه إلى إعادة التفكير في المسلّمات الخاطئة التي تعود عليها ذهنه، إما بسبب نقص المعرفة، أو بسبب تأثير البيئة التعليمية. ولولا "القلق الفكري" لما اخترع المخترعون ملايين الاختراعات، ولما كتب الكتاب النظريات الجديدة، ولما تراكمت المعرفة لتصل إلى هذه الدرجات العالية التي تراها البشرية الآن.

القلق الفكري ظاهرة إيجابية تؤدي إلى الإبداع، لأنه تعبير إما عن الانزعاج مما موجود، أو عدم الرضى به، أو عدم الاكتفاء به، أو سعي لتطوير ما هو قائم، أو إيجاد لحلول مبتكرة.

والسلبية ليست في ظاهرة "القلق الفكري" ذاتها، وإنما فيما يصاحبها أحيانا من نقص أو غياب للأدوات المعرفية، أو تقصير في توظيفها، أو قلة صبر أمام المعاناة التي تنتج عنها .. وهذا ما يؤدي إلى نتائج سلبية للقلق الفكري.

2 - اقترح الكاتب 5 أسباب للقلق الفكري (السلبي):

- ضعف البناء الشرعي والفكري

- الانفتاح غير الواعي على مصادر فكرية ومعرفية جديدة

- فتنة الشهوات، وسطوة الشبهات والعُجب والاعتداد بالرأي

- التطلع إلى الصدارة، والبروز نحو الأضواء، والمسارعة إلى التزيُّن أمام الناس

- قصور العلماء والدعاة في الحوار مع هؤلاء الشباب، والتهاون في استيعابهم

وأتساءل:

- لو كان لهذا القلِق متانةٌ في البناء الشرعي والفكري، هل يحجزه هذا عن القلق الفكري، إن كان مفكّرا؟

- لو كان منفتحا بشكل واع على مصادر فكرية ومعرفية جديدة، هل يحجزه هذا عن القلق الفكري إن كان مفكرا؟

- ما مبرر أن يتهم صاحب "القلق الفكري" بأنه سقط في فتنة الشهوات، وسطوة الشبهات والعُجب والاعتداد بالرأي التطلع إلى الصدارة، والبروز نحو الأضواء، والمسارعة إلى التزيُّن أمام الناس، في حين أنه قد يكون قلقا فكريا غير مصحوب بحب الظهور، بل تجده يعيش معاناته الفكرية لوحده بمعزل عن الناس، حتى عن أقرب الناس إليه؟

في اعتقادي أن هذا غير كاف لفهم حقيقة "القلق الفكري":

- "القلق الفكري" في حد ذاته ظاهرةٌ صحية وإيجابية، وهي دليل نشاط العقل وحيويته، والتوق للمعرفة، والرغبة في استكشاف آفاق جديدة. و"القلق الفكري" خاصية أساسية لنمط من أنماط الشخصية، تسمى "الشخصية المفكّرة".

- هذا "القلق الفكري" قد يكون له أسباب ذاتية أو موضوعية. ولمعرفتها، يمكن مطالعة الدراسات المتعلقة بظاهرة الإبداع، ففيها كثير من المسائل التي تفسر وتصف محتلف أبعاد "القلق الفكري".

- إذا أردنا الحديث فقط عن الجانب السلبي في "القلق الفكري"، فلعل من الأفضل اعتماد عبارة "المرض الفكري"، أو "الاضطراب الفكري". ولعل هذا ما قصده الكاتب. وكما قلت سبب هذا المرض الفكري يعود غالبا إما لنقص أو غياب للأدوات المعرفية، أو تقصير في توظيفها، أو قلة صبر أمام المعاناة التي تنتج عنها ..

ـ[محمد بن جماعة]ــــــــ[15 Sep 2010, 04:08 م]ـ

أرغب في إضافة الملاحظة التالية:

تعليقي على هذا المقال سببه "قلقي الفكري":).

ولكن أرجوكم: لا تطبقوا على أخيكم مقولة الكاتب من أن سبب قلقي الفكري هو "فتنة الشهوات، وسطوة الشبهات والعُجب والاعتداد بالرأي التطلع إلى الصدارة، والبروز نحو الأضواء، والمسارعة إلى التزيُّن أمام الناس" (ابتسامة)

والحديث ذو شجون ..

ـ[عبدالرحمن الشهري]ــــــــ[15 Sep 2010, 06:48 م]ـ

حقاً الكاتب أراد معالجة بعض الأمثلة التي بدأت تظهر في أوساط بعض الشباب، وقد يكون هذا هو الذي جعله يغفل الإيجابية في مفهوم (القلق الفكري) التي أشرتم إليها.

سأحيل التعقيبات للكاتب لعله يفيد منها وشكراً لكم.

ـ[تيسير الغول]ــــــــ[15 Sep 2010, 09:35 م]ـ

أحب أن أوجه هذه الكلمات لأخينا الكاتب بارك الله به

أنا أظن أن الذي يريد أن يعالج المرض الفكري. ويحدد أطره التشخيصية فإن عليه أن يعيش ضمن الهمّ الدعوي الجماعي وهذه النقطة قد غفل عنها الكاتب أيضاً. أي يجب أن يكون المشخص للمرض الفكري شخصاً مؤهلاً ذا خبرة عميقة بالعمل الجماعي والتنظيم الإسلامي وإرهاصاته الكثيرة المتشعبة. لأن المراقب وحسب لا يمكن أن يضع يده على الجرح الموجع للهمّ الدعوي واستوقافاته ومحطاته المتعبة.

لقد أثبت الواقع أن النائحة الثكلى ليست كالنائحة المستعارة في ذلك الهمّ ومؤرقاته الموجعة التي لا يصبر على عنائها أحياناً إلا كمثل أصحاب الأخدود أو أشد.

وأيضاً فإن الذي يبحث في مثل هذه الموضوعات لا بد أن يُنظر الى سيرته الدعويّة التنظيميّة بغض النظر عن مسربه السياسي فإنه لا بد له أن يكون ضمن دائرة الإغتراب ليُسمع له ويُنصت له. وبغير ذلك فإنه لا يفلح أبداً في مثل هذا الموضوع ولا يمكن أيضاً أن يُقنع أحداً ممن غرقوا في متاهات الحيرة السياسية العربية والتي لا تخفى على أحد.

ان من أساسات العمل الدعوي هو: العمل بالقدوة واحتمال الأذى والنزول الى أرض الواقع بعيداً عن الظل الظليل الوارف العليل. يقول ربنا سبحانه وتعالى (بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

((الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ))

هذه الآية هي شعار دعاة الحق وسيرتهم الذاتية لاجتياز النجاح وطريق الحق. فمن المنتقد ومن العامل؟؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير